الأخبارالعالممانشيت

موقع تركي: هل يقود أردوغان القوى الدولية إلى حرب عالمية ؟

ما زالت أنقرة مستمرة وبشكل استفزازي في تجاهل دعوات القوى الدولية وفي مقدمتها (حلف الناتو) لتهدئة الحرب الدائرة التي تشنها أذربيجان على إقليم قراباغ, على الرغم من التوصل إلى قرار هدنة خلال محادثات موسكو, ومازال الدعم العسكري التركي اللامحدود لأذربيجان متواصلاً من خلال الأسلحة والطائرات والمرتزقة.

فتركيا تعتبر القبول بالحل السلمي في إقليم قاراباغ أمراً مستحيلاً، لأن ذلك سيمنع تحقيق أهدافها الحقيقية, وتسعى من خلال قيامها بإرسال المرتزقة السوريين للقتال بجانب أذربيجان, وتزويد الجيش الأذري بالطائرات المسيرة، وإشراك سلاح الجو التركي في تأمين الأجواء للغارات الأذرية على الإقليم, وهو ما أكّده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكشفته صحيفة (واشنطن بوست)، إلى تأجيج الصراع الدائر من أجل تحقيق أهدافٍ تركية معينة، وكأن حكومة أردوغان بهذه السياسة تقود القوى الدولية إلى حرب عالمية.  

وبحسب صحيفة (الغارديان) فتركيا (أقل دول العالم ديمقراطيةً وحريةً، وتأتي في المرتبة الـ154 وفقاً لمؤشر حرية الصحافة، وتعتبر أكثر قمعاً من 85% من دول العالم) لا تهاجم أرمينيا (التي تُعدّ من أكثر الدول أماناً على مستوى العالم) بسبب العداء التاريخي بينهما، وهذا الصراع ليس هجوماً لدولة مستبدة كبيرة على دولة ديمقراطية صغيرة, وإنما يهدف أردوغان إلى إشراك روسيا في هذه الحرب، وأكّدت الصحيفة بأنه إذا استمرت تركيا بدعم إذربيجان في هذه الحرب، فستكون روسيا مضطرة للتدخل عسكرياً لصالح أرمينيا العضو في منظمة الأمن الجماعي.

ومنظمة الأمن الجماعي هي تحالف عسكري يضم كلاً من (روسيا، أرمينيا، كازاخستان،  طاجيكستان، قيرغيزستان، أوزباكستان ), وأهم بنود نظام هذه المنظمة هو اعتبار أن الاعتداء على أي عضو في المجموعة يعتبر اعتداءً على بقية الأعضاء.

ولذلك فإن نجاح أردوغان  في جرّ موسكو لهذه الحرب ستكون إشارةً لاندلاع حرب كبرى بين القوى الدولية، لأن تدخّل روسيا لصالح أرمينيا سيقود إلى الحرب مع تركيا العضو حلف الناتو الذي يضم (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليونان وغيرها), وسيجد حلف الناتو نفسه متورطاً في الدفاع عن تركيا وفقاً لمبادئ الحلف في الدفاع المشترك.

وروسيا قد تضطر للدخول في حرب ضد تركيا، بسبب استمرار أردوغان في الهجوم على اليونان وقبرص وليبيا وسوريا وأرمينيا، وتصعيد التوتر في شرق البحر المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود، بحجة التنقيب عن النفط والغاز, لأن تجاهل موسكو لاستفزازات أنقرة سيكون بمثابة موافقة على خطط أردوغان التوسعية على حساب جيرانه.

زر الذهاب إلى الأعلى