الأخبار

هل تكون المُصالحة الكردية في سوريا من أُولى مهام بايدن؟

يبدو أنّ الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس (جو بايدن) سوف تدفع الجماعات الكردية في سوريا لتحقيق انعقاد (مؤتمر وطني جامع لكافة الأطراف الكردية,  لتعمل مع جماعات المعارضة السورية الأخرى.

جاء ذلك في تقريرٍ على موقع أحوال تركية بأن أيّ تقارب (كرديّ – كرديّ) في سوريا يشكّل مصدر قلق للحكومة التركية التي تحارب أيّ مشروع كرديّ يفضي إلى تقوية الكرد، و

وهذا بعض مما جاء في التقرير:

بحسب المحلل في الشرق الأوسط (سيث ج.فرانتزمان) فإنّ التقارب الكردي السوري الذي تدعمه السفارة الأميركية في سوريا، والذين عانوا من المتطرفين الذين احتلوا بدعم مباشر من تركيا العديد من المناطق الكردية بشمال سوريا، يمكن أن يساعد في تحقيق الاستقرار في المنطقة مع تولي بايدن السلطة.

وتَعتبِر أنقرة وبشكل أحادي أكبر مُكوّن في قوات سوريا الديمقراطية (وحدات حماية الشعب الكردية) منظمة إرهابية.

وسبق أن شنّت القوات التركية ثلاث عمليات عسكرية شمال سوريا استهدفت وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تهديداً وجودياً لتركيا، وهي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”.

وأوضح فرانتزمان بأنه وبعد أن تصدت وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة لتوسع تنظيم (داعش) الإرهابي، بدأت القوات الخاصة الأميركية في العمل مع الكرد لإنشاء قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في عام 2015، والتي حررت لاحقاً عاصمة داعش المزعومة في الرقة في عام 2017.

ويرى المحلل السياسي أنّ انهيار عملية السلام التركية مع حزب العمال الكردستاني في عام 2015، شكّل ذريعة لأردوغان لسحق المعارضة الكردية وملاحقة رؤساء البلديات الكرد المنتخبين عن حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا, ومن تبعات ذلك فقد غزت أنقرة شمال سوريا لوقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية في منبج في عام 2016, وبحلول عام 2018 غزت تركيا عفرين الكردية أيضاً بـِ بضوء أخضر من الولايات المتحدة للقيام بذلك، ولاحقاً مناطق أخرى في تشرين الأول 2019.

وبحسب فرانتزمان فإنّ المجموعات الكردية المتحالفة في ما بينها، والتي تعاني منذ سنوات من القمع التركي والسياسات الأمريكية غير الثابتة، باتت تتطلع إلى العمل معاً.

وفي 17 كانون الثاني الجاري أفادت إلهام أحمد الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية بأن المجلس على اتصال بجماعات كردية داخل وخارج سوريا. 

وأوضح فرانتزمان  من تغريدة للسفارة الأميركية في سوريا في 15 كانون الثاني تقول فيها إنها تدعم الحوار بين الكرد السوريين، تمّ اعتبارها بمثابة إشارة لهم للتحاور الفعلي مع التحذير من محاولات تركية تخريبية.

وأثارت المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية  من أجل تشكيل إدارة جديدة مشتركة للمنطقة, حفيظة الحكومة التركية التي استنفرت قواها وأتباعها من أجل الحؤول دون إتمام المفاوضات.

وتُشكّل أي مصالحة بين المجلس الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD ضغطاً على أنقرة يقضّ مضجع أردوغان الذي يعادي كلّ ما من شأنه بلورة إدارة كردية في سوريا، ويعتبرها تهديداً على أمن بلاده القومي.

ويبدو أنّه في ظلّ التطوّرات المتسارعة في المنطقة لن يملك أردوغان، وهو يتخبّط في أزماته الاقتصادية والسياسية، أوراق قويّة تساعده في الحؤول دون إتمام التفاهم الكردي – الكردي.

وتزعم تركيا بأنّ الولايات المتحدة وفرنسا تمارسان ضغوطاً على المجلس الوطني الكردي للانسحاب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وتشكيل كتلة سياسية جديدة مع حزب الاتحاد الديمقراطي, وأنّ ذلك يأتي ذلك ضمن مساعٍ من البلدين لإضفاء مشروعية دولية على الإدارة الذاتية، من خلال شرعية المجلس الوطني الكردي.

والمجلس الوطني الكردي الذي تأسس في 26 تشرين الأول 2011حزباً وفصيلاً من كرد سوريا, وهو كيان منضوٍ في إطار المعارضة السورية، والذي يوصف من قبل شريحة كبيرة من السوريين بأنّه يتبع أوامر الحكومة التركية، ويلبّي إملاءاتها وطلباتها، ويتبع سياساتها، وينفّذ أجنداتها في سوريا، ما يضعه في موقف التابع للسياسة التركية في سوريا، ويفقده استقلاليته المفترضة.

زر الذهاب إلى الأعلى