الأخبارمانشيت

عمر: روسيا تسعى لإبعاد تركيا عن الناتو

في لقاء لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع الدكتور عبد الكريم عمر الرئيس المشترك للهيئة الخارجية بإقليم الجزيرة أوضح بأن تركيا تستغل علاقتها مع روسيا لتفرض أموراً على المجتمع الدولي وتحقق بعض المكاسب.

تركيا تعادي الكرد في الأجزاء الأربعة

هذا استهل عمر بالحديث عن الدولة التركية واعتبارها دولة فاشية تأسست على إقصاء الآخرين وارتكاب المجازر والإبادات بحق القوميات الأخرى، مستنداً في ذلك على المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن والآشور في الألفية الماضية، وقمع الانتفاضات الكردية التي أدت إلى تهجير مئات الآلاف من باكور كردستان، وارتكابها الجرائم وأعمال القتل على مدار 40 عاماً بحق شعب باكور كردستان وتدمير مدن نصيبين، شرناخ، الجزيرة، سلوبي، آمد عن بكرة أبيها في العامين المنصرمين.

عمر تابع بالقول: “الإيديولوجية التركية قائمة على ممارسة الإرهاب بحق الآلاف من الصحفيين والمحامين والأساتذة ومدرسي الجامعات ورؤساء البلديات والبرلمانيين المعتقلين في السجون التركية، فالدولة التركية وبغض النظر عن حزب العدالة والتنمية والأحزاب الأخرى الموجودة على مدار الحكومات المتعاقبة تمارس القتل والمجازر بحق الكرد؛ ولا تقبل بإقامة كيان كردي حتى على سطح القمر”. ثم جاء عمر على ذكر مقولة الرئيس التركي السابق سليمان ديميريل: “لن نقبل بإقامة كيان كردي ولو على شكل خيمة في أدغال أفريقية”، فقال عمر: “من هذه الذهنية تركيا تعادي حقوق الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة؛ وخير مثال على ذلك في الأمس القريب عندما أراد الشعب الكردي في باشور كردستان ممارسة حقه المشروع بإجراء الاستفتاء؛ كانت تركيا بحكومة العدالة والتنمية أشد الأعداء لهذا الاستفتاء”.

تركيا تتحمل مسؤولية هجمات المجموعات الإرهابية على روج آفا وشمال سوريا

وأكد الرئيس المشترك لهيئة الخارجية في إقليم الجزيرة بأن حكومة العدالة والتنمية متمثلة برئيسها رجب طيب أردوغان الحاضنة الأساسية لكل الجماعات التكفيرية السلفية الإرهابية، وأن تركيا منذ بداية الأزمة السورية أرسلت الآلاف من الإرهابيين وشذاذ الآفاق إلى سوريا وروج آفا خصوصاً ليرتكبو أفظع الجرائم، كما وأرسلتهم إلى أوروبا للقيام بالعمليات الإرهابية فيها.

وزاد إلى حديثه: “منذ بداية ثورات الربيع العربي التي انطلقت من تونس؛ تركيا دعمت كل التنظيمات الإرهابية بدعمها (الإخوان المسلمين في تونس ومصر وليبيا وسوريا) وساهمت في عسكرة الثورة السورية التي لم تخدم سوى النظام الاستبدادي فهي تتحمل مع النظام مسؤولية الدم السوري الذي سال؛ وتتحمل مسؤولية ملايين النازحين من سوريا سواء النزوح الخارجي أو الداخلي؛ ولم تكتفِ تركيا بذلك وإنما استثمرت مأساة هؤلاء اللاجئين لابتزاز أوربا عن طريق إرسال موجات من اللاجئين إليها”.

عبدالكريم عمر شدد على أن تركيا تتحمل مسؤولية كل الهجمات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية على روج آفا وشمال سوريا اعتباراً من سري كانيه إلى هجمات داعش على كوباني إلى احتلال جرابلس وإعزاز والباب.

اتفاقية التبادل بين تل رفعت ومنغ مقابل معرة النعمان وجسر الشغور

وأضاف: “تركيا بعد القضاء على داعش في هذه المنطقة وإعلان فيدرالية شمال سوريا تخلت عن كل شعاراتها التي كانت تطلقها للشعب السوري؛ وهاجسها صار هذا المشروع الديمقراطي فبدأت بتقديم التنازلات، وقايضت مدينة حلب ذات الأهمية الكُبرى؛ مع النظام وروسيا وإيران مقابل إعزاز والباب كي لا يتم ربط إقليم عفرين مع إقليمي الجزيرة والفرات، وقامت فيما بعد بمقايضات أخرى بإعطائهم الغوطة الشرقية المَنفَذ الوحيد للعاصمة دمشق وبالاتفاق مع روسيا قدمت الغوطة الشرقية مقابل احتلال عفرين؛ كما هناك ترتيبات واتفاقات أخرى بين تركيا وروسيا والنظام وهي التبادل بين تل رفعت ومنغ مقابل معرة النعمان وجسر الشغور، فبالمحصلة تركيا تريد القضاء على الشعب الكردي هذه المنطقة”.

لا سيادة للنظام السوري على أرض سوريا

عمر خلال حديثه قال: “روسيا خيرتنا بين تسليم عفرين للنظام أو مواجهة الأتراك ناقضة بذلك كل الاتفاقيات التي كانت قائمة بيننا، وحاولت عن طريق مشروعها هذا كسر إرادة ومقاومة الشعب الكردي التي لا يمكن أن تنكسر.

وأوضح عمر أن استهداف المدنيين العزَّل واستهداف مضخات المياه واستهداف الأوابد التاريخية لكسر إرادة الشعب الكردي؛ وتصريحات أردوغان حول إفراغ عفرين من ساكنيها واحتلالها خلال ثلاثة أيام وسيقوم بالسيطرة عليها وتوطين كل اللاجئين الموجودين في تركيا ما كانت إلا لتغيير ديمغرافية عفرين، وهذه كانت خطة حكومته بمؤامرة دنيئة بالاتفاق مع روسيا والنظام، وحتى الأخير عندما قام بالتمويه بإرسال مجموعة من القوات العسكرية التابعة له تركيا قتلت الجميع أمام مرأى النظام الذي لم يتكلم أو يُعلن عنهم، وهذا كله لم يكن تركيا لتتجرأ على القيام به لولا الصمت الدولي المخزي تجاه ممارساتها الإرهابية شعب عفرين وبحق قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من كافة مكونات الشعب السوري والتي جابهت داعش والمجموعات الإرهابية.

وشدد عمر على أن تركيا دولة فاشية دعمت الإرهاب بكافة صنوفه وأنهم قدموا للمجتمع الدولي العشرات من الوثائق التي تبين علاقة تركيا مع الإرهابين.

وأكد بقوله: “تركيا احتلت عفرين بمؤامرة دولية أطرافها كثيرة ومتعددة، وبالنسبة لروسيا فهي شريكة للنظام وهذه المقايضات التي تجري على الأرض في الحقيقة تخدم النظام وستكون هناك مواقف أخرى لأن هذه التحالفات التكتيكية وقتية وسوريا أرضها مستباحة وليس للنظام السوري سيادة على أرضه.

روسيا باتفاقها مع تركيا تهدف إلى إبعادها عن الناتو

وفي السياق ذاته قال عمر أن أميركا موجودة في سوريا وروسيا الاتحادية موجودة وتركيا وإيران موجودتان بالإضافة إلى قطر والسعودية وإسرائيل؛ هذه الدول لكل منها أجندات ومصالح يتفقون فيها تارةً ويختلفون تارةً أخرى، وكل هذه التحالفات تكتيكية وليست استراتيجية، لذلك تحالف اليوم قد يكون نزاعاً.

وأضاف: ” لدى روسيا مصالحها يهمها انتصار النظام عسكرياً واتفاقها مع تركيا لغايات أخرى؛ منها إبعاد تركيا عن الناتو وعن الاتحاد الأوربي وخلق مسافة بينها وبين أميركا، ومن جهة أخرى هناك اتفاقيات عسكرية واقتصادية وهناك صفقة صواريخ الـ س 400 وهناك تبادلات تجارية بمليارات الدولارات لذا علينا أن نعلم بأن العلاقة بينهما تكتيكية؛ وتركيا هي حليفة استراتيجية لأمريكيا، أما روسيا فتوظف تركيا في هذه المرحلة لأجندات خاصة”. وزاد عمر إلى حديثه: “تركيا تستغل علاقتها مع روسيا لتفرض أموراً على المجتمع الدولي وتحقق بعض المكاسب أهمها المؤامرة الدولية ضد عفرين”.

في خضم حديثه شدد عبد الكريم عمر على أن مقاومة العصر لم تنتهِ والنشاطات والمسيرات الاحتجاجية مستمرة؛ أما السياسيون والدبلوماسيون يقدمون وثائقاً عن انتهاكات تركيا ويرسلونها إلى المنظمات الحقوقية وكل مؤسسات الأمم المتحدة.

وأفاد عمر بأن ما حصل في عفرين سيكون له تداعيات على مجمل الوضع في المنطقة، والعملية السياسية التفاوضية عادت إلى المربع الأول وإلى نقطة الصفر، ولا آفاق لأي حل سياسي دون تحرير المناطق المحتلة ودون أن يكونوا طرفاً في الحل.

وحث عمر على العمل والسعي لإخراج المحتل من عفرين قائلاً: “ثورتنا مستمرة وروح المقاومة موجودة، استطعنا نتيجة لانتهاجنا الخط الثالث ولامتلاكنا الإرادة القوية واعتماداً على نظرية الأمة الديمقراطية أن نحقق إنجازات عديدة وبانتهاج الخط الثالث لم ولن نكون جزء من الصراع المذهبي والطائفي، سنتعامل مع جميع السورين المؤمنين بالحل السياسي السلمي وإجراء التغيير الوطني الديمقراطي المطلوب لبناء سوريا جديدة اتحادية لا مركزية لنستطيع القضاء على الإرهاب ونستأصله من جذوره”.

الرئيس المشترك لهيئة الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم الجزيرة عبدالكريم عمر في ختام حديثه وجه نداءً إلى الأحزاب والقوى الكردستانية بالقول: “أعلنت إدارتنا أكثر من مرة أن حرب عفرين هي حرب وجود الكرد وقلنا بصوت مرتفع للأحزاب الكردستانية التي لها علاقة مع تركيا عليها تحديد موقفها؛ إما أن تكون مع المقاومة التاريخية للدفاع عن الشعب الكردي وحقوقه المشروعة؛ أو أن تكون شريكة لتركيا في عدوانها على عفرين ومازلنا نقول الضمان لنجاح كل الإنجازات التي تم تحقيقها على الأرض هو العمل لانعقاد مؤتمر كردستاني لبناء مرجعية سياسية كردية”.

زر الذهاب إلى الأعلى