PYDآخر المستجداتمقالات

المداهنون لأردوغان شُركاءه في القتل

محمد أمين

العلاقة بين تركيا أو بمعنى آخر العلاقة بين حزب العدالة والتنمية بقيادة الفاشي أردوغان والمجلس الوطني الكردي تستند إلى المصلحة المتبادلة، إذ تدعمهم أنقرة بالمال والإعلام مقابل مساعدتهم لها في مخططها بالمنطقة.

لقد أكد مراقبون أن تركيا اليوم أصبحت مسرحاً بديلاً للمجلس الوطني الكردي، فخلال كل هذه الحوارات التي أجرتها أحزاب الوحدة الوطنية الكردية مع المجلس الوطني كان لابد للأخير أن يحج إلى تركيا لأخذ الأجور والأوامر وتوجيه البوصلة، حيث تحظى جماعة الــ ENKS شركاء الائتلاف الاخونجي بدعم الرئيس التركي أردوغان وأجهزة مخابراته، وكان أعضاء ذلك المجلس وللأسف قد أعلنوا أكثر من مرة ولاءهم لتركيا وممارستهم طقوس الطاعة لإرضاء الخليفة ورب النعمة، ولم يكتفِ أعضاء ذلك المجلس بالطاعة العمياء للمحتل فقط، إنما بدأوا بالتهديد والوعيد والتخويف بالفزاعة التركية والانغماس بمستنقع “التواطؤ”.

دور شركاء المجلس الوطني الكردي من تيارات إسلامية أخوانية ارهابية والتي هي بمثابة الأدوات التركية الأنجع لشرعنة وتبرير احتلالها لمناطق في الشمال السوري. إن هذه العلاقة و هذا الدور الفعلي هما فقط لأجل خدمة الأجندة التركية التي تتجلى بإعادة إحياء ما يسمى بـ “الإمبراطورية العثمانية”، فهذه الجماعات الإرهابية نقلت اجتماعاتها التنظيمية بشكل كامل إلى مدن تركيا، وفي السياق ذاته للدوحة حضور قوي في احتضان أخطر العناصر في التنظيمات الإرهابية ونقصد هنا شركاء المجلس الوطني ENKS، لتخرج على الملأ هذه الحقيقة في أن جميع العمليات الإرهابية والاحتلالية وجرائم الحرب التي نفذتها الجماعات الجهادية السورية ـ والتي استحوذت على صفة “المرتزقة” بجدارة.

ENKS شريك مع أردوغان المجرم في قتل الشعب الكردي و شعوب المنطقة، نعم كانت بأوامر خرجت من تلك الدولتين اللتين شكلتا غطاءً اقليمياً، ووفرتا لهذه الجماعات الإرهابية الدعم المالي واللوجيستي والعسكري المباشر كصورة واضحة لأقذر أنواع الاحتلالات.

وتحرص أجهزة استخبارات أردوغان على عقد لقاءات دورية مع قيادات المجلس الوطني الكردي ENKS وشركائه من الاخوان (نصرة وحر ودواعش تائبين معتدلين)، وأبرز قيادات المجلس الوطني الكردي وغيرهم ممن تناسوا القضية الكردية لأجل حفنة من الدولارات والليرات التركية وبعض المناصب الكاذبة التي يعدونهم بها ليصار الى إقصائهم بعد تحقق مشاريع المحتل والمرتزق والممول.

لقد تحولوا إلى حريم السلطان المجرم، وهنا المقصود جماعة ENKS.

حرب اعلامية

ما زال التركي يحاول صناعة إمبراطورية إعلامية ضخمة للائتلاف الأخواني وشركائهم في المجلس الوطني الكردي ENKS في تركيا وباشور كردستان لاستهدف الإدارة الذاتية ومكتسبات ثورة روج آفا وكذلك الدول الرافضة لسياسات تركيا الاخوانية كمصر والامارات والسعودية.

وبالرغم من فشل المنظومة الإعلامية للإخوان في الائتلاف وشركائه ENKS على مدار سنوات، لكنها لا تزال تمثل أبواق فتنة وتسعى بكل جهد لتدمير المنطقة وبميزانيات مالية ضخمة.

وتعد “اورينت” و”روداو” و ” ARK” وغيرها من الأبواق القطرية كالجزيرة من أهم الفضائيات والمنابر التي تُعبر عن خطاب العنف والكراهية عند الإخوان وتركيا والحليف الكردي متمثلاً بالمجلس المذكور، وكل من هذه المنابر نشأت لخدمة مشاريع مشبوهة لتركيا والاخوان وقطر في سوريا والمنطقة، وهي تسعى لاستهداف الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومكتسباتها بأدوات إخوانية متمثلة بالائتلاف وفصائله وكل من وقع معهم في خانة المعارضة السورية المستتركة.

التغطية على إرهاب الفصائل المرتزقة، وسكوت ENKS عن جرائم أردوغان

من المتوقع ازدياد وتيرة الدعم للائتلاف الإخواني وشريكه المجلس الوطني الكردي ENKS في سوريا خلال الفترة المقبلة؛ لسببين: الأول يتعلق بتراجع شعبية أردوغان ورغبته في استغلال هذه الجماعات وانتصاراتها الوهمية لتحقيق قدر من التوازن واستغلال الوضع الحالي وتصدير أزمته الداخلية إلى الخارج، ومحاولات الضغط على الإدارة الأميركية، وبدفع صريح وابتزاز واضح لروسيا.

أما السبب الثاني فيتعلق بالمرتزقة ذاتهم، لمواجهة التضييق عليهم وكشف جرائم وخيانة هذا الائتلاف ومن والاه من قبل أهم الدول العربية واتجاه هذه الدول نحو الإدارة الذاتية ومساندتهم لها، لكشف المستور والزيف من ادعاءات ثورة الحرية والكرامة الخلبية. ورغم المطالبات المستمرة من قبل المجتمع الدولي لتركيا عدم استخدام تجمعات هؤلاء المرتزقة، لكن أنقرة رفضت ذلك تماماً على مدار سنوات.

فكل هذه التصريحات الفارغة للبعض من قيادات ENKS ما هي إلا لتوهم المجتمع الدولي بأنها الممثل الوحيد للكرد في سوريا وأن الشعب لا بقبل بالإدارة الذاتية.

هجمات الاحتلال التركي كشفت بالدليل القاطع حقيقة المجلس الوطني الكردي ولخدمة من يعمل. تصريحات قيادات ENKS من تركيا ودعمها للغزو التركي لسوريا، أضف إلى ذلك تصريحات المستشار الإعلامي لرئاسة إقليم كردستان المدعو كفاح محمود يؤكد مدى العلاقة والدور الموكل إليهم لضرب مشروع الادارة الذاتية في سوريا ومحاولات تحريض التحالف الدولي على قسد. نستطيع القول إن مخططات الاحتلال التركي بضوء أخضر الدول الضامنة وعبر أدواتها من ائتلاف الاخونجي السوري ـ التركي وأحزاب وأبواق المجلس الوطني الكردي، سقطت تحت نِعال مكونات شمال وشرق سوريا ونحن على ثقة تامة أن النصر وتحرير، عفرين وسري كانية/ رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض، وكل شبر من سوريا المحتلة قادم لا محالة.

زر الذهاب إلى الأعلى