PYDمانشيتمقالات

محكمة الشعب

محمد أمين عليكو


لو راجعنا صفحات التاريخ لشعوب العالم وثوراتها لرأينا الكثير الكثير من الجواسيس والعملاء والخونة الذين باعوا أوطانهم وشعوبهم وكانوا صاغرين أذلاء.
إن سياسة التخريب والتعطيل والتحريض لبعض الأحزاب الخُلَّبية، إفلاسٌ سياسي وأخلاقي واجتماعي، كما تُعتبر هزيمة وصِفْر دبلوماسية، بل عمالة حتى النخاع، وخصوصاً إذا كانت صفحة هذه السياسة وسياسيِّيها مليئةٌ بدماء الأبرياء التي أُريقت وشربوها صاغرين في كأس التخاذل والذل بالتعاون مع مجرمي الحرب وغوغاء الشوارع ولُقطائها، وممهورة بصكوكِ دعمهم للتنظيمات الإرهابية في القتل والخطف والحرق والتغيير الديمغرافي والسلب والنهب.
إننا نتحدث عن أحزاب تدَّعي أنها كردية والتي من المفترض أنها تمثل تطلعات الشعب الكردي على أقل تقدير، ولكنها في الحقيقة مجرد أدوات رخيصة تخدم أجندات الاحتلال التركي، وتحرِّكها الاستخبارات التركية بالريموت كونترول متى أرادت ذلك وفي أي وقت شاءت.
الجميع أصبح يعلم مَن هو المعطِّل للحوار الكردي والذي كان برعاية أمريكية و قيادة قوات سوريا الديمقراطية، وهنا يجب الإشارة إلى الشروط والفِخاخ التي ينصبونها أمام عجلة الحوار “الكردي ــ الكردي” حتى ينزلق هذا الحوار نحو المجهول والهاوية كما تريد الفاشية التركية منهم ذلك “الغي لغة الأم، الغي نظام الرئاسة المشتركة، الغي جميع مكونات شمال وشرق سوريا، الغي واجب الدفاع الذاتي ….إلخ”.
الأمر الآخر هو تصريحات قيادات تلك الأحزاب التي تصب في خانة التحريض وبث السموم بين أبناء المجتمع السوري بناءً على عالم خيانتهم المتجددة، إضافة إلى التباهي في العمالة مع الإرهابيين والمحتلين من تنظيمات وجماعات إرهابية في مدينة عفرين وتل أبيض وسركانية، وتنفيذ تعليمات حزب العدالة والتنمية والاستخبارات التركية بحذافيرها وعلى وجه السرعة.
تجسَّدت الخيانة الكبرى لهذه القيادات الدونكيشوتية في شمال وشرق سوريا بتسهيل مهمة المحتل (التركي) والدفاع عن حالة الاحتلال دون أي اعتبار وطني تعاملت به شعوب الإنسانية جمعاء، على العكس تماماً ذهبت قيادات تلك الأحزاب الكرتونية إلى أبعد ما نتصوره؛ بتحولِها إلى مجرد مرتزقة لا أكثر ولا أقل.
نعم الخيانة هي الخيانة وتبقى وصمة عار على جبينهم إلى أبد الآبدين مهما تعددت أشكالها وألوانها وطرقها وأسلحتها.
وانطلاقاً من ذلك فأن ما يفرضه واقع الحياة في سوريا وخاصة في شمال وشرق سوريا يتطلب من الجميع الانتباه إلى هذه الفئة القذرة التي تسعى بأي وسيلة كانت إلى ضرب نسيج العيش المشترك بين أبناء الوطن وضرب مكتسبات إدارتنا.
ولأجل الحفاظ على مكتسبات ثورتنا الانسانية الكريمة، لابد من رفع درجة الوعي لدى كافة شرائح المجتمع بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب المنظم ومرتزقته في الداخل والخارج، ويجب على قوات الأمن الداخلي (الأسايش) أن تعمل على إعادة النظر في ملفات هذه الجماعات التي تدَّعي أنها أحزاب سياسية كردية، والضرب بيدٍ من حديد، وعدم السماح لهم تحت أي ظرف كان لتنفيذ أجندات مُشغلِيهم.
وعلى عوائل الشهداء تقديم بلاغ أو رفع دعوى أمام محكمة الشعب ضد الممارسات العدائية لهذه الأحزاب السياسية التي تسبح في فلك الائتلاف السوري الاخواني الإرهابي.
كما يتطلب من أبناء شعبنا صغاراً وكباراً، شيباً وشباباً، الوقوف إلى جانب قواتنا العسكرية لوضعِ حدٍّ للاحتلال التركي ومرتزقته حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة ودحر الإرهاب المنظم ورمْيِهِ إلى مزبلة التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى