مقالات

قردوغان وهالوين الكرد*

fadi-akomفادي عاكوم

أصبح واضحاَ أن الشعب الكوردي بكافة مكوناته وأحزابه بدءا من إيران مرورا بالعراق وصولا إلى تركيا وسوريا، أصبحوا كأقنعة الهالوين بالنسبة للرئيس التركي قردوغان، فتحولوا من شعب تم تفريقه إلى فزاعة وأقنعة رعب شبيهة بأقنعة الهالوين التي ترعبه إلى حد يفضل فيه ورغم كل التطورات الإقليمية والعالمية محاولة القضاء على هذه الأقنعة المرعبة أو حفظها في مكان لا يراه فيه أحداَ وهو من ضمنهم.

فالرعب الذي يسيطر على عقل وفكر قردوغان من الكورد لم يأت من فراغ، وربما الرجل معذور بهذا الامر، فهم شعب لا ولم ولن ييأس، رغم تفريقه وتوزيعه على دول العالم وتشتيته حتى اصبح يضاهي الشعب الاسرائيلي بالشتات التاريخي، إلا أن المرحلة الحالية ربما تكون من اهم واخطر المراحل التاريخية للشعب الكوردي الذي يعي تمام انها فترة نادرة يجب اقتناص الفرصة منها والا فسيكون عليه الانتظار لبضع عشرات من السنين مرة اخرى.

فقردوغان الذي يدعي الحرية والتحرر وغيرها من الشعارات الرنانة قام باعتقال صلاح الدين ديمرتاش و11 نائبا معه من حزب الشعوب الديمقراطي الذي يمثل الكورد في البرلمان التركي ويدافع عن حقوقهم، بتهمة الارهاب، والعجب أن يتهم الاب الروحي لتنظيم داعش الارهابي الكورد بالارهاب وهو تصرف اقرب إلى اتهام العاهرة للشريفة بالعهر.

لا شك أن تصرف الاتراك هذا لا يخرج عن الديكتاتورية التركية المعهودة التي تعود ابناء المنطقة عليها منذ ايام الحكم التركي لدول المنطقة، الا أن السبب الحقيقي لهذه الخطوة لا يتعلق اطلاقا بالداخل التركي او بالامن التركي، بل أن السبب عابر للحدود ويصل إلى سوريا تحديدا.

فالاعتقالات هذه ليست الا ورقة ضغط تركية لدفع الولايات المتحدة ومعها الفصائل الكوردية المقاتلة في سوريا للقبول بمشاركة فصائل الجيش التركي بعملية تحرير مدينة الرقة من الاحتلال الداعشي، بالاضافة إلى القبول بمشاركة الفصائل الاخوانية – الداعشية بهذه العملية وهي الفصائل التابعة مباشرة للمخابرات التركية.

وباعتقاد الاتراك أن هذا الاعتقال سيدفع بالكورد للقبول، الا انهم وعلى ما يبدو لم يستفيدوا من دروس الماضي، فها هو عبد الله اوجلان (آپو) الاب الروحي لحزب العمال الكردستاني يقبع حرا خلف جدران زنزانته منذ عقود، الا أن مناصريه والمؤمنين بفكره لم يتاثروا سلبا بالاعتقال بل على العكس كان حرمانه من الحرية دافعا وحافزا اضافيا للتقدم في المقاومة والمطالبة بالحقوق المشروعة.

لا يعرف قردوغان انه وبهذا الاعتقال سيخرج البقية الباقية من الكورد الاتراك إلى الشارع ليحكم الطوق حول رقبته، فالشارع التركي الذي يغلي من الغضب أن انفجر يحرق اردوغان وسياساته الارهابية العابرة للحدود بشكل سيجتاج عندها هو نفسه إلى قوات اجنبية للفصل بين الاكراد وبقية المناطق حتى لا تصلها نيران الغضب.

كان زعيما كورديا واحدا وراء القضبان والان اصبحوا 12، وربما سيصل الرقم إلى المائة او اكثر، لكن لا شيئ سيتغير، فسيتحولون إلى ايقونات ثورية ترعب قردوغان كأقنعة الهالوين وسيظل قردوغان عدوا للشعب الكوردي ولن يشارك بمعركة تحرير الرقة حتى لا تتسنى له الفرصة للمحافظة على المجموعات الارهابية الممولة منه، كما سبق وحصل في اكثر من منطقة سورية حيت قام الدواعش بانسحاب مزعوم قائم على تبديل الثوب العسكري وتغيير الراية المرفوعة.

  • عن موقع صدى البلد
زر الذهاب إلى الأعلى