حواراتمانشيت

حنّان مامد: هدفنا حماية الشبيبة من السياسات المبطنة

يقول الكاتب والروائي غوته: <يتوقف مصير كل أمة على شبابها>، ويقول علي بن أبي طالب: <كل صعب على الشباب يهون***هكذا هكة الرجال تكون>، ومن هنا تأتي أهمية الشباب، فهم محركي عجلة التطور والانتقال نحو الأفضل، وحاملي رسالة التغيير التي يصعب على غيرهم من الفئات تحقيقها. فلا نبالغ إن قلنا الشبيبة بناة الإرادة والإدارة، أو على الأقل بهذا الشكل جسدوا دورهم في ثورة 19 تموز على اختلاف مجالاتها، وإذا ما خصصنا ذكر السياسة فالشبيبة أبدوا ثقلاً للمجال السياسي وانخرطوا فيه رغم التحديات المحاطة بهم من كل الجوانب، واستلموا مهام جد صعبة بما يمكن تسميتها بالتاريخية لا سيما في المرحلة التي تعيشها المنطقة من تقسيمات للنفوذ ورسم الخرائط بعد مئوية سايكس – بيكو، وحالة الفوران التي حلت بالعديد من دول الشرق الأوسط، منها سوريا التي يناضل فيها حزب الاتحاد الديمقراطي على أساس حل القضية الكردية ودمقرطة سوريا عموماً، مما وضع على كاهل الحزب بطليعته وأعضائه مسؤوليات جمة تتطلب مجهوداً كبيراً مرفقاً بالحنكة والحكمة.

انطلاقاً من الآنف ذكره، التقينا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي بـ حنّان مامد الرئيس المشترك لمجلس الشبيبة في حزب الاتحاد الديمقراطي، وحاورناه في مواضيع على مستوى الحزب وشبيبته، ليمدنا بأجوبة من عمق نضالهم الحزبي، ومن تجربته التنظيمية.

وإليكم نص الحوار:

– ودَّعنا العام 2019 بمنجزاته ومآسيه، فكيف مرَّ هذا العام على حزب الاتحاد من وجهة نظر شبيبته؟

كما تعلمون إننا في منطقة الشرق الأوسط نعيش أزمات بنيوية استراتيجية لها تبعات مفصلية على ساحات الصراع والتوازنات الجيواستراتيجية وفق ما يحصل من حروب كارثية تؤثر بالمجمل على مجتمعية المدائن البشرية، لذلك نحن نعيش مكانيزما التأثر والتأثير حول ما يدور في فُلك الوضع الراهن، وكحزب الاتحاد الديمقراطي والذي بدوره الريادي في مأسسة المجتمعات على أساس ديمقراطي منطلقاً من حرية المرأة وطليعية الشبيبة أساساً له في عمله النضالي السياسي المجتمعي فقد كانت سنة 2019 تتمة لاستراتيجيته السّباقة في تمتين مبدأ أخوة الشعوب والمكونات ورسم خارطة طريق عقلانية براديغمائية وفقاً لمتطلبات المرحلة الحساسة غير المتجانسة دولياً وإقليمياً يكون أساسها أيضاً التأكيد على مبدأ الخط الثالث الوسطي البعيد كل البعد عن أشكال ومفاهيم القوموية والعنصرية والراديكالية في التزمت والتعنت السياسي بخصوص مشروع ما، لذلك عاش حزب الاتحاد الديمقراطي في هذه السنة مراحل محورية مهمة في صنع المناخ السياسي الملائم لتهيئة الأرضية المناسبة في وضع الحلول الوطنية فيما يخص الأزمة السورية الراهنة بكل أبعادها المتشابكة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، كما أنه واجه تحديات وصعوبات جمّة ولحظات مصيرية خاصة في أواخر سنة 2019 عندما بدأ الاحتلال التركي بشن هجمات العدوان العنصري الدموي على مناطق شمال وشرق سوريا، فانخرط حزب الاتحاد الديمقراطي بكل أعضائه والإداريين وكواجب الدفاع المشروع وبكل الوسائل المتاحة مع بقية المؤسسات المجتمعية والسياسية الوطنية في الدفاع عن مكتسبات الشعوب التي حققوها خلال حروبهم الضروسة في كسر والقضاء على التنظيمات الارهابية.

– في 27 نيسان 2019 أسستم مجلس شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي وتم انتخابكم كرئيس مشترك للمجلس، كيف تجدون هذه المسؤولية؟ وهل استطاع المجلس نزع الثقة التنظيمية ضمن الحزب والمجتمع ككل لا سيما وأن حزب الاتحاد يُعرف بمجتمعيته؟

نعم هذا صحيح. في التاريخ المذكور تم انعقاد المؤتمر الأول لشبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي على مستوى شمال وشرق سوريا وساحات تنظيم الحزب وبحضور المئات من الشبيبة جلّهم من الإداريين والأعضاء تم عقد المؤتمر ممثلاً عن كافة المكونات الشبابية والأطياف المتعددة وكان انعقاد المؤتمر هو ثمرة أو حصاد ما قام به شبيبة الحزب خلال الأعوام السابقة في ترسيخ العمل التنظيمي بكل أركانه لشريحة الشبيبة لذلك صحيح أن المؤتمر انعقد في 2019 وإنْ جاء متأخراً بعض الشيء بسبب الظروف التنظيمية والعامة إلا أن العمل التنظيمي للشبيبة كان قبله بكثير وكان يعمل وفق تنظيم المكتب مثله مثل باقي مكاتب الحزب من المرأة والعلاقات والتدريب و….

وبالفعل تم في المؤتمر انتخاب مجلس عام للشبيبة يمثل كل ساحات النضال في أقاليم شمال وشرق سوريا وفق مبدأ المناصفة والتوازن بين المرأة الشابة والشباب. ومن ثم تم انتخابنا كرئاسة مشتركة لمجلس شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي، وفيما يتعلق بسؤالك عن مسؤولية هذا الموقع بالفعل وبكل شفافية إنها مسؤولية صعبة ونسبة مواجهة التحديات والصعوبات عالية جداً حيث أن عمل الشبيبة يختلف عن باقي الأعمال التنظيمية المجتمعية لأن سيكولوجية الشبيبة خاصة جداً وعلينا كإداريين للشبيبة أن نحلل ونتفهم هذه الخاصية الموجودة داخل كينونة الشبيبة ونحاول أن نعالجها بكل الوسائل والامكانات العقلانية الواقعية، لأن فئة الشبيبة تكون دائماً عرضة لكل الصراعات والأهداف التي تحاول منظومة الحداثة الرأسمالية تحقيقها في الهيمنة والسيطرة على عقول وذهنية الشبيبة ومن كل النواحي الفيزيائية والسيكولوجية، لذلك من هنا أقول أنه عمل صعب لأن أساسه هو حماية الشبيبة من هذه السياسات المبطنة والظاهرة الهدافة والهدامة.

– لكل عمل تحديات وعوائق وحواجز تحدُّ من تطوره فما هي التحديات والعوائق التي اعترضكم منذ تأسيس مجلس الشبيبة؟ 

نعم بالتأكيد ومن البديهيات أن يواجه أي عمل تنظيمي مجموعة عوائق وتحديات وصعوبات في مراحله الأولى، عندما يتغير نظام العمل فكما أسلفنا سابقاً أن تنظيم الشبيبة كان ينظم نفسه وفق المكتب ويشكل لجانه الإدارية حسب النظام الداخلي للحزب، لكن مع تأسيس مجلس الشبيبة واتساع رقعة الجغرافية وساحات النضال وتوسيع القاعدة الجماهيرية فكان لا بد لمجلس الشبيبة أن يتأقلم مع الوضع الجديد للعمل التنظيمي فحزب الاتحاد الديمقراطي ليس حزب لمكون واحد فقط بل هو حزب جماهيري شعبي مجتمعي يمثل كل أطراف ومكونات وشعوب المنطقة لذلك واجه مجلس الشبيبة في أولى تحدياته هو إيصال صوته وتنظيمه وايدولوجيته إلى شبيبة كل المكونات والشعوب، وأيضاً التحدي الثاني الذي واجهه مجلس الشبيبة هو توسيع لجانه الإدارية العامة والفرعية في الأقاليم والمناطق والنواحي لذلك كمجلس الشبيبة عليه أن يكون جواب لكل هذه الصعوبات والعوائق، أضف إلى ذلك أن مجلس الشبيبة يتكون أيضاً بالإضافة إلى العمل التنظيمي للأقاليم فأنه يتكون من مكاتب ضمن المجلس نذكر منها: مكاتب المرأة الشابة والتدريب والرياضة والإعلام وهي تنظم نفسها ضمن المجلس وتعمل وفق عملها المنوط بها ليتمم العمل التنظيمي ككل متكامل وتشكل بذلك الدماغ والجسد والروح لاستراتيجية مجلس الشبيبة. عدا ذلك وكما أسلفنا سابقاً مدى التأثيرات الخارجية والاستراتيجيات الهدامة لبُنية وكينونة الشبيبة في العالم ومدى سيطرة دول الحداثة الرأسمالية على فئة الشبيبة لتسخرها في تنفيذ أجنداتها وتكون وقوداً لإشعال فتيل الصراعات والحروب.

– سمعنا أنكم ستطلقون حملة (برخدان جيان.. المقاومة حياة) هل هذا صحيح؟ (برخدان جيان) هذا الاسم كان عنوان حملة أطلقتموها قبل عامين، فهل من تشابه بين الحملتين، القديمة والجديدة المزمع إطلاقها ومتى ستطلقونها؟ 

نعم صحيح ما ذكرتم، نحن كمجلس الشبيبة أطلقنا حملة برخدان جيان(المقاومة حياة) والتي كانت أحد أهم مفاعيل الحركة الشبابية في التنظيم والتأسيس والعمل الجماعي الخلاق لروح الشبيبة الديناميكية المقدامة قبل عامين، وبالفعل كانت لها نتائج إيجابية مهمة على الصعيد العملي والنظري وبحكم اختلاف الظروف والأوضاع السياسية العامة منذ عامين وإلى الآن فقد يكون هناك ازدياد في زخم تنظيم وتوسيع وتطبيق الحملة لأن الظروف الحالية تتطلب منا كشبيبة أن نكون أكثر استجابة للوضع القائم المصيري وذلك كواجب وطني وأخلاقي رداً على كل المؤامرات التي يواجهها شعبنا والحملة ستكون متعددة الأهداف والأساليب في التطبيق من حيث توسيع القاعدة الشبابية وخلق الأفكار والإبداعات الجديدة وفقاً لمقتضيات المرحلة وتطبيقها عملياً وزرعها إيديولوجياً في ذهنيات الشبيبة للوصول إلى بناء مجتمع حر أخلاقي ديمقراطي إنساني وعن موعد إطلاقها فنحن نتطلع إلى إطلاقها في العام الجديد كبرنامج عمل سنوي لكل تنظيم الشبيبة في الأقاليم وساحات النضال.

– ما الاستراتيجية التي ستتبعونها في عام 2020 لتنظيم أكبر قدر من الشبيبة ضمن صفوفكم؟

من خلال عقد اجتماعاتنا السنوية في الأقاليم والمقاطعات وسماع المقترحات وآراء وأفكار شبيبتنا كان مطلبهم بشكل عام متشابه في رسم استراتيجية متينة وبخطوط عريضة أساسها التركيز على توسيع القاعدة الجماهيرية الشبابية لتلائم زخم الأحداث والأجواء المحيطة في فلك الشرق الأوسط والتركيز على أهمية تعميق وزرع التدريب الفكري والإيديولوجي لسياسة الديمقراطية العامة للحركة وأيضاً العمل بشكل جدي وكواجب مقدس لمساندة قوات سوريا الديمقراطية من خلال تكثيف الانضمام إلى منظومتها الدفاعية، والعمل على خلق المناخ الايكولوجي الطبيعي ومحاربة التصحر الموجود في مناطقنا من خلال تهيئة الظروف الملائمة التقنية والزراعية وبالتنسيق مع الجهات المعنية للحفاظ على مناخ بيئي أيكولوجي محاولين الحفاظ على حياة الأجيال القادمة بأفضلية صحية جيدة، والعمل بكل الأشكال الديمقراطية التنظيمية لضم شبيبة مكونات شمال وشرق سوريا إلى تنظيم شبيبة الحزب. دعم ومساندة وتكثيف انضمام المرأة الشابة لتنظيم الشبيبة لأنها الأساس في الحراك الثوري الشبابي الطليعي.

– كلمة تود إنهاء الحديث بها؟

لا يسعنا القول إلا أن نقول بأن الشبيبة هي أهم مفاعيل المجتمع والركن الأساسي في تنظيمه وبنائه على أساس قويم غير متجزأ وغير منفصل عن ذاته وكينونته الإنسانية ومن هنا علينا أن نكون جوهر هذا المجتمع بحمايته من الشرور الخارجية وترميمه من الشرور الداخلية بصد ومكافحة كل الأشكال والشذوذ الخارجة عن منطق الإنسانية والمفتتة لمكونات المجتمع. فـ دور الشبيبة قيادي وطليعي لصد هذه السلوكيات السلبية. ونحن كشبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي لدينا واجبات ومسؤوليات متعددة لأننا نمثل الشبيبة السياسية البناءة لجوهر المجتمع الديمقراطي الحر علاوة على ذلك فأننا نمثل خط واستراتيجية القائد أوجلان في بناء المجتمعات وحماية الشعوب من كل الأعداء المتربصين حول تحقيق أهدافهم الهدامة،

لذلك سنكون على أمل كبير لأن نحقق في العام الجديد كل أهدافنا وتطلعاتنا وكمجلس الشبيبة سنكون في الطليعة والاقتداء لتطبيق وتنفيذ استراتيجيتنا المرسومة على نهج شهدائنا وشعبنا.

حوار: سيدار رمو

زر الذهاب إلى الأعلى