مقالات

فيلم الانقلاب العسكري في تركيا

Maher shexeماهر شيخي

على ما يبدو أن حكومة حزب العدالة والتنمية بدأت بالتخبط في سياساتها أكثر فأكثر, ولا تعرف كيف ستخرج تركيا من المستنقع الذي وضعها أردوغان فيه لذلك وفي الخامس عشر من الشهر الجاري قام اردوغان بإنتاج فلمٍ عنوانه الانقلاب العسكري، والظاهر أنه كتب السيناريو بيده وأخرجه على طريقته المخابراتية الخاصة, حيث لم تمضي سوى ساعاتٍ على بدء الانقلاب حتى أعلنت حكومة العدالة والتنمية عن فشل الانقلاب العسكري, وقامت على الفور باعتقال الآلاف من الضباط في الجيش وعناصر الأمن, وقامت بفصل آلاف القضاة من العمل, وطالبت أكثر من ألف وخمسمائة من عمداء الكليات الجامعية بالاستقالة, وفصلت أكثر من خمسة عشر ألف موظف من سلك التربية, بالإضافة إلى اعتقال المئات من الصحفيين, كل ذلك في ظرف ساعات وبالطبع فإن من لا يجيد سوى ألف باء السياسة يدرك بأن الانقلاب كان مدبراً من اردغان, وقوائم الاعتقالات كانت جاهزة و باعتقادي بأن ما جرى وما سيجري لاحقاً ربما سيكون في مصلحة الكرد, وربما ما جرى ليس سوى تمهيد الطريق من أجل تطبيق مشروع القائد آبو ألا وهو مشروع الأمة الديموقراطية, وربما ما جرى أيضا كان بتخطيط أمريكا كي لا يفسح المجال لحكم العسكر مرةً أخرى في تركيا, لأن الجنرالات إن استلموا الحكم في تركيا ستكون النتيجة كارثة على تركيا إن كان على الكرد أو الترك بل وعلى جميع القوميات في بلاد الأناضول.

ولذلك تم إعداد هذا السيناريو من قبل أمريكا وبتنفيذ من اردوغان واعوانه من أجل تنظيف مؤسسة الجيش من المعارضين لحكمه, ويبدو إنه قد آن الأوان من أجل إيجاد حلٍ للقضية الكردية في باكور كردستان.

ورغم السياسات الخاطئة لأردوغان تجاه الكرد خاصةً في باكور وروج آفاي كردستان, وتجاه دول المنطقة عموماً حيث أن اردوغان لم يستطع يوماً ومنذ تسلمه الحكم في تركيا أن يجاري شيئاً سوى رغباته المريضة بأن يصبح سلطاناً في تركيا ويجعل له نفوذ في كل دول المنطقة, كما كان عهد السلطنة العثمانية إلا إنه ربما يكون أهون من حكم العسكر المباشر رغم الغياب الشبه كامل للديمقراطية في تركيا خلال حكمه من خلال كم أفواه المعارضة واعتقال الصحفيين واغتيالهم.

إن كل هذه التطورات التي حدثت على الساحة التركية وما آل إليه الوضع هو نتيجةٌ حتميةٌ للتدخلات التركية في المنطقة عموماً وفي سوريا وروج آفا خصوصاً, وتخوف حكومة العدالة والتنمية من الانتصارات التي تحققها قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل فيها القوات الكردية العمود الفقري، حيث سنشهد قريباً تحرير هذه القوات لمدينة منبج من يد مرتزقة داعش ربيبة أردوغان.

زر الذهاب إلى الأعلى