الأخبارمانشيت

ماكغورك: أمريكا ستبقى لأطول أمد وستدافع عن شركائها على الأرض

السياسة الأمريكية في سوريا؛ يبدو أنها لن تتغير سريعاً كما يتمنى أو يرى البعض، فقد أكد المبعوث الأميركي الذي يقود الحرب ضد داعش “بريت ماكغورك” أن مرحلة ما بعد داعش في سوريا لن تُخِلَّ بالترتيبات الأميركية الحالية في الأراضي المحررة من داعش، والتي ستبقى في مكانها؛ إلا في حال الوصول إلى تسوية سياسية في المدى الطويل للحرب الأهلية في سوريا؛ تستند إلى آلية جنيف، وأيضاً إلى الالتزام بإزاحة جميع القوات الأجنبية من الأراضي الحساسة في سوريا.

الحديث عن السيادة السورية لم يعد أكثر من تصريحات غير ملتصقة بالواقع من أركان النظام في دمشق؛ تتضارب في مضمونها وتوقيتها مع وفود الميليشيات الموالية لإيران، مقاتلين أجانب مع داعش والنصرة وأحرار الشام وغيرهم، قوات روسية وأخرى صينية وغيرها أميركية وتركية تسرح على الأرض السورية وتمرح.

وزارة الدفاع الأميركية أقرت لأول مرة بداية هذا الشهر بوجود 2000 جندي أميركي في سوريا، أي أربعة أضعاف العدد المصرح به إعلامياً طوال العامين الفائتين (503). هذا الأسبوع أيضاً أكد المبعوث الأميركي إلى الحرب ضد داعش “بريت ماغفورك” أن مرحلة ما بعد داعش في سوريا لن تخل بالترتيبات الأميركية الحالية في الأراضي المحررة من داعش، والتي ستبقى في مكانها؛ إلا في حال الوصول إلى تسوية سياسية في المدى الطويل للحرب الأهلية في سورية تستند إلى آلية جنيف، وأيضاً إلى الالتزام بإزاحة جميع القوات الأجنبية من الأراضي الحساسة في سوريا, بحسب صحيفة الحياة.

ماغفورك ربط إبقاء الترتيبات الحالية أميركياً أيضاً بوجود ميليشيات إيران في سوريا، والتي يجب أن لا تكون هناك، ونوه بنوع من التوافق النظري مع روسيا حول ذلك. أما عن نقاط الوجود الأميركي؛ كان لافتاً أن المبعوث ذكر منطقة التنف الاستراتيجية بتقاطعها شرق سوريا وجنوبها بين العراق والأردن، إذ قال: “نحن موجودون في التنف وسنبقى هناك لضمان عدم عودة داعش، ونشرف على الوضع الإنساني، في رسالة ليست حقيقة حول داعش والوضع الإنساني، بل هي موجهة إلى النظام وإيران، وبعد اشتباكات عسكرية معهما في تلك المنطقة بالذات.

من يعرف ماغفورك المسؤول الوحيد الذي شغل وعاصر مناصب شديدة الحساسية من إدارة جورج بوش الجمهورية إلى باراك أوباما الديموقراطية إلى دونالد ترامب الجمهورية، يعرف نفوذه وتمكنه من الملفين السوري والعراقي. وكلامه عن خطوط الوجود الأميركي وأفقه؛ يجب أن يؤخذ على محمل كبير من الجدية، كما كلامه عن أي تسوية سياسية بعيدة المدى، وأن لا أموال لإعادة الإعمار للنظام قبل حدوثها

سياسياً، تصريحات ماكغورك تعني أمرين. أولاً: أميركا ستحمي مصالحها ووجودها الاستراتيجي في سوريا، وستدافع عن قوات سوريا الديموقراطية وشركاءها على الأرض. هذه الرسالة موجهة إلى إيران والنظام قبل أن تكون موجهة إلى موسكو. أما ثانياً: فالرسالة إلى روسيا هي لكسب تعاونها في رص هذه الخطوط، بالالتزام بتفاهم فك الاشتباك، وإمكان العمل لاحقاً في شكل مشترك لإضعاف إيران في سوريا. هذا الهدف يطمح إليه الأميركيون منذ وقت، وهناك مساعٍ منذ أيام أوباما للفصل بين روسيا وإيران إنما لم تترجم عملياً على الأرض.

عسكرياً؛ يقول مسؤول أميركي لـ “الحياة” أن واشنطن تقوم مع شركائها على الأرض بكثير من التحركات على الحدود السورية – العراقية، لقطع جسر إيران البري من طهران إلى بيروت، ويعتقد المسؤول أن الإدارة حققت نجاحات في ذلك. هناك من يتوقع اكتمال الاستراتيجية الأميركية في سوريا الشهر المقبل، وأنها ستستند إلى معطيات جديدة على الأرض، بينها بقاء الأسد، وعدم توقع حل سياسي قريباً، وإغراء روسيا للابتعاد من إيران، والحفاظ على المكاسب الاستراتيجية. ترامب لا يأبه كثيراً بأهمية الملف السوري، وهو يأخذ بتوصيات الجيش الأميركي وماغفورك، وعليه يمكن توقع استمرار السياسة والمهادنة الأميركية الحالية في سوريا العام المقبل، وتثبيت واشنطن قدمها في نقاط استراتيجية بدل الانسحاب والخروج من المدن والمناطق التي سيطر عليها داعش.

المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى