الأخبارمانشيت

مخيم المقاومة ومقاومة مخيم

أصدر المكتب الاعلامي للادارة الذاتية بعفرين تقريراً عن مخيم ” المقاومة ” الذي انشئ في الشهباء للنازحين الكرد من أهالي عفرين الذين نزحوا عن ديارهم وأرضهم بعد احتلال القوات التركية مصحوبةً بمرتزقتها الجهاديين واصفةَ اياه بأنه ” أكبر وأول مخيمات الشهباء “، وهذا نص التقرير :
مخيم المقاومة في مناطق الشهباء يعتبر أكبر وأول المخيمات التي آوت أهالي مقاطعة عفرين إثر نزوحهم هرباً من فظاعات وهجمات الاحتلال التركي وفصائله الوحشية بعد 58 يوماً من المقاومة الاسطورية ” مقاومة العصر” التي أبداها وحدات حماية الشعب والمرأة أمام القوة الثانية في الحلف الناتو, يعيش القاطنين في المخيم أوضاعاً صحية واجتماعية واقتصادية صعبة.
الموقع:
يقع مخيم المقاومة في شمال ناحية فافين على بعد 15كم شمال حلب وقد انشأته الادارة الذاتية الديمقراطية في اقليم عفرين فوق أرض صخرية يوم 21 مارس _ آذار عام 2018 بعد اتخاذ الإدارة الذاتية قراراً باخلاء المقاطعة من المدنيين للحفاظ على حياتهم من المجازر التي كانت سيرتكبها الاحتلال التركي, نتيجة استخدام الاحتلال التركي كافة انواع الاسلحة من طائرات ودبابات وحتى السلاح الكيماوي خلال عدوانها على عفرين.
هذا وتتم إدارة المخيم من قبل إدارة مشكلة من المخيم نفسه الذين كانوا اداريين في مقاطعة عفرين سابقاً وبدعم ذاتي وإمكانيات ضئيلة وبمساندة اقليمي الجزيرة والفرات والهلال الأحمر الكردي استطاعوا بناء هذا المخيم للنازحين.
ومنذ إنشائه ظلت مساحة المخيم تتسع باطراد حتى وصل عدد الخيم الى 850 خيمة وذلك على شكل كتل يتضمنها شوارع, وينقسم المخيم إلى كتلتان رئيسيتان بينهما شارع بعرض 16 متر وشوارع محيطية من 12 – 16 متر, وقد زود المخيم ببنية تحتية متواضعة تتمثل في مساكن من خيم تم إمدادها بالكهرباء ومياه الشرب عن طريق خزانات منتشرة حول المخيم إضافة الى إنشاء أربع كتل من الحمامات والمغاسل تتألف كل كتلة من سبع حمامات وعشر مغاسل.
السكان:
يعيش في مخيم المقاومة 5 آلاف نازح نزحوا من مدينة عفرين ونواحيها السبعة والتي تتضمن 360 قرية, وقد انهت إدارة المخيم اعتباراً من يوم 13_4_2018 استقبال النازحين في مخيم المقاومة بعد أن بلغت سعته الى الذروة المخصصة لها ونظراً لزيادة الوافدين الى المخيم تم افتتاح مخيم ثاني تحت اسم مخيم العصر.
الواقع الانساني:
يعيش سكان مخيم المقاومة واقعاً انسانياً صعباً خاصة في الظروف المناخية الحارة مع اقتراب فصل الصيف وفي كل يوم تتكرر معاناتهم وترتفع شكاويهم لا سيما عند ارتفاع درجات الحرارة التي لم يعهدها سكانه.
ويعاني النازحون الذين يشكون من قلة الخدمات والمساعدات المقدمة من قبل المنظمات المعنية باللاجئين وندرة في وسائل التبريد.
على المستوى الصحي:
يعاني القاطنين في مخيم المقاومة ظروفاً صحية صعبة نظراً لقلة الأدوية وقلة الكادر الطبي خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تدريجيا والتي تؤدي الى تفشي وانتشار الأمراض بشكل كبير بين النازحين وخاصة لدى الأطفال.
ومع ازدياد المأساة الصحية وانتشار الأمراض مثل اللشمانيا ومرض السل والكبد الفيروسي “B-C” والأمراض النفسية والعصبية وتقصير وتقاعس المنظمات الدولية والصحية بهذا الخصوص تجاه أهالي المخيم ورغم الندءات المتكرة من قبل الهلال الأحمر الكردي لجميع المنظمات الدولية والمعنية بشؤون اللاجئين والتي لم تلقى أي صدى لهذا اليوم, والتي انحصرت فقط بالوعود والزيارات.
يسعى الهلال الأحمر الكردي بطاقاته الذاتية وبجهود كبيرة ويعمل ليل نهار رغم قلة الأدوية والمعدات الطبية لمعالجة الحالات الحرج و الكشف على المرض وتشخيص حالاتهم.علماً بأن الحالات الموجودة تتطلب علاج بشكل عاجل ويصعب على الهلال الأحمر الكردي معالجتها.
ومن الناحية الإغاثية توزع اللجنة اللوجستية في المخيم على النازحين البطانيات والاسفنجات واللوازم المطبخية وغالباً ما ينحصر الطعام الذي يحصلون عليه في الخبز و المعلبات وبعض الحبوب والخضروات والفواكه.
على المستوى التعليمي :
فقط حرم ثلث أطفال عفرين من التعليم وذلك نتيجة استهداف الاحتلال التركي المدارس ودور التعليم, وفي مخيم المقاومة يوجد نحو 500 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 – 12 عاماً يحتاجون إلى التدريب ومتابعة التعليم ولعدم ضياع مستقبلهم بادرت لجنة التعليم الديمقراطي بافتتاح مدرسة بتاريخ 22_4_2018 بالإمكانات البسيطة وتتيح المدرسة المؤلفة من تسع خيم الفرصة لنحو 500 طالب لتلقي تعليمهم وتم تعيين 25 مدرس لتعليم الأطفال مواد “علوم عامة, لغة, رياضيات, موسيقى, رياضة, رسم”.
على المستوى الاقتصادي:
يعتمد سكان مخيم المقاومة على المساعدات التي تقدم لهم, حيث تحول ساحة المخيم الى شارع تجاري توفر معظم ما يحتاجه النازحين من لوازم العيش وتعتبر مصدر عيش تتنوع البضائع المعروضة في المخيم بين القهوة والشاي والآيس كريم والسجائر وبطاقات رصيد الهواتف المحمولة، وتتعالى أصوات المنادين لشراء البضائع وناقليها من الشبان بعربات صغيرة ضمن المخيم.
هذا وتم استحداث بلدية خاصة بالمخيم يديرها خمسة أشخاص تشرف على الشؤون الخدمية, كما وتسعى البلدية لإنشاء سوق شعبي ضمن المخيم يتضمن 100 محل لتأمين احتياجات القاطنين في المخيم وتكون مصدر عيش لهم.
ويشهد المخيم أجواء أمنية مستقرة بسبب تعيين إدارة المخيم بعض رجال الأمن من أهالي المخيم تعرف باسم أمن المخيم “security” إضافة الى ذلك فقط عملت إدارة المخيم الى وتشكيل كومينات في كل حارة للمخيم مهمتهم العمل على تنظيم المخيم من كافة الجوانب والتواصل معهم يومياً وحل الخلافات التي تظهر وتأمين احتياجاتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى