حواراتمانشيت

عائشة حسو: نضالنا مستمر حتى تحقيق مطالبنا رغم التحديات الموجودة

في حوارٍ لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع عائشة حسو الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي حول مسيرة الحزب واستراتيجيته والتحديات التي تواجهه، بالإضافة إلى الحديث عن ما الذي أمام الاتحاد الديمقراطي في المؤتمر الثامن.

إليكم نص الحوار:

ــ أنتم تقتربون من انعقاد المؤتمر الثامن  للحزب، ما التحديات التي واجهت وتواجه الحزب وبأي استراتيجية أنتم ماضون؟

دعونا نقرأ المشهد قبل عامين؛ تزامناً مع انعقاد المؤتمر السابع للحزب بقيت المنطقة تتعرض لهجمات شرسة ضدَّ نظام الإدارة الذاتية من قِبل الدولة التركية المحتلة، فيما بعد تم استهداف مقاطعة عفرين واحتلالها، “نظام الإدارة الذاتية” الذي نحن كحزب الاتحاد الديمقراطي طرحناه وتبنيناه كمشروع، وهو بالنسبة لنا ليس تزامناً مع الأزمة السورية بل تم تبنيه سنة 2007.

وتابعت: نحن حزب الاتحاد الديمقراطي حزبٌ سوري شامل يشمل كافة المكونات والأطياف، حزب ذات طابع وصبغة يعمل من أجل حل القضية الكردية ضمن سوريا ديمقراطية، وضم كافة المكونات للحزب ليس المكون الكردي فقط، حيث كان متواجداً بنسبة ضئيلة ولكن تزامناً مع أحد مخرجات المؤتمر السابع كان العمل بين المكونات الأخرى بقدر المستطاع.

وواصلت: المؤتمر الثامن للحزب سيتم عقده بعد نضال عامين مستمرين، ونستطيع القول: إن التحدي الأكبر سيكون باستمرار العمل بهذه السوية من أجل رفع وتيرة نضال الحزب، وأن هذا النضال هو نتاج كدح الشهداء، ونحن كحزب بَنى نفسه بنفسه منذ ستة عشر عاماً على أساس ميراث الشهداء، وتنبى فلسفة وهي أنموذج جديد للشرق الأوسط، فلسفة؛ كانت تحدي بالنسبة للوضع في الأزمة الشرق الأوسطية.

وعن التحديات التي تواجه الحزب قالت حسو: هدف تركيا الأساسي استهداف نظام الإدارة الذاتية، تركيا تُعتبر الكابوس المُخِيف الذي لم يَدَعْ سوريا عامةً أن تنعم بـ “الأمان والاستقرار”، والتي تسعى دائماً لهدم هذا المشروع لأنها تعتبره يهدد أمنها القومي، ولكن الجميع على علمٍ أن نظام الإدارة الذاتية ليس تهديداً لأمن أية دولة جارة أو حتى لسوريا، بل نراه بأنه هو الحل الأمثل لذلك.

وأشارت: نظام الإدارة الذاتية استطاع بالفعل التصدي لكافة التحديات وإفشال مشاريع تركيا الراعية الأساسية للإرهاب؛ من خلال نشر الاستقرار والأمان الموجود في شمال سوريا الذي تم بالتوازي مع محاربة الإرهاب والقضاء على داعش الذي حاول احتلال سوريا ونشر السواد في كافة أراضيها.

وفي السياق ذاته أوضحت: بتكاتف المكونات مع بعضها البعض وإعطائها القرار في الدفاع عن أرضها، وبناء تنظيم مجتمعي متماسك سنتصدى للتهديدات والهجمات التركية على المشروع الديمقراطي، مشيرةً إلى أنه في المؤتمر الثامن سيكون هناك نداء لعودة المهجرين سواء كانوا مهجرين قسراً أو بسبب الظروف التي تعرضت لها البلاد أو حتى ما قبل الأزمة السورية.

أما بالنسبة لاستراتيجية الحزب قالت حسو: استراتيجيتنا واضحة وهي رفع وتيرة نضال عمل الحزب، وهنا لن نقول بناء مجتمع أخلاقي وسياسي بل ترسيخ مجتمع أخلاقي وسياسي، لأن الشعوب في شمال شرق سوريا باتت على وعي تام بأننا من خلال هذه النقطة الأساسية نستطيع الوصول إلى سوريا ديمقراطية تتمتع بالتعددية والتناغم والتماسك.

وأضافت: كما ذكرت عَملُنا بالدرجة الأولى “حل القضية الكردية” ضمن حل أزمة الوطن الأم “سوريا”، العمل على رفع سوية نضال المرأة لنواكب الأزمة السورية، لأنه بقناعتنا التي لا نتخلى عنها إن كان هناك هدف لتغيير مجتمعنا لن يَعبر إلا من خلال وجود المرأة بشكل فعال، ونيل حيّز واسع من الحرية لها لأن المرأة خلال ثماني سنوات استطاعت اثبات ذاتها في كافة الساحات.

ــ أنتم ترفضون الصبغة القومية للحزب وبدأتم بتوسيع الحزب افقياً عامودياً، إلى ماذا تسعون خاصةً ولكم صيت على الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي؟

كان هناك عمل لنظام الحزب “أفقي عامودي” والقاعدة مهمة جداً بالنسبة لنا، لذلك خلال السنتين كان أمامنا عمل لترسيخ مبدأ الحزب في المناطق ذات الغالبية من المكون العربي، وزيادة عدد أعضاء الحزب، وخلال هاتين السنتين تم انضمام عدد كبير من المكون العربي وهناك جزء من السريان والاشور الجركس، بالإضافة إلى ذلك تم فتح مراكز للحزب في المناطق العربية المحررة، لذلك بالنسبة للمؤتمر الثامن سيكون هناك تواجد متنوع لأن حزبنا يبني نفسه ضد مفهوم القوموية، نحن نعمل لحماية المكون الكردي وحل القضية الكردية بالدرجة الأولى لأن قناعتنا هي إن لم يتم حل القضية الكردية لا يمكن ضمان حل شامل لسوريا، ولن تستطيع سوريا الوصول إلى بر الأمان، لذا سيكون هناك تواجد متنوع، ولكافة الأعضاء الحق في الترشح لمجلس الحزب، ونلاحظ هنا تواجد المكونات دليل على أنه هناك تقدم ملحوظ في هذا المجال، لأنه كما ذكرت من مخرجات ومقررات المؤتمر السابع كان العمل ضمن هذه النقطة، لذلك نستطيع القول وصلنا للهدف المطلوب والغاية المرجوة إلى حد ما.

ــ وعن صيت الحزب على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية أكدت حسو نحن متواجدون قبل الثورة السورية، ونحن لا نسميها “بالثورة” لأنها تشرذمت وباتت غير واضحة المعالم، لكن الواقع في شمال شرق سوريا بات هو ممثل روح ثورة روج آفا في سوريا.

وأضافت: إن صيتنا الواسع هو نضال ونتاج ستة عشر عاماً، ونتيجة عمل أعضاء الحزب الذين لطالما حافظوا على ميراث هذا الحزب، وأخص بالذكر أحد أعضاء مجلس الحزب “الشهيد خالد كوتي” الذي فقدناه بعد المؤتمر السابع نتيجة زرع لغم في بيته من قِبل التنظيمات الإرهابية، وكذلك إن كان لنا صيت فهو نتيجة تواجد المرأة في الحزب، لأن الاتحاد الديمقراطي هو من طرح فكرة مشروع الرئاسة المشتركة انطلاقاً من إيماننا بمبدأ المساواة  بين الجنسين، ففي حزبنا مبدأ المناصفة بات واضحاً، بحيث المرأة تترأس الحزب إلى جانب الرجل وباتت متواجدة في كافة المكاتب بالهيكلية التنظيمية، ويجب ألاّ ننسى بأن هذا الصيت العائد إلى الحزب هو بفضل دماء هؤلاء الشهداء الذين لم يبخل الحزب بهم ليسقوا تراب هذا الوطن.

وفي سياق متصل قالت حسو: المرأة اُقصيت في أذهان شعوب الشرق الأوسط والعالم بسياسة ممنهجة، لماذا؟ السياسة تُعتبر فقط حِكراً على الرجال…، ولكن حزبنا ومن خلال تواجد المرأة بشكل بارز جعلها من الأحزاب المتواجدة على الساحة الإقليمية أو العالمية.

ونوَّهت: في جميع بلدان العالم حق للمواطن يسمى “حق المواطنة”، ولكن أود الوقوف عند نقطة هامة جداً وهي: ما قبل الأزمة السورية كان المواطن موجود في سوريا، لكنه لم يتمتع بحق المواطنة، فبطرح المشروع الذي بات هو الآن مُلفت للنظر ليس داخلياً بل إقليمياً وعالمياً؛ المشروع الذي تصدى للإرهاب وموضوع الهجرة، طرح فكرة التعايش المشترك بين مكونات الشعب السوري “نظام الإدارة الذاتية” الذي بالدرجة الأولى قام بالعمل على حق المواطنة؛ المواطن الحر الذي يتمتع بكافة الامتيازات على هذه الأرض التي لطالما هي له، لذلك أريد التوكيد على هذه النقطة “المواطنة الحرة تخلق المجتمع الحر.

ــ لكم أصدقاء كُثر وكذلك أعداء كُثر؛ ماذا تقولون للأصدقاء والأعداء؟

قالت حسو: بمَنطقِنا لا نريد العداوة مع أية جهة، وربما نجاحنا المستمر هو ما يَكثر الأعداء من حولنا حسب منطقهم، إن كان هناك من يعادينا فهذا عائد لهم، لكن نود القول لهم بأنهم يُعادون مشروع حل الأزمة السورية، يُعادون مشروع التعايش المشترك، يُعادون أن تصل سوريا إلى بر الأمان لذلك نحن مستمرون في نضالنا.

وواصلت: في مؤتمرنا الثامن هناك تحديات كثيرة، نقول لكافة الشعوب: إننا سنستمر في نضالنا وسنكون حسب وصية شهدائنا الذين لهم الباع الأطول في دفع ثمن انجاح هذه الثورة، وكذلك الوعود المخرجة من المؤتمر السابع.

وأكدت في ختام حديثها: شعارنا سيظل: “بالإرادة والتنظيم ستُحرر عفرين وسنبني سوريا ديمقراطية لا مركزية”، مشيرةً إلى أن من أولويات الحزب تحرير عفرين، وأضافت: من هنا نوجه تحية لشعب عفرين المناضل في شهباء المقاومة والذين أفشلوا مؤامرة الدولة التركية، ونقول لكافة النساء اللواتي وقفن إلى جانب الحزب والإدارة الذاتية، وللنساء اللواتي لم يصرخن بعد صرخة الحرية سنعاهدهن أننا سنكون سوية على أكبر وتيرة من النضال للحفاظ على مكتسبات ثورة روج افا، ونمضي قُدماً لنستطيع بناء سوريا ديمقراطية تتمتع فيها كافة الأطياف بحياة تملأها الاستقرار والأمان.

حاورتها: أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى