حواراتمانشيت

عبد الله: لا حلّ ديمقراطيّ في سوريا خارجَ إرادة الشعب الكرديّ

في حوارٍ مع الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD آسيا عبد الله على فضائية روناهي،  تحدثت عبدالله عن الأوضاع الراهنة في المنطقة وانقسامها من قبل بعض القوات الخارجية.

وحول التطورات الأخيرة مروراً بآستانة وجنيف، أشارت عبد الله إلى الحياة الصعبة التي لا زال المجتمع السوري يعانيها، وأنه لا وجود لنقاش حلّ سياسي حتى الآن، وما هذه اللقاءات والمؤتمرات أكثر من بازارٍ سياسي، إذ يحاولُ كلّ طرفٍ أن يحصّلَ مكاسبَ على حساب الأطراف الأخرى. هو تنسيقٌ مؤقتٌ لقوىً معيّنة، لا يعنيها إيجادُ بديلٍ منطقيّ مقبولٍ على أساسٍ ديمقراطي، كما لا يعنيها للأسف تطوير الوضع المجتمعي في سوريا.

وفي السياق ذاته نوهت عبدالله إلى أن كل الاجتماعات التي حضرتها تركيا كان هدفها الأساسي هو السيطرة على شمال سوريا، وتركيا تقدم كافة التنازلات لحضور الاجتماعات والمؤتمرات التي تعقد من أجل حل الأزمة السورية، بهدف إفشال المشروع الديمقراطي في الشمال السوري، وزعزعة أمن واستقرار سوريا والوقوف بوجه الحرب القائمة ضد داعش”.

وحول دور تركيا وروسيا في الآونة الأخيرة ومناطق تخفيف النزاع: أشارت عبدالله أن كل الاتفاقات والمعاهدات التي تعقدها تركيا من أجل مستقبل سوريا تشكل خطراً كبيراً، لأنها تقف وتساند داعش ضد القوات المتواجدة على الأرض في سوريا “حملة غضب الفرات، وقوات سوريا الديمقراطية”.

وتطرقت عبدالله في حديثها أنه لهذا اليوم يوجد داعش و مرتزقتها في سوريا، ونحن بدورنا نقول: إن حملة غضب الفرات لتحرير الرقة التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية هي حملة لتحرير المجتمع والإنسانية، ونحن لسنا طرف في الصراعات الدولية، وأيضاً نحن ضد الحروب المذهبية في المنطقة.

“أيّ حربٍ أخرى على الأرض، إن لم تكن لخدمة المجتمع السوريّ، فهي خطيرةٌ ولا تخدم سوريا. ونحن كخطٍ ثالث لن نكون طرفاً في أيّ صراعٍ مذهبيّ أو طائفي، ففاتورةُ هكذا صراعٍ ثقيلةٌ حتماً، وتجربةُ العراق لا زالت أمامنا واضحة”.

أما بالنسبة للعلاقات التركية الروسية قالت عبدالله: روسيا تلعب دوراً أساسياً وهاماً  في المنطقة ضد داعش، تركيا تقدم تنازلات وكلها مقابل السيطرة على مناطق خاصة بها، وإغلاق الأبواب أمام الإرادة السياسية في شمال سوريا.

ومن جهتها أكدت عبدالله أننا نناضل من أجل مستقبل سوريا ونعمل على تحرير كافة المناطق التي يتواجد فيها داعش، ولبناء سوريا ديمقراطية يجب أن نقف صفاً واحداً وهنا قالت عبدالله: “القوة الأساسية للدولة هي الشعب والمجتمع”.

وتابعت حديثها: مسألة تحرير مدينة الرقة ليست بمسألة نظرية إنما هناك تداخلات تكسرّ من عزيمة وإرادة الشعب السوري، ومجتمع إرادته ضعيفة كيف سيأسس نظامه؟، النظام الفيدرالي في سوريا هو لتوحيد الصف السوري، وبناء مجتمع ديمقراطي، وهنا نقول لو أن هناك حلول بديلة يقدمونها وغير ذلك تكون مسألة حسابات وليست حلول، وهذا سيؤدي إلى تطويل عمر الثورة السورية.

وفي الحديث عن التضخيم الإعلامي بخصوص تقديم أسلحة من أمريكا لقوات سوريا الديمقراطية: تحدّثت عبد الله أن الدعم العسكري ليس بجديدٍ، بل هو منذ حملة كوباني، وما التنسيق مع أمريكا إلاّ نتيجة التطورات على الأرض وإثبات الفاعلية من قبل قواتنا. إنها خطوة مهمة لنا، وبالتأكيد له دلالات سياسية. وإن مستوى التنسيق سيقوى وسيكون باباً لفتح ممرّ الحلّ السياسي في شمال سوريا، رغم مداخلات تركيا المستميتة في سبيل منع هذا التنسيق.

وفي الختام مع عبدالله أشارت إلى دور حزب الاتحاد الديمقراطي وسيره على الخط الاستراتيجي، :”وصلنا إلى مرحلة هامة، ونعمل من أجل مستقبل سوريا وتحرير شعبها، وإنّ الشعبَ الكرديّ سيكون له دور كبير في الشرق الأوسط. الشعبُ الكرديّ قوّةٌ رائدةٌ أساسية، ولا حلّ ديمقراطي في المنطقة خارجَ إرادة هذا الشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى