الأخبارمانشيت

عبدالكريم ساروخان: نحن مع ما طرحه مظلوم عبدي حول المنطقة الآمنة

تضع “المنطقة الآمنة” نفسها على قائمة المواضيع الأكثر أهميةً اليوم في الشأن السوري، ويجري الحديث عنها بشكل موسع، ولجميع الأطراف المعنية بالشأن السوري فعلٌ ورد الفعل، ورأي وتصور حيالها، ولتسليط الضوء على تصورات حزب الاتحاد الديمقراطي ورأيه، التقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع عضو المجلس العام للحزب والرئيس المشترك للمكتب التنظيمي فيه عبدالكريم ساروخان الذي استهل حديثه بالقول: “هناك تصورات كثيرة وهناك مقترحات من الجانب الأمريكي ومن طرف الإدارة الذاتية الديمقراطية والأحزاب السياسية ضمنها، نحن جملة وتفصيلاً مع إقامة “المنطقة الآمنة” يكون فيها حظرٌ جوي، وتدار من قبل التحالف الدولي أو الأمم المتحدة، وبتواجد قوات عسكرية محلية من هذه المناطق التي تقع ضمن المنطقة الآمنة”.

وتابع ساروخان مضيفاً: “نحن مصرون من هذه الناحية لأن لدينا تخوفات كثيرة من الجانب التركي، ولا سيما بعد دعمه الأساسي للإرهاب من جبهة النصرة وداعش وغيرها من الكتائب المتطرفة على مدى السنوات السابقة في عمر الأزمة السورية وثورة روج آفا”.

وأكمل ساروخان الحديث قائلاً: “عندما توصلت تركيا إلى قناعة بأنها لم تستفد من هذه المجموعات المتطرفة في هذه المناطق بدأت بتدخلها العسكري المباشر المدعوم بعصاباتها المرتزقة، وكان آخرها احتلال مدينة عفرين، والآن هناك مخطط تركي باحتلال مناطق شمال وشرق سوريا، بحجة المنطقة الآمنة أو المنطقة منزوعة السلاح كما تسميها تركيا، تهدف من خلالها إلى احتلال المنطقة لا أن تجعل المنطقة في أمان واستقرار، نحن لنا تخوفات كبيرة من التدخل والهجمات التركية، فتركيا لها باع طويل في الإرهاب، تمارس إرهاب الدولة المنظم في هذه المناطق، لذلك نحن الجانب الأكثر مطالبة بإقامة هذه المنطقة لتكون تحت حماية دولية من جهة وتواجد المجالس العسكرية المحلية المتشكلة في أوقات سابقة في هذه المنطقة”.

في الآونة الأخيرة يتم الحديث عن اتفاق تركي – أمريكي بخصوص هذه المنطقة، لكنه بحسب ساروخان محصور بعدة نقاط أساسية وهي تشكيل غرفة عمليات مشتركة من الجانب الأمريكي والتركي حتى تستطيع أن تراقب هذه المنطقة لعدم تسلل أو حدوث بعض التجاوزات العسكرية في تلك المنطقة، ويقول ساروخان أن هذه النقطة تدخل في صالحهم أيضاً كونهم هم المتخوفون من الجانب التركي لتجاوز هذه الحدود.

أما النقطة الثانية، هي ممر السلام كما تسميه تركيا، وبصددها يؤكد ساروخان على أنهم أيضاً مع عودة عموم الشعب السوري إلى مناطقهم، وخصوصاً تلك المناطق التي تحررت من داعش باستثناء الذين تلطخت أيديهم بدماء أو كانوا مقاتلين مع جبهة النصرة أو داعش، فهؤلاء عليهم ادعاءات عامة وشخصية أيضاً.

ويشدد عبد الكريم ساروخان بأنهم مع تطبيق النقطتين المذكورتين أعلاه بحذافيرها، لكنهم يرفضون  مسافة (100)كم بين مدينتي سري كانيه وكري سبي التي يتم الحديث عنها مؤخراً، مؤكداً ذلك بقوله: “نحن نرفض هذه المنطقة أن تكون ضمن هذه المسافة إنما نحن مع الطرح الذي طرحه السيد مظلوم عبدي بأن تشمل المنطقة الآمنة من الحدود العراقية التركية من ديريك وانتهاءً بكوباني وعفرين، حتى نكون على مأمن من أي اعتداء تركي على هذه المناطق كون للأتراك أهداف أخرى غير معلنة قالها أردوغان علناً بأن الكرد أو منطقة شرق الفرات < يجب أن تعيش تحت الذل التركي أو سندفنهم في خنادقهم أو في التراب>.

واستطرد عبدالكريم ساروخان بأن الصراع في هذه المنطقة مع الجانب التركي سيولد كارثة حقيقية على الإنسانية جمعاء سيما أن هناك الآلاف من الدواعش الموجودون لدى الإدارة الذاتية الديمقراطية، وهناك عشرات الآلاف من العوائل الموجودة في مخيمات اللاجئين في الشمال السوري كل هذا يشكل تهديداً على العالم أجمع، لذا الجهات المعنية والمؤسسات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن عليها ألّا تقف صامتة أمام الاعتداءات التركية التي تشكل تهديداً على الإنسانية جمعاء، لذا نحن جميعاً معنيُّون بهذا الأمر كوننا حاربنا الإرهاب عوضاً عن الإنسانية جمعاء وكنا محاربين باسم الإنسانية في هذه المنطقة.

وعن سؤاله فيما إذا استبعدت عفرين وتم اقتطاعها عن روج آفا نهائياً في خضم النقاشات حول “المنطقة الآمنة” قال ساروخان:

من طرفنا لم تستبعد عفرين أبداً، ولكن الشيء الذي نلاحظه أن المحادثات والمفاوضات تبقى بين بعض القوى المهيمنة وخاصة الجانبين الأمريكي والروسي، والنقاش يدور فقط حول “المنطقة الآمنة” في شمال وشرق سوريا، ونحن من طرفنا نحاول أن تكون عفرين ضمن هذه النقاشات وتشمل المنطقة الآمنة عفرين أيضاً.

واختتم ساروخان حديثه بالقول: “عفرين تخصنا ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يتعرض له شعبها، وسنكون المدافعين عنها، وسنعمل جاهدين لإعادتها إلى حضن روج آفا والشمال السوري”.

زر الذهاب إلى الأعلى