حواراتمانشيت

عائشة حسو :الوعي المجتمعي المصقول فكرياً يولد فعل المقاومة من أجل الحرية

في خضم ما تشهده المنطقة عموماً وعفرين خصوصاً بكل فعل الإجرام التركي ومحاولاته الإحتلالية لعفرين.
في المنعطف المصيري للشعوب التي إستبد بها دهراً، وهي على أبواب حياة جديدة وبمفاهيم جديدة، قاموسها الديمقراطية، وأخوة الشعوب والعيش المشترك، وتلمس مفردات الأمة الديمقراطية .
في المد المقاوم للشمال السوري من أقصاه إلى أقصاه .
في هذه اللجة إلتقى موقعنا بعائشة حسو الرئيسة المشتركة لحزب الإتحاد الديمقراطي pyd، لإلقاء الضوء على بعض النقاط التي كانت مثار تساؤلات في الفترات الأخيرة، فمنذ 20 كانون الثاني المنصرم ودولة الاحتلال التركي تشن هجومها العنيف على مدينة عفرين، تحت حجج وأباطيل متهافتة، في محاولة منها الفوز في حربها الخاصة على الكرد وقواتهم المدافعة عن الإنسانية، وتارة أخرى بتنكيل وتمثيل مرتزقتها بجثث المقاتلات الكرديات، في ظل إقامتها لصفقات التبادل مع روسيا هذه المحاور وغيرها سنناقشها مع عائشة حسو الرئيسة المشتركة للـPYD
.

ـ عائشة حسو الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكثير من المصادر تتحدث عن سيناريو كركوك في عفرين ماذا تقولين في ذلك؟

بالطبع لا نستطيع المقارنة بين عفرين وكركوك، في حين أن عفرين تقاوم حتى هذه اللحظة وتستمر ك”مقاومة العصر”. ولا يمكن المقارنة بين عفرين مقاومة العصر وما حدث في كركوك، فالقوى التي حاربت الإرهاب العالمي هي الآن تقاوم وتقارع الإرهاب التركي الذي عمل على تطبيق أجنداته عبر داعش، وبعد فشل الثانية في هدفها ومخططها هذا، تركيا بنفسها شنت الهجوم على عفرين، لذا من غير الصائب المقارنة بين عفرين وكركوك ، ثم أن المنظومة الفكرية والمجتمعية في روجآفا عموماً وعفرين خصوصاً تختلف عن الحوامل الفكرية في باشوري كردستان ، وهذا الإختلاف يستند إلى الفارق في نماذج الحل هنا وهناك في أن نموذج الحل الذي نؤمن مغاير لكل نمذجة على أساس الدولتية القومية.
في روج آفا الوضع يختلف كلياً، فثمة فكر وفلسفة وأيديولوجية تصنع معايير أخلاقية وموانع فكرية غير خاضعة لمنطق التجارة والمتاجرة، وهي مبنية بالأساس على قاعدة ذلك الوعي المجتمعي، الذي صقلته الفلسفة الأوجلانية، فشعب عفرين بطبيعته شعب مقاوم ومتعلق بأرضه كأشجار زيتونه، وبناء على ما سبق هناك فارق شاسع بين التجربتين، وعلى العكس من ذلك إن مقاومة عفرين وإنتصارها قد يولد أملاً لدى الكرد في كل مكان، هذا ما نحن متأكدين منه، وهذه هي عفرين .

ـ ما دلالات الفيديوهات التي نشرت مؤخراً من قبل مرتزقة تركيا “تمثيل مرتزقة المعارضة السورية التابعين لدولة الاحتلال التركية بجثث المقاتلات الكرديات” وكيف يمكنكم استثمار هذا الإجرام سياسياً؟

*المقاطع التي نشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تبين التنكيل والتمثيل بجثة المناضلة بارين كوباني ما هو إلا عمل إرهابي، واستمرارية للنهج الداعشي وإرهابه القاتم، وفعل لا يمت لقوانين الحرب والقانون الإنساني الدولي بصلة، إنه يجسد فشل الجهة المقدِمة على التنكيل والتمثيل، ولا نجد جديداً في وحشية الأتراك والمرتزقة التابعين لهم. مثل هذا العمل لا يعتبر جرماً سياسياً أو عسكرياً فقط، إنما إجهاض للقيم الإنسانية بكل معنى الكلمة، وفي الوقت عينه ألهب المشاعر الوطنية لدى الشعب الكردستاني والمقاتلين للانتقام للمناضلة الخالدة بارين كوباني.
ومن جانب آخر إن فعل الكرد الغاضب والمسؤول، والإستنكار الدولي والإعلامي لهذه الممارسات الإجرامية، هو إجابتنا الصريحة أمام هذه الأفعال، وهجوم قوات سوريا الديمقراطية المعاكس والذي ألحق خسائر فادحة بجيش الإحتلال ومرتزقته سواءً في الأرواح أو اسلحتهم الثقيلة ، فنحن شعب أفعل تنشد الحرية ولسنا أصحاب ممارسات إجرامية، وهذه المقدما ستؤدي إلى نتائج مهمة، أولها إنتصارنا، ونحن نرى دناءة المرتزقة وجيش الاحتلال التركي حت وصل بهم الأمر لسرقة الدجاج وإعتبارها غنائم حرب، كم هم بائسون ويعبرون عن مفاهيمهم الهزيلة والمجرمة والبعيدة عن كل قيمة إنسانية .

ـ ما تقييمكم لصفقة التبادل الروسية التركية “ادلب مقابل عفرين” والتي توضحت في الحرب التي شنت على عفرين من قبل دولة الاحتلال التركية، ولماذا توقع الروس أننا سنخضع لهذه الصفقة سياسياً؟

الاتفاق الروسي التركي ظهر منذ أحداث حلب وجمع الفصائل المعارضة من داريا والمناطق الأخرى وترحيلها باتجاه إدلب، آنذاك تبين وجود صفقة روسية تركية بالهجوم على عفرين و كانوا يظنون بأنها مدينة صغيرة وقوات الحماية فيها غير متقدمة، لذا سترضخ للاتفاق المحاك ضدها، لكنهم لم يستطيعوا قراءة الموقف الكردي بشكل صحيح وصائب واخطأوا الحساب، فالتلاحم الشعبي مع قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب لم يكن بالحسبان الروسي والتركي، وتمسك شعب عفرين بأرضهم أمام وحشية الاحتلال التركي ما كان سوى إفراغ الصفقة الروسية التركية وتكليلها بالفشل. مع تطور الأحداث تظهر السياسة التركية جلية أمام الأعين، لا نستطيع أن نقول تركيا نحو الزوال إنما القضاء على المشروع الاردوغاني في الشرق الأوسط والحلم العثماني في المنطقة.
هم سواء الروس أو الأترك أو النظام السوري بمقدورهم عقد الإتفاقات والصفقات بقدر ما يشاؤون، ولكنهم لا يعلمون أو ” هم يعلمون بالتأكيد ” أننا لم نضع أنفسنا وشعبنا بكل مكوناته في ميزان التبادلات التجارية، والصفقات السياسية، فنحن لنا مشروعنا الديمقراطي الذي إختاره شعبنا في روج آفا وشمال سوريا والمتمثل بفيدراية روج آفا وشمال سوريا، والذي نسعي لتعميمه كحل ناجع في كل المساحة السورية .

ـ هناك حضور واسع وجلي لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة على الساحة الإعلامية وذلك لضرورات الحالة العسكرية والميدانية التي نعيشها في حربنا ضد دولة الاحتلال التركية، أليس من الضروري حضوركم كحزب الاتحاد الديمقراطي الحامل والمرجعية السياسية لكل المكتسبات التي تحققت في روج آفا وشمال سوريا، على خلفية أن الحالة العسكرية تحتاج دائماً لناطق سياسي يؤسس لها، لماذا نراكم غائبين عن المشهد؟

صحيح أن قوات سوريا الديمقراطية وضمنها وحدات حماية الشعب والمرأة ذات وجود إعلامي كبير كونها تحارب الإحتلال التركي العامل على خرق السيادة السورية، ونحن جزء من المشروع الذي اعتبر مرجعية سياسية متمثلة بالإدارة الذاتية الديمقراطية التي تطورت إلى فيدرالية الشمال السوري، بطبيعة الحال لسنا الناطق باسم القوات العسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية لكننا أصحاب موقف ونشاط دبلوماسي داعم لهذه القوات، وجزء من المشروع في روج آفا والشمال السوري لأن هذه القوات المحاربة عائدة لعموم الشمال السوري ونحن جزء من مشروع الشمال السوري، ولكن دعنا لا نغفل أن هذه القوات التي حاربت الإرهاب الداعشي، وكانت في الخندق الأول دفاعاً عن الإنسنية جمعاء، وهي الآن تدافع عن عفرين التي تحاول دولة الإحتلال التركية مع مرتزقتها دخولها لمحاربة مشروعنا الديمقراطي الذي يحمي كل المكونات، هذه القوات لا بد لها من حامل أيديولوجي وسياسي يدفعها بهذه الصميمية والإصرار وبإرادة المقاومة، بإختصار بعدنا عن المشهد الإعلامي لا يعني بعدنا عن المشهد السياسي بكل إرهاصاته وتطوراته العسكرية، ولكننا حزب سياسي مدني ضمن إطار مشروع ديمقراطي ومؤوسساتي لكل دوره فيه، السياسي والثقافي والإعلامي والعسكري هذه هي المرحلة وهذه هي إستحقاقاتها.

حوار وتقديم : سيدار رمو _ حسين فقه

زر الذهاب إلى الأعلى