آخر المستجداتالأخبارمانشيت

مايكل روبين: يجب أن تستعد تركيا لفترة ما بعد أردوغان

أوضح الدبلوماسي لأمريكي السابق (مايكل روبين) أنه لا أحد يعرف كيف ومتى سينتهي حكم أردوغان على تركيا. مشيراً إلى أن سجن منافسه المحتمل في عام 2023 (إمام أوغلو) يجعل التحول الديمقراطي في تركيا غير محتملاً على المدى المنظور.

وفي مقالة له على صحيفة (ناشيونال أنترست) الأمريكية استبعد الدبلوماسي الأمريكي حدوث انقلاب على حكم أردوغان، معللاً ذلك بأن الأتراك خائفون للغاية من الثورة

ورجّح “روبين” أن ينهي مرض سرطان القولون حكم أردوغان أو أن يتم اغتياله برصاصة قاتلة.

وقال روبين في مقالته:

كيفما سينتهي نظام أردوغان فإن زواله أمر مؤكد. لن يصمد حزب العدالة والتنمية بعد أكثر من عام أو عامين، حيث تضرب الانشقاقات هذا الحزب بالفعل لأن أردوغان يروَج للأسرة أكثر من الحزب، ومن الخطأ أن نعتقد أن زوال أردوغان سيشهد عودة تركيا ببساطة إلى الوضع السابق بعد كل شيء، فقد أدى بقاء أردوغان في السلطة لعقدين من الزمن إلى تشكيل جيل إسلاموي، إذ تلقى أكثر من 30 مليون تركي تعليمهم من مناهج أردوغانية. لقد أعاد أردوغان تشكيل البيروقراطية وحول الجيش من معقل للعلمانية إلى محرك للإسلاموية.

وأشار (روبين) إلى القضايا التي يجب أن يتعامل معها الأتراك في اليوم التالي للإطاحة بأردوغان أو وفاته، وهي:

أولا: هل سيحتفظ أعضاء حزب العدالة والتنمية بمناصبهم، أم أن فسادهم واستغلالهم للسلطة سيؤدي إلى استبعادهم في مستقبل ما بعد أردوغان؟ بالنظر إلى العلاقة بين موظفي حزب العدالة والتنمية والجماعات الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام التابعة للقاعدة أو تنظيم داعش أو جماعة سادات شبه العسكرية، فهل يمكن أن يؤدي التطهير إلى تمرد أو موجة إرهاب؟

ثانياً: كيف ستضع الحكومة الجديدة بصمتها على البيروقراطية والنظام التعليمي؟

قبل أردوغان كان الدخول إلى أفضل الجامعات في تركيا بناءً على درجات الامتحان. منح أردوغان خريجي الإمام الخطيب (المعهد الديني التركي) ميزةً لزيادة درجاتهم مقارنة بأولئك الملتحقين بالمدارس الثانوية والجامعات العلمانية، وعندما لم يكن ذلك كافياً أنشأ آلية مقابلة لدفع الإسلاميين إلى القمة، فهل سيحتفظ هؤلاء البيروقراطيون غير المؤهلين بمناصبهم أم سيتعين عليهم إعادة الاختبارات؟

وينطبق الشيء نفسه على المعلمين، هل سيحتفظ هؤلاء (لتربية جيل ديني) بمناصبهم؟

ثالثاً: الإفراج عن السجناء السياسيين

إذ يقبع ما يقرب من 100000 تركي في السجن بتهمة التواطؤ المزعوم في انقلاب عام 2016، والعديد من المعتقلين هم أتباع مزعومون لعالم الدين المنفي (فتح الله غولن) الذي اتخذه أردوغان فيما مضى كحليف حتى لم يعد بحاجة إلى شبكات غولن المالية أو السياسية، ثم هناك الكثير من الكرد المستهدفين واستهدف أردوغان معظمهم لمعارضتهم الشوفينية العرقية والدينية ويقبع آخرون في السجن لأنهم أمضوا وقتاً طويلاً في الناتو أو تلقوا تعليماً غير تعليم أردوغان، فاعتقال الخصوم السياسيين مثل صلاح الدين دميرتاش وأكرم إمام أوغلو يظهر أردوغان على أنه طاغية ضعيف يدرك أنه لا يستطيع الفوز في نقاش صادق وفقد دعم الشعب، لذلك في اليوم الأول من حقبة ما بعد أردوغان يجب فتح أبواب السجون وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين.

رابعاً: الدستور

عزَّز أردوغان قبضته الاستبدادية على المجتمع التركي من خلال تغيير الدستور، لذلك، فورَ وفاة أردوغان أو الإطاحة به سيحتاج الأتراك إلى تقرير مصير دستورهم الحالي ويمكنهم تعديل دستورهم بإضافة حدود زمنية لضمان عدم ظهور ديكتاتور بعد أردوغان.

خامساً: المعاشات

سيكون السؤال ذو الصلة هو دفع المعاشات التقاعدية، لقد استخدم أردوغان المعاشات كسلاح لإفقار الخصوم السياسيين، والعديد من الضباط العسكريين الذين خدموا وطنهم يعيشون الآن في فقر ونساءهم وأطفالهم معدمون، وأردوغان سيستهدف أي تركي يتبرع لهم، فهل ستفعل الحكومة التركية ما بعد أردوغان الشيء نفسه لموظفي حزب العدالة والتنمية وأولئك في هيئة الأركان العامة التركية الذين يخدمون اليوم حزباً سياسياً أكثر من بلدهم؟

وبالمثل هل ستعيد حكومة ما بعد أردوغان المعاشات التقاعدية الملغاة بالكامل؟

سادساً: مصادرة الأملاك.

ستصادر ممتلكات تعود لأردوغان وعائلته وشركائه في العمل من ناحية، وسيكون هناك عنصر من العدالة في هذا الأمر وقد يكون من الضروري استعادة الطبقة الوسطى التركية بالنظر إلى احتكار أردوغان للصناعات الرئيسية مثل البناء، ومن ناحية أخرى لقد دمر أردوغان الأرواح بتهم ملفقة، فهل يستحق السجناء أو أفراد عائلات القتلى في السجن أو ميليشيات أردوغان مثل سادات التعويض؟

إذا كان الأمر كذلك فمن أين؟

سابعاً: الحقيقة والمصالحة

تشير كل هذه العوامل أيضاً إلى الحاجة للجنة الحقيقة والمصالحة ويمكن أن تغطي لجنة الحقيقة والمصالحة أرضية كبيرة في تركيا وتعالج قضايا مثل أصل الانقلاب والفساد القضائي والرشوة التي انتشرت لتمكين حزب العدالة والتنمية وانتهاكات قوات الأمن ضد الكرد والعلويين وقد تشمل الموضوعات الأخرى أيضاً مثل المساعدة التي قدمتها المخابرات التركية إلى تنظيم داعش وغيره من الإرهابيين المتمركزين في سوريا بالإضافة إلى هجمات القنابل الكاذبة في أنقرة واسطنبول وقد يكون هناك منتدى خاص للصحفيين للاعتراف بالضغوط التي عملوا في ظلها وفي بعض الحالات المكافآت التي حصلوا عليها مقابل تأكيد أكاذيب أردوغان.

ثامناً: قبر أردوغان

في حالة وفاة أردوغان في منصبه ستواجه الحكومة التركية الجديدة مسألة كيفية دفنه، فأتاتورك وخليفته عصمت إينونو يستريحان في ضريح في قلب أنقرة، كما تم دفن العديد من الرؤساء ورؤساء الوزراء الآخرين في مقابر مختلفة في أنقرة أو اسطنبول أو بورصة، وقد يترك النظام الجديد قبر أردوغان بدون شواهد لمنعه من أن يصبح موقعاً للحج أو مزاراً أو لمجرد إبقائه في مأمن من أولئك الذين قد يرغبون الأخذ بالثأر من قبره.

تاسعاً: السياسة الخارجية

ليس كل قرار يجب أن تتخذه القيادة التركية الجديدة سيكون محلياً، فقد أعاد أردوغان صياغة السياسة الخارجية لتركيا بشكل أساسي وأعاد توجيه تركيا بعيداً عن ديمقراطيات أوروبا وباتجاه أكثر نحو الأنظمة الرافضة في الشرق الأوسط والدول التحريفية في أمريكا الجنوبية وأوراسيا وفي كثير من الأحيان يحرِّض أردوغان على معاداة أمريكا لمناشدة قوى الظلام لكراهية الأجانب، وسوف يستغرق الأمر وقتاً قبل أن يتبنى المجتمع الدولي تركيا كشريك وليس كدولة منبوذة، لكن قيادة جديدة يمكن أن تشير إلى انفصال حاد عن نوع البلطجة الفريد لأردوغان من خلال الاستقرار، والقائد الجديد لتركيا قد يعارض فتح فاروشا ويكف عن الإصرار على حل الدولتين في قبرص، ويجب أن تنتهي الادعاءات البحرية الزائفة، وكذلك التحليقات الجوية والمطالبات الانتقامية في أراضي الدولة المجاورة.

زر الذهاب إلى الأعلى