مقالات

منظمات تدعي حقوق الإنسان

محمد أمين-

“يعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وثيقة تاريخية هامة في تاريخ حقوق الإنسان— صاغه ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم، واعتمدته الجمعية العامة لحقوق الإنسان في باريس في 10 كانون الأول/ ديسمبر 1948 بموجب القرار 217 ألف بوصفه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم. وهو يحدد، وللمرة الأولى، حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالمياً. وترجمت تلك الحقوق إلى 500 لغة من لغات العالم. ومن المعترف به على نطاق واسع أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد ألهم ومهد الطريق لاعتماد أكثر من سبعين معاهدة لحقوق الإنسان، مطبقة اليوم على أساس دائم على المستويين العالمي والإقليمي.”

وقد جاءت في الديباجة ما يلي: ” لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم، ضفي حين أن تناسي حقوق الإنسان قد أدى إلى أعمال همجية أثارت غضب ضمير البشرية، وظهور عالم يتمتع فيه البشر بحرية الكلام والمعتقد والتحرر من الخوف والعوز قد أعلن أنه أعلى تطلعات من عامة الناس. ”

لكن؛ حينما يتعلق الأمر بقضايا حرية الشعوب كما القضية الكردية وحرية القائد عبد الله اوجلان، تتغير كل المعايير والمواثيق والمعاهدات والاخلاقيات والأعراف لتلك الجهات الدولية كالمنظمات التي تدعي الإنسانية وحقوق الإنسان ومنها (محامون من أجل حقوق الإنسان، منظمة مراقبة حقوق الإنسان ” هيومن رايتس ووتش “، منظمة العفو الدولية، منظمة الحقوق العالمية، المنظمة الدولية لمكافحة الرق، المدافعون عن الحقوق المدنية (سيفيل رايت ديفيندرز)، منظمة مراقبة الأمم المتحدة (يو إن ووتش) والكثير من الأسماء.

معظم هذه المنظمات، تعمل حسب أجندات الجهات الممولة والمانحة وهي بالأساس مسيسة وتستخدم ضد حكومات وأنظمة بعينها حسب المصالح والظروف، فهي كورقة ضغط لتنفيذ أمر ما.. لا أكثر بعيدة عن اسمها ومهامها كل البعد

تعامل هذه المنظمات مع القضايا الإنسانية حتى وقت الراهن تفيد بازدواجية المعايير مع الشعوب والأمم، يمكن النظر الى حالة العزلة والتجريد المفروضة على القائد عبد الله اوجلان رمز “الحرية والسلام” بمعزل عن واقع حقوق الإنسان في العالم اجمع وخاصة في الشرق الأوسط والتي تحتاج إلى إعادة تقييم في ظل متغيرات الدولية والإقليمية، بدلت الموازين والاعراف والقيم، وهذه الازدواجية في المبدأ السائد في معظم قضايا الشعوب وحقوق الإنسان.

فنجد مثلاً في تركيا نفسها مفوضية حقوق اللاجئين ومفوضية حقوق الإنسان تخلت عن دورها فعلياً لصالح النظام التركي.

“لا يجب أن ننظر إلى منظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولي منها، على أنها منظمات مثالية أو تؤدي دورها المعلن والتي أنشئت من أجله، فهي مجرد ورقة ضغط تستخدم كفزاعة في أوقات معينة وفي قضايا محددة دون غيرها، ولن يكون من المستغرب تخاذل تلك المنظمات الحقوقية الدولية في  قضية القائد  العظيم APO التي تمثل قضية مركزية في الشرق الأوسط والعالم ، في ظل مواءمات ومصالح مشتركة واتفاقيات معلنة وغير معلنة، فلا مانع أن تتغاضى تلك المنظمات عن حالة التجريد  والعزلة و عدم السماح للمحامين و لعائلته بزيارته برغم من كل الظروف التي ألمت بالقائد وبمحيطه كما الزلازل التي ضربت المنطقة مرات عدة.

القائد APO في سجن انفرادي ومحروم من كل حقوقه التي كفلها القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتم استخدام قضيته أحيانا كورقة ضغط على تركيا لتحقيق مصالح سياسية معينة ويتم تجاهلها معظم الأوقات لمصالح سياسية أيضا.

أن “أبعاد المؤامرة الدولية على المفكر والقائد أوجلان باتت أكثر وضوحا” وفق هذه الازدواجية والمكر الدوليين “تلك المؤامرة التي تورطت فيها أكبر قوى الهيمنة العالمية والتي بدأت خطف القائد أوجلان لا زالت مستمرة إلى يومنا الراهن ضد شعوب الشرق الأوسط ورسم مستقبلها حسب مصالح قوى الهيمنة”.

أن” تلك القوى استطاعت خطف القائد بدنياً، ولكنها لم تتمكن من أسره فكرياً، أو كسر إرادته في توجيه الشعوب إلى السبيل الذي ينهي استعبادها واستغلالها، أن القائد أوجلان حمل على عاتقه مهمة الدفاع عن حقوق الشعوب، واستطاع تجاوز كل المعوقات والحواجز الموضوعة أمام إيصال فلسفته وأفكاره إلى الشعوب”.

لذلك وجدت قوى الهيمنة أن فكر ورؤى أوجلان ستشكل عقبة أمام ما تخططه لمنطقة الشرق الأوسط وشعوبها، لذا قررت تحييده، وسلمته إلى النظام التركي الفاشي، مما يدل على أن المخطط والمنفذ أكبر من الدولة التركية، حيث وضعت تلك القوى نظاماً خاصاً للقائد الأسير في سجن منفرد في جزيرة نائية معزولة عن العالم، ولا زالت تشرف عليه جاعلين من النظام التركي واجهة لكافة ممارساتها”.

إن “مؤامرة خطف القائد أوجلان، لم تكن سوى حلقة في سلسلة مؤامرات تعرضت لها شعوب المنطقة، وعلى رأسهم الشعب الكردي”.

واليوم نجد مجتمعات وشخصيات ومؤسسات ديمقراطية تؤمن بفكر وفلسفة القائد عبد الله اوجلان. في أكثر من 100 دولة حول العالم في حملة عالمية (حان وقت الحرية الجسدية لقائد اوجلان وحل القضية الكردية) رسالة واضحة مفادها مهما حاولوا حجب شمس الحرية عن شعوب الديمقراطية والعدالة الإنسانية، لن ينجحوا في تحقيق أهدافهم، لأن إرادة القائد أوجلان التي تمثل إرادة الحياة لكافة احرار العالم، وهذه الإرادة ستنتصر وتحقق أحلام الإنسانية في العيش الكريم.

زر الذهاب إلى الأعلى