تقاريرمانشيت

عكيد حسكة… أبى أن يعيش يتيمَ الوطن

شهداؤنا شموع لا تنطفئ، ينيرون ظلام الليل لمن سيأتي من بعدهم، فهم أحياءٌ؛ لأنهم قدموا أغلى ما يملكون في سبيل وطنهم، دماؤهم النفيسة تشهد عليهم وعلى كل ما قدَّموه، بنضالهم سطَّروا اسماءهم في صفحات التاريخ لتتذكرهم الأجيال القادمة بأنهم ضحوا بأنفسهم وشاركوا في دحر أخطر تنظيم إرهابي، فكل قطرة دم شهيد سقت تراب الوطن وكسرت قيود الطواغيت.

وُلد المناضل خضر محمد، الاسم الحركي عكيد حسكة في مدينة الحسكة،  عاش وترعرع يتيم الوالدين في كنف أخوته، وترك صفوف الدراسة وتفرغ للعمل مع أخوته بعد وفاة والديه.

تميز المناضل بإحساسه المرهف المليء بالعاطفة الأخوية التي زرعتها أخته الكبرى.

عند بدء الأزمة السورية وظهور التنظيمات الإرهابية المتمثلة بالنصرة وداعش وسيطرتها على مناطق من شمال شرق سوريا ومحيط  مدينة الحسكة، وعاثت فيها الدمار والخراب وانتشر القتل والسلب والنهب، أدى ذلك إلى تشريد أغلبية سكان المنطقة وهذا ما دفع المناضل عكيد أن ينضم إلى وحدات حماية الشعب”YPG ” دون تردد لأنه وجد في هذه القوات خلاص شعبه وأهله من ظلام الارهاب المستبد، وعند تشكيل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في شمال شرق سوريا انتسب المناضل إلى هذه القوات.

في البداية تلقى عدة دورات تدريبية تنظيمية وعسكرية في أكاديمية قوات سوريا الديمقراطية، وتعرَّف فيها على كافة أنواع الأسلحة وصنوفها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، كما تلقى دروساً عن هدف وسياسة قوات سوريا الديمقراطية.

تخرج المناضل من هذه الأكاديمية مقاتلاً شجاعاً مفعماً بالروح الثورية رافضاً كل أشكال الظلم والاضطهاد، شارك المناضل عكيد في العديد من حملات التحرير ضد تنظيم داعش في الكثير من أحياء مدينة الحسكة والمناطق التابعة لها، مثل “تل تمر، دوار بانوراما، الشدادي وريفها..”، حيث كان يحارب في الخطوط الأمامية لجبهات القتال.

بتاريخ 14/ 3/ 2016 وأثناء مشاركته في حملة تحرير ناحية الشدادي أصيب بطلقة نارية في صدره من قِبل إرهابيٍ في تنظيم داعش، ما أدى إلى استشهاده ووري الثرى في مقبرة الشهداء بقرية الداودية التابعة لمدينة الحسكة، وذلك بحضور حشد جماهيري غفير.

كان المناضل  فخوراً بنفسه ويعتز بارتدائه الزي العسكري الخاص بقوات سوريا الديمقراطية، لأنه كان يطمح لوطنٍ تسوده الحرية والديمقراطية وأن تصبح سوريا دولة تعددية لا مركزية لتصبح لوحة متجانسة الألوان لجميع مكوناتها.

وذكرت أخت الشهيد التي ذرفت دموع الفرح باستشهاد أخيها قائلة: أفتخر كوني أخت الشهيد وأعتز بذلك، فأخي ضحى بنفسه من أجل حرية وطنه وأحلامه وطموحاته ما جعلني شامخة مرفوعة الرأس.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: عكيد حسكة

الاسم الحقيقي: خضر محمد

اسم الأم: ليلوة

اسم الأب: حسكة

مكان وتاريخ الولادة: حسكة

مكان وتاريخ الانتساب: 2015 مدينة الحسكة

مكان وتاريخ الاستشهاد: 14/3/2016 مدينة الشدادي

زر الذهاب إلى الأعلى