حواراتمانشيت

مسلم: مسيرة جماهيرية واحدة في عفرين كفيلة أن تجعل العالم كلّه يتحرّك

????????????????????????????????????

كل الأضواء متسلطة على شأن الضربات التركية على عفرين، لهذا أردنا أن نجري حواراً ونأخذ تصريحاً من السيد صلاح الدين مسلم مدير مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي ليوضح لنا العديد من النقاط بهذا الشأن.

بدأ مسلم في بداية حديثه قائلاً: ” بالنسبة للضربات التركية على عفرين، إنّ التهديدات التركيّة على روج افا لم تتوقف منذ بداية ثورة الديمقراطيّة فيها، ولم يتوقف الحزب الحاكم في تركيا؛ حزب العدالة والتنمية الذي يستفرد أردوغان بقيادته وقيادة دفّة الدولة التركيّة عن العداء الصارخ والواضح للشعب الكرديّ في روج افا وفي كردستان وكلّ المعمورة، وتطوّر هذا العداء ليكون عداءً ضدّ الديمقراطيّة والشعوب المتطلّعة إلى التخلّص من الأسر والقيد”.

وتابع حديثه أنه لم يهدأ الصراع على روج افا والشمال السوريّ، وعلى عفرين الصامدة منذ أن بدأ تسليح الثورة ومنذ أن استولى الجيش الذي سمّاه الأباطرة حرّاً على المناطق المحاذية لمناطق الشهباء ومناطق إدلب، ولم يتوقّف حصار عفرين منذ بداية الثورة حتّى الآن، فهي المقاطعة التي ظلّت محاصرة أكثر من كلّ مقاطعات روج افا، وقاومت المعتدي التركيّ الذي ظلّ يقاتل الكرد تحت لبوس الجيش الحرّ (المقيد من قبل أردوغان).

وفي السياق ذاته تطرق مسلم في حديثه بالقول: ما هذه الخزعبلات والتصريحات المتناقضة حول الهجوم على عفرين إلّا وبالٌ ارتدّ على عدوّ الشعوب الديمقراطيّة، فقد بات ما يجري في الشمال السوري محطّ أنظار العالم، وكلّ اعتداء على الشعب الذي أضحى مخلّصَ البشرية من السواد الداعشيّ إلّا مشابهاً لداعش، فها هي الشعوب المنتفضة في أوروبا تستنكر هذا الاعتداء السافر، وكلّ هذا الكلام حول تسليم عفرين للنظام إلّا ترّهات لا تصلح لأن تكون حدثاً، فقد باتت شعوب العالم بأسره تُدرك ما هو الشرّ الأزلي، وما هو الخير الأزلي، فرياح ثورة روج افا وصلت القمم، والكلّ بات يدرس هذا المشروع.

أما بالنسبة لمشروع الآستانة أكد مسلم بقوله: “لقد فشلت كل اجتماعات جنيف والتي كانت برعاية دولية، لا برعاية ثلاث دول من بينها الدولتان (إيران وتركيا) المغضوب عليهما من قبل أميركا ترامب، فكيف ستنجح الأستانة وترامب ومحوره السنّي الجديد الذي أعلنه في الرياض غير متواجد فيه؟! من المحال أن ينجح هكذا مؤتمر يُلغي الشعوب الديمقراطيّة، فصوت الشعوب الآن عالٍ جدّاً، ومسيرة جماهيرية واحدة في عفرين كفيلة أن تجعل العالم كلّه يتحرّك، وصرخة واحدة في كوباني تزلزل العالم بأسره… ولم يعد ينجح أي اتفاق يلغي الشعوب الديمقراطيّة، وما عادت اللغة القوموية تنفع.”

ومن ناحية أخرى جاءت أميركا إلى المنطقة ليس لسواد عين تركيا، وليس لتحقق لإيران وتركيا ما ترجوانه من هذه المجزرة الدمويّة في سوريا لتضع المكاسب السلطويّة بيد حفنة من القومويين السذّج، فلغة التعصّب القوميّ، ولغة التعصّب الدينيّ، أصبحتا في طيّ النسيان والمستقبل لن يتحمّل هاتين النزعتين اللتين تقودان إلى الإرهاب، حيث بات العالم كلّه متضرّراً من وجود الإرهاب الذي يدمّر كلّ شيء، سواء الشعوب أو الدول أو السلطات والطبقات، وقد قالت الدول الشرق أوسطيّة كلمتها في الرياض.

أضاف مسلم في نهاية حديثه البعض من النقاط عن تحرير مدينة الرقة، ستحسم الرقّة كلّ شيء، فكلّ تقدّم في الرقّة يعني هزيمة لداعش، وكلّ هزيمة لداعش تعني انكسار شوكة القومويّة والإسلامويّة؛ سلاحا أردوغان الذي امتطى حصان القتال ضد الكرد، وضد الشعوب الديمقراطيّة، لكنّ حصانه ظلّ يكبو في كلّ موقعة، وكان النصر للشعوب، وستكون الرقّة مفتاحَ الحلّ الديمقراطيّ في سوريا، وهي بوابة انكسار ذهنية الدولة القومية، ومفتاح إرغام سلاطين الحرب على الجلوس مع الشعب رغماً عنهم، وليس مع شخصيّات هزليّة مسرحيّة لا تمثّل الشعب، وليست منتخبة منه، في المهزلة المسمّاة؛ الائتلاف.

زر الذهاب إلى الأعلى