PYDمقالات

عن المؤامرة الدولية على القائد اوجلان

إلهام محمد-

المؤامرة الدولية على قائد الإنسانية تدخل عامها ال26 وهي الأولى من نوعها على مدى التاريخ من حيث دراستها وحبكتها وسريتها المتكاملة من جميع الجوانب، قبل خروجه من سوريا إلى حين اختطافه بيد القوى الرأسمالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل والأجهزة الاستخباراتية (موساد غلاديو)، وقد تم إرضاء وإسكات بعض الدول كـ “روسيا واليونان” وغيرهما بصفقات تجارية وسياسية واقتصادية ومشاركتهم وجرهم إلى هذه المؤامرة، فهدفهم ترتيب خريطة شرق أوسط جديد يتناسب مع مصالحهم من خلال بناء مجتمع فارغ من مضمونه، وزرع الفردية والأنانية بعيداً عن المجتمعية وتوسيع نفوذهم أكثر وأكثر.

في البداية هذه القوى التآمرية أرادت استكمال سياسة إبادة الكرد من خلال اختطاف القائد الذي يمثل القضية الكردية على وجه الخصوص، كما فعلوا سابقاً مع قادات الكرد، ولكن القائد عبد لله أوجلان خرج عن إطار الكردياتية، وبات يمثل المجتمع عامة، ويسعى للحفاظ على ثمرة حضارة المجتمع الطبيعي والحفاظ عليها وحمايتها من نظام الهيمنة العالمية عبر فلسفته التي تهدف إلى بناء الإنسان والفرد في المجتمع والبيئة، وأن يكون الفرد فعال في المجتمع، وأعطى معنى للحياة والعيش بكرامة؛ لذلك لاقت فلسفة الحياة للقائد أهمية بالغة لدى الشعوب، وخاصة الشعوب المضطهدة والتواقة للحرية، ففلسفة القائد تسعى لتوحيد الشعوب وتطبيق الأمة الديمقراطية وصولا إلى العصرانية الديمقراطية التي تخدم البشرية جمعاء وتطبيق الديمقراطية بمفهومها الصحيح عبر مشاركة جميع مكونات وفئات الشعب في الإدارة الذاتية وإعطاء المرأة والشبيبة مكانتهما الحقيقية في المجتمع بعدما حط النظام القائم والأديان والسياسيات البالية من دور المرأة وجعلوها عبدة وأداة للإنجاب و الدعاية في ظل النظام السلطوي الذكوري.

فالقائد أعاد للمرأة ثقتها بنفسها وجعلها تلعب دوراً ريادياً في جميع المجالات السياسية والدبلوماسية والعسكرية… بتحرير المرأة يتحرر المجتمع.

فالقائد يسعى دائماً لبناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي إيكولوجي، وحده هذا المشروع يخدم الإنسانية والبيئة التي لطالما تتعرض للتخريب والتصحر، فمشاريع الهيمنة تأكل الأخضر واليابس وتدمرها

وإن ما تتعرض له جميع أجزاء كردستان الأربعة من سياسية الانكار والقمع هي استمرارية المؤامرة وخاصة روجافا الذي طبق فيها مشروع أخوة الشعوب والإدارة الذاتية والتف جميع مكونات المنطقة حول هذا الفكر النير إدارياً وسياسياً وعسكرياً، فقد رأوا فيها خلاصهم من سياسة الإنكار.

خيوط المؤامرة ما زالت مستمرة بعدائهم لهذا المشروع وقصفهم اليومي لروجافا واحتلال بعض من مناطقهم (عفرين، تل أبيض، سري كانية) بموافقة ومؤامرة دولية، وما إشعال الفتنة بين مكونات الشعب في دير الزور والقصف الأخير الذي نواجهه في الشمال السوري ككل واستهدافهم للمواقع الحيوية وتخريب البنية التحتية ما هي إلا لإفشال مشروع الإدارة الذاتية وأخوة الشعوب وتهجير الشعب من هذه المناطق التي تعم فيها السلام والأمان وضرب المشروع الذي يهدف الى الحرية والديمقراطية والمساواة. فمقاومة القائد في إمرالي ورغم التجريد المفروض عليه وعزله وحرمانه من أبسط حقوقه وتعرضه للتعذيب النفسي والجسدي غير الإنساني ولا القانوني ينافي جميع المعايير الأخلاقية، فقد جعل القائد من فلسفة المقاومة حياة حطمت جميع مخططات القوى العالمية وهذه الفلسفة باتت مبدأ أوليا للشعب الذي يؤمن بفكر القائد، وهذه المقاومة حولت القضية الكردية إلى قضية عالمية لإن فلسفة القائد تمتلك نظام إيديولوجي يشكل تهديد للنظام السائد والطبقي ويهدف إلى المطالبة بالسلام والديمقراطية للعالم وشعوب المنطقة، لذلك على الشعب حماية هذا المشروع والالتفاف حول هذه الإدارة لإبطال هذه المؤامرة اللاأخلاقية وإفراغها من محتوها وتحرير القائد جسدياً، لأن حل جميع القضايا العالقة في الشرق الأوسط والعالم مرتبط بتحرير القائد جسديا، لذلك نقول: (لن تستطيعوا حجب شمسنا).

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى