حواراتمانشيت

بالي: قوات سوريا الديمقراطية أصبحت الحامل لأحلام السوريين

من يملك الحنكة والثقافة والوعي السياسي، وله الدراية الجيدة والكافية بالتعامل مع شتى المواقف وفي أصعب الظروف؛ يحق له أن يوصف بأنه البارز واللامع في مجال عمله.

مصطفى بالي الناطق الرسمي للمكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، ولمعرفة آخر التطورات على الساحة العسكرية في سوريا في حملتي غضب الفرات – المعركة الكبرى لتحرير الرقة، وعاصفة الجزيرة لتحرير شمال مدينة دير الزور ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإجراء حوارٍ معه تُغْني بها جريدة الحزب وكذلك الموقع الالكتروني لقرائنا ومتابعينا الأعزاء

 في البداية لو تحدثنا بعد تولي مصطفى بالي إدارة المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” هل وجد فرقاً بين الإعلامَين المدني والعسكري؟

العمل الإعلامي متجدد ومتطور لحظة بلحظة، سواء كان اسمه إعلام مدني أو عسكري، الصفة المدنية والعسكرية تعبّر عن الإعلامي، ولا تعبر عن ماهية الإعلام، أي بإمكاننا أن نقول فلان من الإعلاميين هو عسكري وينتمي لمؤسسة عسكرية، لكن المنتج الإعلامي يبقى بهويته الأصلية.

على ذلك بإمكاني القول أن العمل في المؤسسة الإعلامية العسكرية كان تجربة جديدة بالنسبة لي، أضافت إلي خبرة جديدة، وللحقيقة أقول أنني وجدت العمل هنا أكثر راحة و أكثر رحابة.

الأمور في المؤسسات العسكرية واضحة جداً، هوامشها صريحة، وهي تمنح الإعلامي مساحة واسعة للعمل، بعكس بعض المؤسسات الإعلامية التي تحاول عسكرة الإعلام برداء المدنية، و من ثم إيصال فكرة مغلوطة عن العسكرة ذاتها.

بقناعتي أن الفصل بين الحياة العسكرية والمدنية تحت هذا العنوان هو تجنٍ على العسكري، وكأن لسان حال البعض يريد أن يحصر العسكري في فوهة البندقية فقط،..

 بينما الحقيقة أن هذا العسكري هو الذي يحمي حياتنا (المدنية) التي نحاول احتكارها لأنفسنا، لذلك فنحن هنا نحاول أن نضيف فكرة جديدة إلى الإعلام العسكري والتي تتمحور حول اهتمامنا بكل جوانب الحياة، ومتابعة أدق التفاصيل لخلق التلاؤم بين حياتنا العسكرية وبين انتمائنا إلى الحياة بكل تفاصيلها.

الكثيرون يقولون أن الكادر الإعلامي لديكم معظمه من المكون الكردي، ولا يعمل معكم المكونات الأخرى من السوريين؛ كيف ترد على هذه الاتهامات؟

الصحيح هو أن كل كادرنا وليس معظمه هم كوادر قوات سوريا الديمقراطية، وهم سوريون، ونحن لا نفكر مطلقاً بهذه الطريقة، ولا نعمل على أن نخلق تنوعاً مصطنعاً في كوادرنا، بقدر ما نؤمن انتماءنا إلى قوات سوريا الديمقراطية والتي تعبر عن كل مكونات سوريا، ويحدث أحياناً في مؤسسة ما من مؤسساتنا العسكرية أن يكون هناك زيادة عددية تنتمي إلى هذا المكون أو ذاك، لكن بالمطلق نحن لا نفكر بهذه الطريقة.

كيف تنظمون عملكم في المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية؟ وما الدعم الذي تقدمونه للوسائل الإعلامية التي تغطي المعارك؟ وهل هناك فرق بين الدعم الذي تقدمونه للوسائل الأجنبية والمحلية؟

المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية ما زال حديث العهد في العمل، وما زال في طور التأسيس. لدينا مكاتب فرعية مرتبطة بالمركز منها على سبيل المثال لا الحصر، المكتب الاستشاري ومكتب العلاقات ومكتب الأرشفة والمكتب القانوني بالإضافة إلى موقعنا الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية.

هذه المكاتب هي خلية النحل التي تعمل منذ ساعات الصباح وحتى ساعة متأخرة من الليل؛ لمتابعة كل شاردة وواردة تتعلق بعمل المركز، وتساهم في تذليل العقبات أمام الإعلاميين، وأيضاً لإيصال المعلومة الرسمية لوسائل الإعلام بأسرع وقت ممكن.

نحن نقوم بتنسيق عمل الصحفيين وزيارتهم للجبهات من خلال مكتب العلاقات، وهو يتواصل لحظة بلحظة مع الصحافة العالمية ومع قادة الجبهات لتأمين زيارة الصحفيين سواء كانوا أجانب أو محليين، وكذلك لتأمينهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها في الجبهات.

حتى الآن تسير الأمور بشكل جيد، ولا نميز بين صحفي أجنبي ومحلي إلا أن  الصحفي المحلي لديه فرص أكبر لتغطية أفضل؛ كونه مقيم هنا وليس زائراً.

كيف تقيّمون وضع قوّات سوريا الديمقراطيّة في ظل تحرير عاصمة الخلافة الداعشية المزعومة “الرقة” وما أهمّية الرقة من الناحية العسكرية والاستراتيجية؟

قوات سوريا الديمقراطية أصبحت هي الحامل لأحلام السوريين بشكل عام ولمكونات شمال سوريا بشكل خاص في الحرية، وبناء نظام إدارة ذاتية قادرة على التعبير عن إرادة هذه المكونات.

انضمام عشائر دير الزور إلى حملات دعم ومساندة قواتنا يثبت هذه الحقيقة، وانخراط الشباب من مختلف أنحاء سوريا سواء كأفراد أو كمجموعات إلى صفوف قواتنا؛ يؤكد بأن مشروع قواتنا هو البذرة الكامنة لجيش سوريا المستقبلي الذي يعبر عن أحلام كل السوريين في الحرية.

طبعاً هذه مسؤولية كبيرة تحملها قواتنا باقتدار، وتتحمل أعباءها ومصاعبها، وما الحملات الإعلامية الشعواء التي تستهدف تشويه سمعة قواتنا إلا تعبيرٌ عن هذه الحقيقة وعدم قدرة البعض على تقبل هذه الحقيقة.

الرقة هي عاصمة الخلافة المزعومة، وهي أولى المدن الكبرى التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي، وبالمثل هي آخر المدن الكبرى التي يدافع عنها، هذه عوامل أهميتها؛ بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي بين محافظات حلب، حمص، دير الزور، الحسكة، وكونها عقدة مواصلات بين شرق وغرب سوريا، وإطلالها على نهر الفرات واحتوائها على أكبر خزان مائي في سوريا، كل هذه الأمور كانت أوراق قوة يسيطر عليها التنظيم الإرهابي يجعل من الرقة نقطة انطلاقة مهمة له.

الآن التنظيم الإرهابي فقَد هذه الأوراق، وقواتنا تلاحق فلوله في شوارع الرقة و قريباً جداً سيكون لون هذه المدينة الفراتية أصفراً.

حسب متابعتكم للوضع في عفرين هل ستكون عفرين كوباني ثانية؟

عفرين لن تكون إلا عفرين، وهي لديها من القوة والإرادة ما يكفي لتحتضن كل ضيوفها احتضان الواثق من نفسه، وبالمثل لديها ما لديها من القوة مما يجعلها أن تحول صدرها قبراً لكل من يفكر بها سوءاً.

سري كانيه كانت بداية النهاية لجبهة النصرة، وكذلك لما كان يسمى بالجيش الحر، و كوباني كانت مقبرة داعش و بداية نهايتها، أما عفرين فإنها ستكون الحلقة الأخيرة من جحافل الإرهاب، مهما كان المسمى الذي سيستهدفها، ونحن واثقون بأن عفرين التي كان لها دور مفصلي في معارك روج آفا وشمال سوريا لهي قادرة على أن تزف إلى كل السوريين بشرى إنهاء الإرهاب، ولمرة واحدة وقادرة على أن تلفظ الغزاة إلى غير رجعة.

ما هي آخر التطورات على الساحة الميدانية؟

اليوم قواتنا تخوض حملتين متزامنتين، هي “غضب الفرات لتحرير الرقة،  وعاصفة الجزيرة لتحرير شمال دير الزور”. بالنسبة للرقة فإننا نسيطر الآن على ما نسبته 70% بالمئة من المساحة الإجمالية فيما30% بالمئة المتبقية هي ساحة اشتباكات بين مقاتلين ومرتزقة التنظيم الإرهابي.

هذا اليوم 12 أيلول استكملت قواتنا تحرير حي الثكنة الاستراتيجي، وتستمر المعارك في أحياء الأمين والمنصور والمرور وشارع تل أبيض ودوار النعيم وكذلك حديقة الرشيد.

أما في دير الزور فقد تقدمت قواتنا بمسافة تقارب 60 كم، ودخلت إلى المدينة الصناعية شمال المدينة، نشبت اشتباكات عنيفة واستخدمت داعش ستَّ سيارات مفخخة، كما استخدمت الكثير من الألغام والانتحاريين، لكن كل ذلك لن يجديها نفعاً، لأننا مصممون على استكمال حملتنا بتحرير الجزيرة كاملة.

بعد توليكم لإدارة المركز الإعلامي لـ قسد، هل من خطط لتطوير المركز؟

الآن نعمل على استكمال الهيكل التنظيمي للمركز وتفعيل كل مكاتبه، وبناء نظام أرشفة و مراسلات رسمية، كما نقوم بالتواصل مع مختلف وسائل الإعلام العالمية لدعوتها إلى روج آفا.

عدا ذلك فنحن على تواصل مستمر مع مديريات الإعلام في روج آفا وشمال سوريا لمناقشة كل المعوقات التي تعترض عمل الصحفيين والمحاولة في تذليل المعوقات، وكذلك إمكانية إقرار أفضل القوانين التي تشكل الأرضية الطبيعية لإنجاح العمل الإعلامي.

حاورته: أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى