الأخبارروجافامانشيت

عائشة حسو: حِريصون على إنجاح الحوار الكردي ــ الكردي

قالت عائشة حسو أن المرحلة المُعاشة حساسة وخطيرة، ورياح التدمير والتفكك والتشرذم تشي بأسوأ المسارات مالم تتحقق وحدة الصف بين  المكونات والأطياف السورية في وجه أولئك الذين يعملون لصالح أجندة الإمبراطوريات البائدة.

وخلال كلمة ألقتها الرئيسة المشتركة لـ PYD باللغتين الكردية والعربية خلال المؤتمر الثاني لمجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، المنعقد في مركز آرام ديكران للثقافة والفن ببلدة رميلان أكدت أنهم حِريصون على إنجاح الحوار الكردي ــ الكردي ومصرِّينَ عليه ويقدمون له كل الدعم.

وأستهلت حسو معربة عن شكرها لزوجات وأمهات وعوائل الشهداء، مؤسسات الإدارة الذاتية، مؤتمر ستار، مجلس سوريا الديمقراطية، أحزاب سياسية، وحدات حماية المرأة، قوات الحماية الشعبية، قوات الأمن الداخلي، مجلس المرأة في الحزب، وكافة التنظيمات والمؤسسات الموجودة في المؤتمر.

وبيّنت حسو أن المرأة لطالما تكدح للوصول إلى رفع النَّيرِ عن كاهلها من مجتمع أجحف بحقها كثيراً وبذلك أُقْصِيَتْ عن دورها الحقيقي ووُضعت في حُجرةٍ مغلقةٍ لأسبابٍ واهيةٍ راسخةٍ في الذهنية الذكورية سُمِّيت الأعراف والعادات والتقاليد، ومُورست عليها كل أساليب العبودية والقهر والإذلال، وباتت المرأة مسلوبة الإرادة وسلعةً تُباعُ وتُشترى في هذا المجتمع الذكوري صنيع الأنظمة القومية ربيبة الحداثة الرأسمالية.

وتابعت حسو حديثها بالقول: “صباح الخير لقائدنا المناضل عبدالله أوجلان رفيق درب المرأة الذي لطالما أكد على أن العبودية التي ترسخت في المجتمعات عبرت عن طريق عبودية المرأة، صباح الخير لكل الشعب المهجر وخاصة المرأة التي هجرت قسراً عن أرضها، كنها حولت مخيمات (الشهباء، سري كانيه وكري سبي) مركزاً للمقاومة للاستمرار في نضالها”.

وأضافت: “نجتمع اليوم في هذا المؤتمر والمرأة قَطَعَتْ أشواطاً كبيرةً في الحصول على حقوقها التي نالتها بتضحياتها الكبيرة ومقاومتها المنقطعة النظير التي أصبحت مثالاً يحتذى به في العالم أجمع، ومن هنا ومِنْ ما يُحتِّمَهُ علينا الواجب الأخلاقي لا بد لنا أن نستذكر أولئك المناضلات أمثال الشهيدة شيلان ورفاق دربها، وياسمينة سوريا الشهيدة هفرين خلف التي فاح عبق جسدها في كل أرجاء سوريا لتكون أيقونة المرأة السياسية لدمقرطة سوريا، والأم عقيدة، والشهيدة زيلان عرب  عضو حزبنا شهيدة سري كانية، وشهيدات مؤتمر ستار<الشهيدة زهرة، هبون، الأم أمينة> وكل اللواتي ضحين بأنفسهن وقدَّمنَ أرواحهن فداءً لنا لنبلغ هذا المنحنى والمنعطف وصنعنَ التاريخ في هذا البلد وعلى هذه الأرض التي يرجع تاريخها لآلاف السنين، ونحن بدورنا أيضاً يجب أن نصنع التاريخ في هذا الوطن الذي تشابكت أزمته واُطِيلَ عمرها فوق المُستطاع بسبب التدخلات الخارجية”.

وأكملت حسو حديثها بالقول: “فلو أعدنا التوقيت الزمني قليلاً إلى الوراء أي إلى بداية الأزمة في الشرق الأوسط وتحديداً منذ أحداث العراق ومن ثم حراك تونس مروراً بمصر و وصولاً إلى سوريا فإن المقاربات العالمية المتناقضة في الشرق الأوسط أدت إلى ظهور الأقطاب مرة أخرى وبدأ التباين والتنافر يطفو على السطح بين السياسات العالمية في دول الشرق الأوسط وكانت ذروة هذا التباين في المسارات السياسية هي في سوريا مما زادت حدة الصراع الدموي، وامتدت أذرع الدول الراعية للإرهاب الأعمى كالدولة التركية بقيادة نظامها الحالي إلى سوريا ففتحت حدودها الجنوبية طريق ترانزيت للعصابات التي نكَّلت بالشعب السوري ومولتها وزودتها بكل التقنيات اللوجستية اللازمة وكان الهدف من ذلك هو إحداث أكبر قدرٍ ممكن من القتل والتدمير والتهجير القسري وتبديل مكونات بأخرى والعمل على التغيير الديموغرافي في المناطق الحدودية المجاورة أولاً”.

ورأت حسو أنه في ظل هذه الفوضى والصراع الدامي واحتدام الصراع بين الخطين المتناقضين (النظام وما تسمى المعارضة) كان لابد من وجود خط ثالث يُلائم الواقع السوري ويناسب موزاييك الشعب بكل مكوناته.

وأكملت بالقول: “الخط الثالث هو الخط الذي انتهجه حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي القائم على مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب عبر مخاض عسير وتضحيات كبيرة، وحرصاً منا على عدم تدمير كل المدن والبُنى التحتية في سوريا وتجنباً لهذه الموجة الإرهابية تم ترسيخ الإدارات الذاتية في مقاطعات شمال شرق سوريا، ولا نبالغ إنْ قلنا أن المشروع القائم فيها هو المشروع الفريد من نوعه ومزاياه في الشرق الأوسط وعلى رأس هذه المزايا ما يخص حقوق المرأة (المدنية والسياسية والعسكرية وعلى رأس هذه الحقوق ترسيخ نظام الرئاسة المشتركة في كل المؤسسات) إلا أن الدولة التركية والمعارضة التي تدور في فلكها والقوى الظلامية لم ترُق لهم هذا المشروع الديمقراطي فكَالَتْ وخَطَّطَتْ ونَسَجَتْ حُجَجَاً وذَرَائِعَ واهيةً ومزيفةً وتَخَلَّت عن كل المسألة السورية وأزمَتِها لجعلها محصورةً في القضاء على هذا المشروع؛ فَغَزَتْ الدولة التركية بترسانتها العسكرية ومُرتَزِقَتِها الشمال السوري واحتلت عفرين وسري كانية بحجة وجود عناصر من حركة التحرر الكردستانية وكانت آخر هجماتها على حفتانين التي باءت بالفشل الذريع كما فشلت كل خططها ومشاريعها في الشمال السوري بسبب السياسات المتخبطة والمتهورة لرأس النظام التركي رجب طيب أردوغان”.

وأكدت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD عائشة حسو أن المرحلة التي نمر بها مرحلة حساسة وخطيرة، ورياح التدمير والتفكك والتشرذم تشي بأسوأ المسارات مالم نقف صفاً واحداً بكل مكوناتنا وأطيافنا (عرباً وكرداً وسريان وآشور وكلدان) في وجه أولئك الذين يعملون لصالح أجندة الإمبراطوريات البائدة، ومن هنا كان حِرصُنا الأكبر على إنجاح الحوار الكردي ــ الكردي وما زلنا مصرِّينَ عليه ونُقدم له كل الدعم.

وأردفت حسو قائلة: “لقد أثبتَ تاريخ الصراع السوري فشل محاولات الانفراد والتفرد بالحل للوصول إلى سوريا ديمقراطية رغم صدور قرار الأمم المتحدة 2254 والحوارات التي جرت في جنيف وآستانا التي شرعنت الاحتلال وغيرها من البلدان الغربية إذ أنه من المستحيل إيجاد حل للصراع والنزاع في سوريا دون مشاركة جميع المكونات والقوى الموجودة على الأرض وخاصة النظام الذي حارب داعش وكان مخلص العالم من ظلام داعش التكفيري، ولا يمكن القبول بأية دساتير مُفَصَّلة على مقاسات فئة معينة من الشخصيات يدَّعون أنهم يمثلون الشعب السوري في المحافل الدولية وهم في الحقيقة لا يمثلون سوى أنفسهم”.

واستشعرت حسو أهمية هذا المؤتمر وقالت: “في هذه اللحظة التاريخية لنناقش فيه موضوعاً بالغ الأهمية وهو ما يتعلق بحقوق المرأة ودورها وإنجازاتها ومجلسها العام في كنف حزب الاتحاد الديمقراطي ومشروعه أخوة الشعوب حيث عمل مجلس المرأة بجهد حثيث على إعادة إحياء دور المرأة في المجتمع والتواصل معها على مستوى الشرق الأوسط في جميع المنظمات النسوية لتحقيق المساواة بين الجنسين وإزالة العوائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية أمام تحرير المرأة”.

واختتمت عائشة حسو حديثها بالقول: “يسرُّني في هذا المؤتمر أن نناقش معاً مواضيع العنف ضد المرأة والجرائم التي تُرتكب بحقها إضافة إلى كيفية تفعيل دور المرأة في المجال السياسي وإزالة العراقيل التي تواجهها في هذا الإطار، وأود أن أقول لكم أنه في نهاية مؤتمرنا هذا ستتمخَّض عنه جملة من القرارات التي تصب في خدمة حقوق المرأة على كل المستويات”.    

زر الذهاب إلى الأعلى