بياناتمانشيت

عفرين جرحنا الدامي

في 20 كانون الثاني من العام الماضي شنت الدولة التركية بكل وحشيتها وعتادها الموروث من الناتو بتقنياتها المتطورة، حرباً على عفرين التي كانت ملاذاً آمناً لكل باحث عن الاستقرار وضاقت به الأرض في الوطن السوري، واستطاعت احتلالها وإشراك مرتزقتها في غنيمة غزوها، بما فيهم بعض حثالات المجتمع الكردي الذين باتت الخيانة جزءاً من موروثهم. إلى أن تمكنت قوى الشر احتلالها في 18 آذار 2018.

لقد جاء احتلال عفرين نتيجة لتوافق دولي ليس له مثيل، فعضو في الناتو يخرق جميع قواعد وقوانين الناتو ويستخدم أسلحته وتقنياته في احتلال أراضي دولة مجاورة ويسكت عنه الأعضاء. ودولة كبرى مثل روسيا تدخلت في سوريا بذريعة حماية السيادة السورية ووحدة أرضها تتعاون مع الدولة المحتلة بدلاً من التصدي لها، وحليف مع القوات الدفاعية عن عفرين يتخاذل في الوقوف إلى جانب حليفها عندما يتعرض للطعن من الخلف، والنظام السوري يتقاعس عن الدفاع عن سيادة وطنه ويسكت عن احتلال جزء من أرضه، ناهيك عن الأطراف الأخرى المعنية التي لعبت دور القرود الثلاثة.

أمام هذا الوضع لم يبق أمام شعبنا في عفرين ومنظومته الدفاعية إلا أن يتمسك بقيمه وكرامته ويدافع عن وجوده على مدى ثمان وخمسين يوماً ويسطر أسمى آيات المقاومة والشرف والكرامة، وشعبنا الكردي في كل أجزاء كردستان والمهجر لم يتقاعس دقيقة واحدة عن الوقوف إلى جانب بني جلدته، ويستنفر كل القوى الديموقراطية في العالم ويكسب تأييدها ولكن قوى الاحتلال والمتعاونين معها كانوا قد فرضوا حصاراً خانقاً يمنع وصول كافة أشكال العون والدعم إلى عفرين المنكوبة.

بعد الإحتلال باشر العدو التركي في تطبيق ما خطط له من قتل وسلب ونهب وتغيير ديموغرافي وقمع وتنكيل بأهل عفرين لم يختلف عما مارسه إرهاب داعش في المناطق التي طالتها، ولهذا نحن الشعب الكردي لم نجد فارقاً بين داعش وأساتذتهم من النظام التركي، فقد تأكد أن الدولة التركية في عدائها لاتختلف عن داعش، بل تتدخل بذاتها عندما تفشل داعش في تنفيذ المطلوب منها.

أمام هذه الحقية والواقع المؤلم لازال أبناء وبنات عفرين يواصلون مقاومتهم البطولية في التصدي للعدو التركي ومرتزقته، ومئات الآلاف الذين تم تهجيرهم يقيمون في مخيمات على حافة عفرين يفيقون كل صباح لينظروا إلى عفرين ويأملون في العودة إلى ديارهم وأرضهم التي رويت بدماء أبنائهم. والشعب الكردي في الأجزاء الأربعة مع القوى المناصرة لحقوق الشعوب والديموقراطية في العالم تعرب عن مساندتها ودعمها لشعب عفرين. وتترقب يوم تحريرها بفارغ الصبر.

نحن من جانبنا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي نعاهد أهلنا في عفرين بأننا سنبقى أوفياء لدماء شهداء عفرين وكافة شهداء الحرية، وندعو كافة أبناء شعبنا وخاصة المقيمين في المهجر إلى القيام بكل ما نستطيع من أجل اقتلاع جذور المحتلين وأعوانهم وتحرير عفرين من براثنهم لتعود إلى أهلها حرة أبية كريمة عزيزة على الشعب الكردي وكل المدافعين عن القيم الإنسانية.

  • لنجمع كل طاقاتنا ونسخرها لتحرير عفرين التي باتت جرحاً نازفاً في الجسد السوري والكردي.
  • الخزي والعار لأعداء الشعوب وأعوانهم

 

المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي PYD

17 آذار 2019

زر الذهاب إلى الأعلى