الأخبارروجافامانشيت

مظلوم عبدي: بايدن يمكنه الدفع للعودة إلى عملية السلام في تركيا

أوضحت الكاتبة ميغان بوديت في مقالة لها على موقع national interest الأمريكي بأنه وخلال مقابلة نادرة في قاعدة عسكرية على الأرض في شمال وشرق سوريا, قال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية: إن المسألة الكردية في تركيا تؤثر على مناطقنا, بغض النظر عن مكان وجود الكُرد، فإن مشاكل الشعب الكردي كلها مرتبطة ببعضها البعض, ولطالما كانت الدولة التركية عدواً للشعب الكردي, لذلك عندما يهاجمون الكرد في تركيا، فإنهم يهاجمون الكرد هنا أيضاً, أي عندما يتصاعد الصراع في تركيا بين الكرد الذين يقاتلون من أجل حقوقهم وبين الدولة التركية، تغضب الدولة التركية وتبدأ في مهاجمة كرد سوريا.

في إشارة إلى غزو واحتلال عفرين عام 2018 ,وسري كانيه في عام 2019.

وأشارت ميغان بوديت إلى أن الهجمات التركية دمرت الهدوء النسبي والاستقرار في كلتا المنطقتين (عفرين وسري كانيه), حيث أن عفرين لم تتأثر سابقاً بالحرب الأهلية السورية من اندلاعها في عام 2011, وكانت سري كانيه مستقرة منذ انتصار وحدات حماية الشعب الكردية على جبهة النصرة (الفرع السوري للقاعدة ) في عام 2013.

وقالت بوديت في مقالتها:

في كلتا المنطقتين ازدهرت الهياكل السياسية التشاركية الفريدة للإدارة الذاتية الديمقراطية, وتم الاعتراف باللغات المتعددة لشعوب المنطقة واعتمادها في مناهج التعليم, واحترام التنوع الديني, والنساء متواجدات في المؤسسات وقوات الدفاع أكثر من أية منطقة سواء كانت تابعة للمعارضة أو تسيطر عليها الحكومة في البلاد, لكن الاحتلال التركي غير كل شيء, مئات الآلاف من الناس ليس فقط الكرد، ولكن أيضاً الأيزيديين والسريان والأرمن وغيرهم من المجتمعات غير العربية وغير المسلمة التي عاشت في مناطق الإدارة الذاتية فروا من ديارهم من بطش الميليشيات الجهادية المدعومة من تركيا، حيث أن بعضها يضم أعضاء سابقين في تنظيم داعش الإرهابي، وتقوم هذه الميليشيات الآن  بنهب المنازل والأراضي الزراعية، وخطف المدنيين وتعذيبهم من أجل الفدية، واللجوء إلى الاقتتال الداخلي العنيف على غنائم الحرب غير المشروعة, والإساءة والمضايقات والخطف والاغتصاب التي تتعرض لها النساء منتشرة لدرجة أن العديد منهن يرفضن مغادرة منازلهن خوفاً.

وأضافت بوديت:

يبرر القادة الأتراك هذه الكارثة بزعم أنهم يستهدفون حزب العمال الكردستاني, وهي نفس الذريعة التي يستخدمونها لاستهداف المعارضة الكردية المدنية في الداخل, ويواجه العشرات من السياسيين الكرد من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للسلام حالياً تهماً بالإرهاب بسبب احتجاجهم على هجوم داعش على الكرد السوريين في كوباني عام 2014, وحول كل ما سبق قال مظلوم كوباني:

في مثل هذه البيئة السياسية سيكون من الصعب جداً على تركيا أن تقيم علاقات جيدة مع شمال وشرق سوريا, ومع ذلك فهناك مخرج واحد وواضح لذلك, فعندما انخرط الكرد في تركيا والدولة التركية في عملية سلام ووقف لإطلاق النار في الفترة من 2013 إلى 2016، كانت لنا  نحن (كرد سوريا) علاقات جيدة مع تركيا, وكان سياسيونا يزورون تركيا ويلتقون بمسؤوليهم, وكانت هناك علاقات جيدة بيننا وبينهم خلال فترة عملية السلام هذه.

تابع كوباني:

إذا ضغط المجتمع الدولي على تركيا لإعلان وقف إطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني والسعي لوقف التصعيد، وبدء عملية سلام مرة أخرى، والعودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى, وبدء حوار مع الكرد لحل مشاكلهم في تركيا, فأعتقد أن هذا هو أحد الخيارات المتاحة لحل المسألة الكردية في تركيا.

وحول إمكانية قدرة الولايات المتحدة بعلاقاتها الدبلوماسية مع كل من تركيا والكرد السوريين تحقيق ذلك, أوضح مظلوم كوباني بالقول:

بالطبع هذا ما نؤمن به, ولنكون أكثر تحديداً، نعتقد أن الولايات المتحدة وحدها هي التي يمكنها حل هذه المشكلة لبعض الأسباب التي ذكرتها أيضاً, فالولايات المتحدة تعمل معهم ومعنا.

وأوضحت ميغان بوديت بأن ما يطلبه مظلوم كوباني سيكون تغييراً ملحوظًاً في السياسة الأمريكية تجاه القضية الكردية في تركيا, مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة لم تفعل شيئاً يذكر للانخراط في عملية السلام الأخيرة في تركيا, وحتى أقل من ذلك عندما أعاد أردوغان بلاده إلى الحرب في التسعينيات،

وقالت: عندما كان الصراع في ذروته زودت الولايات المتحدة تركيا بمستويات قياسية من الأسلحة والمساعدات العسكرية, حتى يومنا هذا  فإن مخزون تركيا بأكمله من الطائرات المقاتلة أمريكي الصنع, واستخدمت تركيا أسلحتها الأمريكية الصنع في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الكرد والأقليات الأخرى، بما في ذلك تدمير ما يقرب من 4000 قرية ، وتشريد ملايين المدنيين، والضربات الجوية على أهداف مدنية معروفة.

وأضافت بوديت:

وعلى عكس ذلك اشتهر حزب العمال الكردستاني بدوره الرئيسي في محاربة تنظيم داعش الارهابي, على عكس تركيا التي استهدفت قواتها الأمنية المتظاهرين الكرد والأرمن على بعد أمتار قليلة من البيت الأبيض في عام 2017، لم تنفذ الجماعة أبداً أي عمل من أعمال العنف على الأراضي الأمريكية, وعلى الرغم من ذلك لا تزال الولايات المتحدة تدرج حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية, ولكن مؤخراً أخذ الكونغرس زمام المبادرة مع تشريع جديد يدين سجن النشطاء المؤيدين للسلام والسياسيين في تركيا ويدعو إلى السلام والديمقراطية في البلاد, وأعرب الأعضاء الذين يعملون على منع بيع طائرات F-16 وأجزاء الطائرات بدون طيار إلى تركيا عن مخاوفهم بشأن استخدام هذه التكنولوجيا ضد المجتمعات الكردية في جميع أنحاء المنطقة,  وقال التقرير النهائي لعام 2019 لمجموعة دراسة سوريا إن على الولايات المتحدة تشجيع استئناف محادثات السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، والتي تنطوي على أفضل احتمالات تؤدي إلى انفراج بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية, ومن جانبه صرح حزب العمال الكردستاني بأنهم لن يعارضوا تغيير الموقف الأمريكي من نضالهم, حيث قال جميل بايق الرئيس المشترك لاتحاد مجتمعات كردستان (KCK) في مقابلة مع ANF: لقد تحدثنا كثيراً عن تأثير الولايات المتحدة على الدولة التركية والدور الذي يمكن أن تلعبه في حل ديمقراطي للقضية الكردية, وأضاف:

إذا لعبت الولايات المتحدة دوراً في منع مذابح الكرد، فلماذا نرفض ذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى