حواراتمانشيت

قرسو: أردوغان يحاول إتمام المسيرة التي ورثها عن الحكومات السابقة

عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK مصطفى قرسو قال محذراً: “بدون النضال فإن فاشية حكومة AKP,MHP سترتكب مجازر و إبادات بحق شعبنا أكثر مما قامت به حكومة 12 أيلول الفاشية.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK مصطفى قرسو وعن دور حزب العدالة والتنمية AKP بعد انقلاب 12 أيلول العسكري الفاشي تحدث إلى مراسل وكالة أنباء الفرات ANF.

من خلال الإسلام السياسي حاولوا إتمام مسيرة إبادة الشعب الكردي

قرسو قال: “في عام 1970 وبعد ظهور حركة التحرر الكردستانية التي هزت أركان الدولة التركية, بدأت الدولة التركية بالتوجه على هذا النحو، فمن أجل القضاء على حركة التحرر الكردستانية كان لابد من ضم الإسلام السياسي إلى نظامهم، ومن ناحية أخرى إلغاء دور القوى اليسارية أو صهرها ضمن نظام الدولة، وبهذا الشكل ستفرغ الساحة ولن يبقى سوى الكرد في مواجه تركيا وتبدء عملية التصفية”.

قرسو أشار إلى أن هذه الخطة تم دراستها قبل انقلاب 12 أيلول العسكري  وبعده ومن أجل القضاء على الشعب الكردي وحركة التحرر ضم الإسلام السياسي إلى نظام الدولة التركية لتكون شريكة في إبادة الكرد، وبهذا ستتمكن بكل سهولة القضاء على الكرد، كما كانت ستقوم بتصفية جزء من الحركة اليسارية، وضم الباقي للدولة، وتسخيرها في محاربة حركة التحرر الكردستانية.

حركة فتح الله ومنذ البداية حاولت التفاهم مع النظام التركي حينها، وبعد انقلاب 12 أيلول أكثر من حُظي برضى الدولة التركية، وحجز مقعده بين الطبقة البيروقراطية الحكامة هم جماعة الإسلام السياسي”.

قرسو أضاف: “حينها ومع هذا الضم أصبحت الطريق أمام حزب العدالة والتنمية AKP ممهدة لتتولى لدخول نظام الدولة في تركيا مشيراً إلى انقلاب 15 تموز 2016 والذي أوضح حقيقة الصراع في ما بين القوى الإسلامية المتصارعة ضمن ذلك النظام الذي كان في عهد فاشية 12 أيلول . فالإسلاميون ومن أجل السيطرة على الحكم في البلاد تصارعوا في ما بينهم، واردوغان هو الذي انتصر في هذا الصراع الإسلامي.

 بداية نهاية تلك القوى الإسلامية كانت حين ضمت إلى نظام الحكم في تركيا مع بداية انقلاب 12 أيلول العسكري.

الأنظمة الفاشية الشمولية المستبدة تعيد صناعة نفسها

قرسو أوضح أنهم وكحركة من خلال نضالهم الممتدة جذوره إلى عشرات السنين، ومن التاريخ يفهمون جيداً الأنظمة الفاشية وفي كل مراحلها لم تتعظ وتفهم من تجارب الأنظمة التي سقطت قبلها في حربها ضد الشعب الكردي، وكل حكومة تتولى الحكم توسع من حربها وتزيد من قوتها و توطد أركان حكمها الفاشي بكل السبل، وتسخر كل قواها لمحاربة الكرد.

قرسو قال: “الأنظمة الفاشية المستبدة تعيد صناعة نفسها, تغني قواها, تغرس وتمد جذورها أكثر من التي سبقتها. لهذا نظام اردوغان عقد اتفاقية مع حزب الحركة القومية MHP بقيادة دولت باخجلي. لهذا حملات الإبادة ضد الشعب الكردي أصبحت أوسع وأقوى، فحكومة حزب العدالة والتنمية AKP لم تستفد من تجربة حكومة انقلاب 12 أيلول في حربها ضد الشعب الكردي، وفشلت في تنظيم نفسها وتوطيد حكمها، وبهذا الاتفاق المبني على أساس محاربة الشعب الكردي فقدت الكثير من قوتها، ولم تتمكن من ضم الكثير من القوى إلى نظامها و كسبها إلى جانبها”.

قرسو أشار إلى أن الـ PKK وقبل قيام انقلاب 12 أيلول كانت قوية ولها تأثير كبير على المجتمع، وحينها لم تكن تنظر الدولة التركية على أن هذه الحركة التحررية تشكل تهديداً لها كما يروج لهذا اليوم.

وأيضاً قال قرسو: “حينها لم تكن حرب الكريلا متقدمة بهذا الشكل وقوية كما اليوم, لم يكن هناك نضال ومقاومة قوية كما هي اليوم، وحركة التحرر الكردستانية لم تكن في مستوى قوتها كما اليوم، وكان الشعب الكردي بعيداً عن أهدافه التحررية كثيراً ولم يكن يملك تلك القوة, التنظيم والمعرفة التي قد توصله إلى تحقيق الحياة الحرة والديمقراطية، ولهذا لم يكن يشعر بالخطر الكبير الذي يهدد وجودة، حينها أيضاً كانت الدولة التركية منزعجة من وجود الشعب الكردي لكن ليس في مستوى كرهها لشعبنا اليوم. فاشية حكومة AKP,MHP / اردوغان – باخجلي اليوم؛ وفي حربها ضد الكرد ترتكب أفظع المجازر؛ أضعاف أضعاف مجازر حكومة 12 أيلول، وتسخِّرُ كل طاقاتها وإمكاناتها في محاربة أبناء شعبنا الكردي. حكومة الـ AKP,MHP اليوم هي في أضعف حالتها ومع هذا وفي سبيل الحفاظ على حكمها كدولة وقومية والتي هي سبب وجودها ترتكب أفظع المجازر وتتبع سبل لم تكن في خاطر حكومة 12 أيلول. في عام 1990 تركيا وضد الشعب الكردي كانت تقود حرباً قذرة, أحرقت القرى ودمرت, لكن لم تكن هناك جرائم قتل غير معروفة، كل شيء كانت تقوم به كان مكشوفاً لكن حكومة AKP,MHP اليوم ترتكب جرائم أفظع من تلك الجرائم، ولهذا نؤكد لشعبنا إذا لم يكن هناك نضال ومقاومة ضد هذه الفاشية في ظل تنامي قوتها؛ فأن حكومة AKP,MHP سترتكب إبادات أكثر من حكومة 12 أيلول بحقه”.

قرسو أوضح أيضاً أن حركة التحرر الكردستانية خرجت من صراعها مع فاشية 12 أيلول بشكل اقوى، مضيفاً أن حكومة حزب العدالة والتنمية AKP وضد حركة التحرر الكردستانية والشعب الكردي أمامها خيارين الأول: حل القضية الكردية وتحقيق السلام. والثاني: هو تنفيذ هجمات ضدنا كحركة وشعب بشكل أعنف وأقوى وهذا هو ما تقوم به حكومة حزب العدالة والتنمية AKP حزب الحركة القومية MHP اليوم.

اردوغان قام بتمزيق تركيا بالكامل

مصطفى قرسو وفي سياق حديثة قال: “لا توجد حكومة تركية قامت بما تقوم به حكومة اردوغان اليوم التي تقول: “علم واحد , شعب واحد, وطن واحد”. قرسو أضاف: “حزب العدالة والتنمية AKP في كل مناسباتها وكقول البداية بسم الله الرحمن الرحيم تقول: “شعب واحد, وطن واحد, علم واحد ودولة واحدة”.

قرسو أعلن في سياق حديثه أن حكومة اردوغان اليوم دائماً ما تتحدث عن الإعدام وفرض اللباس الموحد على المعتقلين وقال: “هذه التصريحات التي تطلقها الحكومة هي إثبات ضعفها، ولأنها تنظر إلى حركة التحرر الكردستانية على أنها هي الحركة الوحيدة القادرة على إنهاء حكمها، لهذا تطلق حملاتها الكبيرة ضد أبناء شعبنا وضدنا، وتدرك في قرارة نفسها أنها لن تتمكن من توطيد حكمها ما لم تقضي على حركتنا. في تركيا وبالنسبة لأي حكومة تتولى مقاليد الحكم إن لم تملك عقلية ديمقراطية و تسعى إلى حل القضية الكردية بالطرق الديمقراطية؛ فالمؤكد أنها ستسير على نهج سابقاتها، وتتجه نحو سياسة معادة الكرد، ومحاولة القضاء عليه. أيُّ حزب سياسي ما لم يكسب الكرد إلى جانبه لن يتمكن من فرض حكومة على البلاد، وهذه قاعدة واردوغان اليوم يحاول كسر هذه القاعدة وفرض نفسه وحكومته على تركيا، ومن أجل هذا يتبع أشد وأعنف الطرق و الأساليب، وهذا أدى إلى تمزيق تركيا بالكامل. وجود حزب الحركة القومية MHP مرتبط بوجود اردوغان الذي تمكن من كسب حزب الهدى إلى جانبه، هذه القوى لا تقدم شيئاً لحكومة اردوغان ولا تزيد من قوتها بل العكس فهي تضعف حزب العدالة والتنمية AKP، ولأنها تضعف اردوغان بدأ الهجوم المشترك ضد الجميع وكل من يعارضهم, لا يثقون بأنفسهم وعلى هذا الأساس ينفذون هجماتهم، فلو كانوا يثقون بأنفسهم لما اعتدوا على أحد, اليوم أي معارضة أو انتقاد تُعَدُ جريمة ويتم مهاجمته. مثقفون, مفكرون, إعلاميون واكاديميون. نائب حزب الشعب الجمهوري CHP سزكين تانركولو والذي تناول موضوع قتل المدنيين بواسطة الطائرات بدون طيار أصبح هدفاً لحكومة اردوغان. أمريكا ودول الغرب جميعها تعبر عن غضبها تجاه هذه الممارسات للحكومة التركية، وهذا لأن الحكومة التركية باتت ضعيفة، فلو كانت ذات هيبة وقوية كما تتدعي لما تجرأ أحد على انتقادها ومعارضتها.

تركيا ستتخلص وتتحرر من فاشية حزب العدالة والتنميةAKP

مصطفى قرسو وفي دوام حديثة قال: “حكومة حزب العدالة والتنمية AKP ومن خلال سياساتها الداخلية والخارجية وضعت تركيا في مأزق كبير وأصبحت دولة عدوه للجميع.

قرسو أوضح أن حكومة اردوغان تعتمد في بقائها على القوى العسكرية وتأجيج المشاعر المتعصبة والعنصرية، وبهذا تحاول البقاء على الحكم. قرسو قال: “لم يعد أحد يدعم تركيا في حربها ومعاداتها ضد الشعب الكردي كما كانت تدعمها أيام الحرب الباردة، وأضاف: “الجميع يعادي تركيا كما هي تعادي الجميع، ومواقف حزب العدالة والتنمية AKP تؤثر سلباً على تركيا، وحزب العدالة والتنمية  AKP لن تتمكن من معاداة دول العالم لفترة طويلة، وهذا ما سيوصل تركيا إلى الفشل والتدمير، والذي بدورة سيؤدي إلى تحرك الشعب بتجاه التخلص من حكومة اردوغان.

ضد فرض اللباس الموحد يجب تصعيد النضال

مصطفى قرسو وفي حديثه تطرق إلى قضية فرض اللباس الموحد على المعتقلين، والذي بات حديث الساعة في الآونة الأخيرة و قال: “فرض اللباس الموحد له أهداف قذرة تحاول حكومة اردوغان تنفيذها كما هو عمل غير إنساني ومنافي لحقوق الإنسان. اردوغان وحكومة AKP,MHP وفي شخص المعتقلين السياسيين يحاول كسر إرادة الشعب. المشكلة ليست مشكلة لباس موحد؛ إنما هذا الفرض هو أسلوب من أساليب كسر الإرادة و يحاول من خلالها إيصال رسالة للعشب وهي ” أنا افرض عليك كل ما أريد ” وهذا بحد ذاته عقوبة أكبر من الحكم، فحكومة AKP,MHP تريد أن تقول: “ستطيع أوامري وتقبل بحكمي وتسير وتفعل كل ما أطلبه منك، ومنذ الآن وصاعداً لن تفكر خارج حدودي وستستسلم لي”.

قرسو أشار إلى أن الـ AKP,MHP تحاول ومن خلال المعتقلين كسر إرادة المجتمع وقال: “ضد هذه الممارسات نحن بحاجة إلى نضال ومقاومة كبيرة، ومن الخطأ أن يتحمل المعتقلون كامل أعباء هذه المقاومة, فالواجب على جميع القوى الديمقراطية, منظمات حقوق الإنسان, حركات المجتمع ومنظماتها المدنية الديمقراطية مواجه هذا القرار. لأن فرض اللباس الموحد هي إحدى أساليب الفاشية ليس فقط ضد المعتقلين إنما هي تستهدف كل من يقف في وجه الفاشية وتهدف إلى كسر وقمع النضال المتمثل في شخص المعتقلين”.

قرسو وفي ختام حديثة قال: “على الجميع التعامل مع موضوع فرض اللباس الموحد على أنها قضية مرحلية تستوجب النضال، وأن ينظر إليها على أنها هجمة تستهدف كسر إرادة المجتمع. هذا ومن جانب آخر يجب أن لا يقتصر النضال على أنه من أجل المعتقلين الكرد فقط، فيجب على جميع المعتقلين أن ينضموا إلى هذا النضال، وفي المقابل على الجميع في الخارج رفض هذا القرار ليس فقط عائلات وأُسَرُ المعتقلين الكرد.

على جميع القوى الديمقراطية, الأحزاب السياسية في تركيا, عائلات القوى الثورية في تركيا؛ المشاركة في هذا النضال ضد القرار الفاشي الهادف إلى كسر إرادتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى