آخر المستجداتالأخبارروجافا

كادار بيري يتطرق إلى دوافع دمشق وأنقرة من التقارب

تطرق رئيس منظمة كرد بلا حدود “كادار بيري” في حديثه مع وكالة هاوار ANHA إلى دوافع كل من دمشق وأنقرة للتقارب بينهما قائلاً: بخصوص السلطة السورية فأنها تعتبر التقارب مع أي طرف في العالم مكسباً كبيراً، بينما بالنسبة للنظام التركي فهناك عوامل اقتصادية وسياسية كثيرة تضغط عليه ما جعل أردوغان أن يستغل رؤية الأحزاب التركية المعارضة، في موضوع اللاجئين السوريين وانسحاب الجيش التركي والتدخلات التركية في دول الجوار.

ورأى “كادار بيري” المحادثات بين سوريا وتركيا بأنها رسالة مزدوجة لكل الأطراف بعد أن فشلت تركيا في الحصول على احتلال المزيد من الأراضي السورية، وهي رسالة للأميركيين تحديداً والأوروبيين أنه بإمكان تركيا أن تكون في الطرف الآخر إن لم تلبُّوا رغباتها، والرسالة الأخرى هي للجانب الروسي والإيراني بأنها تتمة للاتفاقيات السابقة التي حصلت بين الطرفين في سوتشي وأستانا ومؤخراً اللقاء الثلاثي في طهران.

واعتبر “بيري” المحادثات، تكتيك تركي جديد للقضاء على حلم الشعب السوري بالحرية والكرامة والديمقراطية بعد أن فشلت في كل سياساتها السابقة والمعروفة للجميع، لذلك لجأت إلى أساليب أخرى من أجل أن تحقق أهدافها ومطالبها.

وفيما يخص المواقف التركية المتقلبة قال “بيري”: التركي بارع في البيع والشراء ومتمكن جداً في بيع هؤلاء المرتزقة والتقلب كالبهلوان في التغير ١٨٠ درجة من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال وكل ذلك من أجل مصالح قياداته والمافيا الحاكمة، وأيضاً هي ضمن سياق سياسات الدولة التركية ككل والفوبيا التي لديهم من أن يكون للشعب الكردي حقوقه وذلك يعتبرونه بداية نهاية الدولة التركية في المنطقة.

ونوَّه “بيري” إلى أن الملفات بين الطرفين (تركيا، سوريا) شائكة جداً، لكن أردوغان بارع في البيع والشراء ولديه القدرة على التغيير بشكل كبير، لذلك سيتجاوز الكثير من العقبات الموجودة لأنه الطرف الرئيسي وشريك النظام في تدمير سوريا، إلا أن التداخل الإقليمي والدولي سيكون عائقاً أمام الدولة التركية.

وأشار بيري إلى الموقف الروسي قائلاُ: الروس يريدون إرضاء التركي في الملفات السورية ولا يهمهم مصلحة الشعب السوري سواء “الكرد أو العرب” إنما فقط يهمهم إبعاد تركيا عن الناتو وأن يكون لتركيا دور في موضوع تخفيف العقوبات التي فرضت على روسيا.

وفي نفس الموضوع بيَّنَ “كادار بيري” أن الملفات شائكة ومعقدة ومتداخلة جداً بين القوى الكبرى وخصوصاً بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، والتركي جاد في القضاء على الكرد والإدارة الذاتية وكل الشركاء الذين كونوا هذه الإدارة.

وفي هذا السياق

وجَّهَ رئيس منظمة كرد بلا حدود، رسالة إلى حكومة دمشق، قائلاً: لا يمكن المراهنة على أي اتفاق مع تركيا، ولا يمكن لتركيا الالتزام بمواقفها لأنها متقلبة حسب مصالحها وأهوائها الإجرامية دائماً، ولا تفكر سوى بعمليات الجينوسايد سواء بالقتل المنظم والمجازر أو بعمليات الجينوسايد في الثقافة واللغة لكل شعوب المنطقة.

وأضاف: التركي تاريخه واضح، لا يؤتمن له جانب، هكذا فهمه الأوروبيون، حتى ضمن الناتو فهموه بهذا الشكل، وعلى هذا الأساس يتم التعامل معه، أمثال كثيرة طرحت حول التركي وعدم أمانته وعدم مصداقيته وهذه نقطة يجب أن يكون للنظام رؤية فيها ويراجع نفسه ويغير دفته باتجاه الشكل الصحيح وهو التفاوض والحوار مع الإدارة الذاتية حيث يكون الحوار سوري – سوري.

واختتم بيري حديثه قائلاً: هذا التقارب ومهما كان شكله فذلك مضرّة وسُوء لكل الشعب السوري سواء الذين راهنوا على التركي أو الذين راهنوا على النظام فهذا التقارب يعني العودة إلى ما قبل العام ٢٠١١ أو هكذا هم يطمحون وهذا هو المحال بعينه.

زر الذهاب إلى الأعلى