PYDآخر المستجداتالأخبارمانشيت

كلمة الإدارة الذاتية خلال كونفرانس حرية القائد أوجلان المنعقد في كيب تاون

ألقى عبدالسلام أحمد ممثل الإدارة الذاتية، محاضرة بعنوان “مشروع الامة الديمقراطية لحل قضايا الشرق الأوسط . الادارة الذاتية نموذجاً” ، وذلك خلال فعاليات اليوم الثاني لكونفرانس” الحرية لعبدالله أوجلان … السلام والاستقرار في العالم”. الذي عقد في كيب تاون عاصمة جمهورية جنوب افريقيا.

وجاء في نص المحاضرة:

 

بداية لابد لنا من العودة إلى التاريخ قليلاً حتى نكون بصورة واقع القضية الكردية .

من المعلوم بأن كوردستان انقسمت للمرة الاولى بعد معركة جالديران بين الصفويين والعثمانيين عام ١٥١٤ وما تبعها من حروب حيث انتهت باتفاق قصر شيرين عام ١٦٣٩ وفقدت بعدها الامارات الكردية استقلالها .

التقسيم الثاني كان لأربع اجزاء اثر اتفاقية سايكس بيكو وقد شاءت إرادة القوى المنتصرة في الحرب العالمية الاولى أن لا يكون للكرد كيان مستقل ، ومن وقتها يصارع الكرد من أجل نيل الحرية حيث تم قمع كل الثورات التي اندلعت بالحديد والنار. وصل إلى حد استخدم الكيمياوي في العراق في عهد صدام ، ولم تتوقف المجازر في شمال كردستان على يد الحكومات التركية حتى عهد اردوغان ، وكذلك في إيران في عهد الشاه وبعد مجيء الخميني ، للعلم فإن الكرد اسسوا جمهورية مهاباد في ايران ودامت ١١ شهراً حيث قضى عليها شاه إيران باتفاق دولي.

اما في سوريا حيث ثلاث مناطق كردية ضمن الجغرافية السورية هي الجزيرة وكوباني وعفرين ، في ظل حكومات البعث تعرض الكرد لسياسة الصهر القومي في بوتقة القومية العربية .

الجدير بالذكر فإن الدول التي تتقاسم كردستان تتفق على معاداة الشعب الكردي مهما كانت درجة الخلافات بينهم وعقدوا من أجل وأد اي تطلع كردي مشروع اتفاقات ثنائية ثلاثية فيما بينهم .

الحديث في الشأن الكردي يطول لكن دعونا نتحدث عن تجربة الادارة الذاتية تجسيد عملي لفكر القائد أوجلان ومشروع الامة الديمقراطية .

فسوريا المتعددة الاعراق والاديان والمذاهب كانت تدار من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي الذي نصب نفسه قائداً للدولة والمجتمع بموجب المادة الثامنة من الدستور السوري .

مع بدء الازمة في سوريا في آذار ٢٠١١ وبما أننا كنا الاكثر تنظيما فقد قمنا بتشكيل مجلس عام وتشكيل نواة وحدات حماية الشعب وحماية المرأة ، وبناء على توجيهات القائد أوجلان فقد انتهجنا الخط الثالث ، أي لا مع المعارضة التي رفعت فصائلها الرايات الجهادية ولا مع النظام الذي انتهج القمع ورفض اجراء اية اصلاحات .

من خلال الاعتماد على قوانا الذاتية وتنظيم المجتمع من خلال الكومينات والمجالس فقد نجحنا في الحفاظ على السلم الأهلي بين مكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان اشوريين مسلمين مسيحيين وايزيديين في منطقة هي الاكثر تعقيدا على مستوى سوريا حيث لم تشهد مناطقنا أية عمليات قتل على اساس قومي او ديني .

في شتاء ٢٠١٤ تم الاعلان عن الادارة الذاتية بتوافق ممثلي القوى والاحزاب السياسية والفعاليات الاجتماعية في روج آفا بعد التوافق على عقد اجتماعي يضمن حقوق كل المكونات ويقر بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في كافة مجالات الحياة العامة والخاصة وإدارة المؤسسات من خلال الرئاسة المشتركةً وهو النموذج الذي يؤكد على رفض الذهنية التحكمية السلطوية والفردية إلى جانب التفكير بكيفية المشاركة بالقرار ، ونظام إدارة يدير التنوع والتعدد القومي ولا يسمح بطغيان فئة على اخرى ، وتجذير الثقافات المحلية و تدريس اللغة الام وتمكين المجتمع من حماية نفسه وتمثيل نفسه عسكريا وثقافيا واقتصاديا ورعاية التعايش بين القوميات لبناء مجتمع جديد اخلاقي وسياسي ومنظم على قاعدة المبادئ الديمقراطية .واعتبار البيئة قاعدة اساسية من قواعد المجتمع الديمقراطي ، والاهتمام بالجانب الصحي والتدريب وتطوير الاقتصاد المجتمعي ، بعد تحرير المنطقة والقضاء على فلول الدواعش تم تشكيل مجالس محلية وتنفيذية في المناطق المحررة

وبهذا تحولت روج آفا نحو الابتعاد عن المركزية في الادارة والاعتماد على الكونفدرالية الديمقراطية القائمةً على مبادىء الاستقلالية والديمقراطية المباشرة وحماية البيئة والنسوية

والتعددية الثقافية والاقتصاد التشاركي والدفاع الذاتي حيث نجحت قواتنا العسكرية في الحاق الهزيمة بالتنظيمات الارهابية وفي مقدمتها داعش .

ويختتم أعمال الكونفرانس في نهاية اليوم ببيان ختامي يلخص نتائج الكونفرانس.

زر الذهاب إلى الأعلى