PYDآخر المستجداتالأخبارروجافامانشيت

قسد: قواتنا خاضت معارك تاريخية في الباغوز وحربنا لاجتثاث الإرهاب مستمرة

أصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، بياناً إلى الرأي العام، بمناسبة الذكرى السنوية الـ4 للقضاء على مرتزقة داعش جغرافيا في آخر معاقلها، المتمثل في تحرير بلدة الباغوز بتاريخ الـ23 من اذار عام 2019.

وجاء في نصه:

“تمر اليوم 23 آذار، الذكرى السنوية الرابعة للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في آخر معاقله ببلدة “الباغوز”، إثر مقاومة تاريخية خاضتها قواتنا، قوات سوريا الديمقراطية، وشعبنا في شمال وشرق سوريا، وبمساندة من قوات التحالف الدولي، ولتكتب نهاية التنظيم الإرهابي فيها، ويتنفس شعبنا والعالم الصعداء، بعد تحريره من أكبر خطر كان يهدد حياته ومستقبله.

وفي هذه المناسبة؛ فإننا نقف بإجلال واحترام أمام أرواح الشهداء الذين رسموا لنا بتضحياتهم طريق النصر، وكذلك نثمن عالياً مقاومة مقاتلينا الأبطال الذين صمدوا على ثغور هذه الأرض، ومن ورائهم شعبنا الذي وقف بقوة مع قواته العسكرية والأمنية في كل مراحل الكفاح ضد التنظيم الإرهابي، ليصنعوا هذا النصر.

إن المقاومة التي خاضتها قواتنا ضد تنظيم “داعش” الإرهابي أذهلت العالم أجمع، خاصة في “الباغوز”، حيث زجّ التنظيم الإرهابي بكامل قوته العسكرية وأعتى عناصره الإرهابية في المعركة؛ لإدراكه أنها المعركة الفاصلة والأخيرة له، فلجأ إلى ممارسة أقوى أنواع إرهابه، وعلى جميع المستويات، منها استخدام المدنيين دروعاً بشرية لإنقاذ نفسه من المصير المحتوم الذي ينتظره، ولكن قواتنا تعاملت حينها بمنتهى الأخلاق والإنسانية ووفق قوانين الحروب وقواعد الاشتباك المرعية وفق القوانين والأعراف الدولية، ومنحتهم عدة فرصٍ لإطلاق سراح المدنيين وتسليم أنفسهم، حيث أعلنت عدة مرات، وللأسباب المذكورة عن عمليات وقف إطلاق للنار، لتبدأ بعدها قوافل المدنيين بالتدفق نحو قواتنا، وتستسلم الآلاف من عناصر التنظيم الإرهابي لقواتنا.

إن أهمية معركة “الباغوز” تكمن في أنها كانت الفصل الأخير من معركة القضاء على ما تُسمى بـ ”دولة داعش” المزعومة، ولولا تضحية مقاتلينا لما تحقق ذاك النصر.

مما لا شك فيه أن القضاء الجغرافي والعسكري على التنظيم الإرهابي في “الباغوز” أنقذ حياة الملايين من الناس في مناطقنا والعالم من تهديدات “داعش” المستمرة عليهم، حيث قاتلت قواتنا نيابة عن العالم أجمع، وأدت تلك المهمة الإنسانية وكللتها بالنصر، خاصة بعد أن تحوّل “داعش” إلى آلة قتل تفتك بكل شيء، وتحيل كل منطقة تسيطر عليها إلى بيئة للدماء، وتقضي على كل أسباب الحياة فيها.

لا يزال التنظيم الإرهابي يشكل خطراً محدقاً على مناطقنا والعالم، وخاصة من خلال خلاياه الإرهابية، فهو يسعى لترميم تنظيمه المتداعي وإنعاش أحلامه مجدداً وإعادة سيطرته الجغرافية على بعض المناطق، وتشكيل خطورة على حياة السكان، والهجمات الأخيرة التي شنتها تلك الخلايا على كل من مخيم الهول ومدينة الرِقة وقبلها على سجن “الصناعة” بمدينة الحسكة، كلها مؤشرات تؤكد أن خطورته لا تزال قائمة، ما يفرض تعاوناً أكبر من المجتمع الدولي، خصوصاً من قبل قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، مع قواتنا، من خلال زيادة الدعم العسكري والتنسيق الأمني بما يلائم مستوى الخطر الإرهابي ولتجفيف منابع التنظيم والقضاء على الظروف المساعدة له.

إن مستوى الأداء القتالي الميداني الذي قدمته قواتنا في جميع معارك دحر التنظيم؛ أثبتت فعاليتها وجدارتها، وهو العنصر الأساسي في تحقيق الانتصار عليه، وهو ما يدركه العالم أجمع، لذا نجدد تأكيدنا على أن القضاء النهائي على التنظيم يستدعي تضافر جهود المجتمع الدولي من خلال حل قضية عناصر “داعش” المحتجزين في سجون شمال وشرق سوريا، وضرورة استلام كل دولة لرعاياها، حيث لا تولي بعض الدول أهمية لهذه القضية التي تشكل عبئاً كبيراً على قواتنا والإدارة الذاتية، وخاصةً على الصعيد الأمني. كذلك عوائل عناصره المجمعين في المخيمات، يُعتبرون قنابل موقوتة يمكن لها أن تنفجر في أي وقت كان، وهو ما شهدناه في الصيف الماضي من خلال زيادة عمليات القتل ومحاولات الفرار. كما نجد أن تشكيل محكمة دولية في مناطقنا وتقديم تلك العناصر لها، يمكن لها أن تَحدّ من خطورتهم وتلقي بتأثيرها على نشاط خلاياه في الداخل والخارج، على حَد سواء.

وفي هذه المناسبة، نجد أنه من المهم أيضاً، وكي تسير عملية مكافحة التنظيم الإرهابي بشكل حسن ونتمكن من دحر التنظيم نهائياً، أن يقوم المجتمع الدولي بدوره في الضغط على بعض الدول الإقليمية التي لا تزال تدعم تنظيم “داعش” وتمده بكل أسباب البقاء وتمكنه من إعادة تنظيم صفوفه وتحقيق الانتشار، وخاصة دولة الاحتلال التركي، حيث باتت المناطق المحتلة من قبلها، ملاذاً آمناً لخلاياه وقياداته الإرهابية، بدءاً من عفرين وإدلب ومروراً بمناطق الباب وجرابلس وسريه كاني / رأس العين وتل أبيض، وتمكنت قواتنا في أوقات سابقة من نشر اعترافات عناصر وقيادات كبيرة من التنظيم الإرهابي، أكدت فيها أنها تتلقى تعليماتها وتوجيهاتها ودعمها من تلك المناطق، ولا أدلّ على ذلك إلا مقتل جميع قياداته في المناطق التي تحتلها تركيا، ما يؤكد ضلوعها في إعادة الروح للتنظيم. ومن شأن هذه الخطوات أن تضعف الجهود التي تبذلها قواتنا في سبيل القضاء على خلاياه النائمة وإلغاء تأثير فكره الأيديولوجي المتطرف.

كما أنه من المهم أن يشرع المجتمع الدولي إلى زيادة دعمه في إعادة إعمار ما أتى عليه الإرهاب، من خلال تكثيف جهوده في مجالات الصحة وبناء البنية التحتية والتعليم والمجالات الأخرى، وفي جميع مناطق شمال وشرق سوريا، وبالتأكيد أن مثل هذا العمل سيسرع في القضاء النهائي على التنظيم الإرهابي.

مرة أخرى نهنئ هذا الانتصار الذي تحقق في “الباغوز” على شهدائنا وجميع أبناء شعبنا بكافة مكوناته، وندعو أن تستمر جهود الجميع في عمليات مكافحة خلايا التنظيم الإرهابي واجتثاث فكره، ليتخلص العالم من شروره وإرهابه، ويعمّ مناطقنا والعالم الأمن والسلام”.

زر الذهاب إلى الأعلى