المجتمع

هاشتاغ noflyzone4rojava#

ما معنى ” هاشتاغ “:

وهي عبارةٌ عن علامةِ تصنيفٍ يتمُّ استخدامها، لتصنيفِ التغريدات أو الأخبار ذاتِ الموضوع الواحد، بحيثُ يمكنُ قراءتها من قبَل مُتابعي هذه التغريدات، أو الأخبار من قبل غيرِ المُتابعين لها، ودائماً تبدأُ بإشارة #.

ويساهمُ الهاشتاغُ في زيادة عدد المُتابعين لتغريدةٍ أو خبرٍ معيّن.

ظهرتِ الفكرةُ للمرّة الأولى حينَ استخدمها ” كريس ميسينا “، أحدُ نُشطاء الويب، مؤسّسُ مُلتقىBarcamp، أحدُ العاملين في شركة جوجل وأحد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة openweb، وذلكَ حين استخدمها كريس عام 2007.

الهاشتاغُ كلمةٌ انتشرتْ فجأةً وبسرعة الصاروخ على مواقع التواصل الاجتماعيّ، واجتاحت شبكةَ الإنترنت، وأصبحَ لها أيضاً تأثيرٌ كبيرٌ جداً على المجتمعات. وأيضاً أصبحت جزءاً من التعبير وحريّة الرأي.

أمٌّ كرديّة مُلهمةُ فكرة الهاشتاغ:

الهاشتاغُ الكرديّ الذي أُطلقَ منذُ أسبوعٍ، وأثارَ ضجّةً كبيرةً على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرَ بشكلٍ كبيرٍ، وحقّقَ نتائجَ غيرَ متوقّعة ومفاجئة، لدرجة أنّ أناساً من أحزابَ وقوميّاتٍ مختلفة شاركوا فيه( عربٌ وأجانب).

بعدَ الهجمات التركيّة على المركز الإعلاميّ لوحدات حماية الشعب في كراتشوك. في ذلكَ الموضع طالبتْ أمّهاتُ المقاتلين والشهداء من الجنرال الأمريكيّ بحماية روج آفا، وجعلها منطقة آمنة، وقلنَ لهُ: ” كيفَ يقاتلُ أبناؤنا في الرقّة، ثمّ يأتي الجيشُ التركي من الخلف ليقصفَنا!”.

مطلبُ هؤلاء الأمهات أصبحَ شعاراً، وتواصلَ النشطاءُ والإعلاميون في روج آفا وكردستانَ والعالم، وبدؤوا معاً بحملة( noflyzone4rogava# )، والتي وصلت لمستوياتٍ عالية جداً، وذهبت فيما بعدُ إلى أبعد من تويتر وفيسبوك لتتطوّرَ إلى نشاطاتٍ أخرى واعتصاماتٍ وتظاهراتٍ على أرض الواقع.

أوّلُ تجربةٍ كرديّةٍ مع الهاشتاغ:

بدأ الكردُ في الأجزاء الأربعة وفي أوروبا بواجبهم، وما زالتِ الحملةُ مستمرّةً وتزدادُ انتشاراً.

ربّما هذه المرّة الأولى التي تصلُ حملةٌ كرديةٌ إلى هكذا مستوى من الانتشار، وتصل إلى مراتبَ متقدّمة عالمياً وعربياً، وتشغل الناس.

لقد نجحَ الشبابُ الكرد في الارتقاء بالحالة الكرديّة من التضييق الحزبي إلى الهَمّ الكردستاني الأكبر. وعن طريق الهاشتاغ استطاعوا إخراجَ الحدثِ من المحليّة إلى العالميّة.

وإذا ما عُدنا بضعَ سنين إلى الوراء، لنستذكرَ مجزرةَ حلبجة1988، والتي قضى فيها أكثر من ثلاثة آلاف شخصٍ نحبهم، لا نجدُ سوى بعضَ الصور النادرة أو القليل من الوثائق التي كان يدور بها السياسيون الكرد في العالم ليُعرّفوا الناسَ بحجم الكارثة. وكذلكَ في أحداث عام 2004

في قامشلي، كانتِ المواقعُ قليلةً، وبصعوبةٍ تستطيعُ إيصالَ صورةٍ أو مقطع فيديو للعالم.

الآنَ اختلفَ الوضعُ، إذ صارَ، بواسطة استخدام الهاشتاغ، بالإمكان إيصال صوتكَ وقضيّتكَ. وحتى الأناسُ غير المهتمّة تجدُ نفسها مضطرةً لقراءة ما يحصلُ.

ما تأثيرُ الهاشتاغ على تطوّرات الحدث؟:

ربّما لا يؤدّي هكذا هاشتاغ إلى تحرّكاتٍ عسكريّة مباشرة على أرض الواقع، تفضي بتحقيق مطلبه، بقدر ما يُرادُ من هكذا حملات جعلُ قضيّةٍ ما قضيّةَ رأيٍ عام. والهدفُ منه إيصال صوت الشعب الكرديّ بمطلبه( الحماية الدوليّة- أو فرض حظر الطيران) إلى العالم.

ربما لا يكونُ هو السبب المباشر لتحريك آلياتٍ عسكريّة، ولكنهُ حتماً يخلقُ رأياً عاماً، يمكنُ أن نصفهُ على حدٍّ أدنى بأنه مُتعاطفٌ معنا.

سؤالٌ للأيام:

كيفَ يمكنُ للشعب الكرديّ أن يستفيدَ إلى أقصى درجةٍ من وسائل التواصل الاجتماعيّ، للتأثير على الرأي العالميّ، حتى ولو كان تأثيراً جزئياً أو مؤقّتاً؟

هل يمكنُ وضعُ هكذا خدمة في مصلحة وحدة الصفّ الكرديّ يوماً ما، لتصيرَ ككرةِ الثلج التي تلمُّ شملَ الكرد أينما كانوا حولَ قضيّتهم العادلة؟

وهل يعيدُ هذا الأمل بنا للوصول إلى وحدةٍ كرديّة، بعيداً عن التحزّبات الضيّقة؟

سليمان محمود

زر الذهاب إلى الأعلى