مانشيتنشاطات

صالح ديريك: انهيار العملة جزء من الحرب الدائرة في سوريا

عقد حزب الاتحاد الديمقراطي  PYDاجتماعاً جماهيرياً في مدرسة صقر قريش بالحي الغربي لمدينة قامشلو, وذلك للحديث عن آخر المستجدات الحاصلة في المنطقة, والأوضاع الداخلية والخارجية وما تمر به سوريا عامة ومناطق شمال وشرق سوريا خاصة.

وتولى الحديث الإداري في الحزب (صالح ديريك) الذي تطرق بداية إلى أزمة فيروس كورونا بالقول:

أظهرت مشكلة فيروس كورونا بأن الدول التي تمتلك الإمكانات الهائلة لا تسخرّها من أجل حماية المجتمع, فبرغم إمكانياتها تلك، استفحلت فيها الإصابات بفيروس كورونا, وبلغ عدد الوفيات مئات الآلاف, تلك الدول التي كانت تتباهى بالازدهار والأمان والرفاهية, والتي قصدها ملايين المهاجرين واللاجئين, مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا وتركيا, منذ تفشي وباء كورونا اتخذت هذه الدول التدابير اليومية لمكافحة الوباء, ولكنها فقدت السيطرة على المرض, وذلك لأن الحكومات لا تعتبر المجتمع أساساً لتلك الدول, بينما الإدارة الذاتية الديمقراطية ورغم الإمكانات القليلة والحصار الاقتصادي وحالة الحرب استطاعت الانتصار على فيروس كورونا لأنها اعتبرت سلامة المجتمع الأولوية والأساس لوجود هذه الإدارة.

وأضاف ديريك: بعض الدول اعتقدت بأنها ستتصدى لفيروس كورونا بإمكاناتها الهائلة ولن ينتشر الوباء في مجتمعاتها, وقررت استخدام هذا الوباء للضغط عل الدول الأخرى وفرض السياسات عليها, ولكنها فشلت وانتشر

كما أشار ديريك إلى أن مرض كورونا ما زال يشكل خطراً كبيراً على العالم أجمع, وهذا المرض سيكون سبباً في كتابة مستقبل جديد للعالم, والأجيال القادمة ستحدد التواريخ بما قبل كورونا وما بعده, وقال:

طبعاً نحن كشعوب شمال وشرق سوريا تأثرنا بأزمة فيروس كورنا اقتصادياً, ولكن يجب أن نتوجه بالشكر والامتنان للإدارة الذاتية الديمقراطية التي اتخذت الإجراءات والتدابير المناسبة على الرغم من الإمكانات المحدودة, التي حالت دون حصول إصابات بمرض كورونا في مناطقنا, ويجب أن نعتبر ذلك انتصاراً لإرادتنا, ويجب علينا أن نتعاون مع إدارتنا الذاتية ونستمر في اتباع الإجراءات والتدابير اللازمة لأن الفيروس لم ينته بعد وما زال انتشار المرض موجوداً, ويجب على كل شخص أن يعتبر نفسه مسؤولاً لكي نمنع دخول هذا الوباء إلى مناطقنا.

وبخصوص الانهيار المتسارع للعملة السورية أوضح ديريك:

انهيار العملة السورية هو جزء من الحرب الدائرة في سوريا, فالدول الفاعلة في الأزمة السورية بعد أن اُنهك النظام عسكرياً, ونتيجة لذلك انقسمت سوريا وفقاً للسيطرة العسكرية.

وتمارس الآن الحرب الاقتصادية على النظام وبالتالي يكون التأثير الأكبر على الشعب, وبالنسبة لمناطقنا ستتأثر أيضاً, ولذلك يجب أن يعتبر المجتمع نفسه مسؤولاً ويتعاون مع الإدارة الذاتية الديمقراطية من أجل طرح الحلول التي تعالج هذه المشكلة, ويجب أن نثق بإدارتنا الذاتية التي تخوض نقاشات واجتماعات من أجل تخفيف نتائج هذه الأزمة الاقتصادية على شعوب شمال وشرق سوريا, وألا ننصاع ونتأثر للحرب الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي, ونحن متأكدون أن مناطق شمال وشرق سوريا ستكون الأقل تأثراً بهذه الأزمة الاقتصادية, والإدارة الذاتية الديمقراطية وضعت الخطط اللازمة من أجل مستقبل أفضل لشعوبها.

وتابع ديريك:

منطقتنا والشرق الأوسط ككل على شفا مرحلة جديدة, وولادة جديدة, وكل جديد  يلاقي الصعوبات والعراقيل حتى يبزغ, ولذلك يجب أن نواجه هذه الصعوبات ونعمل على هزيمتها, فالإدارة الذاتية الديمقراطية تمثل إرادة المجتمع وعلى كل فرد من المجتمع أن يعتبر هذه الإدارة بيته ومسؤوليته, لأن الإدارة قائمة بفضل إرادة المجتمع, ويجب أن نكون على ثقة ونؤمن بأن كل قراراتها تصب في مصلحة هذا المجتمع.

وبخصوص مناطق شمال وشرق سوريا وتواجد قوات دولية فيها, ومدى الثقة بهذه القوات قال ديريك:

بالنسبة للوجود الأمريكي والروسي في مناطقنا، لدى القوتين توافقات ولديهما تناقضات أيضاً, ولديهما توافقات معنا, ولكن ليس هناك أية ضمانات بأن تعقدا صفقات واتفاقات على حسابنا, لذلك يجب أن نحسب هذا الحساب, وأن يكون إيماننا بقوتنا العسكرية والسياسية قوياً، وأن لا نعول على أحد, ونؤمن بقوة المجتمع المنظم, فقبل أيام قامت قوة روسية بالتمركز في إحدى قرى ديريك دون تنسيق مع الإدارة الذاتية, فواجهها الأهالي بالعصي والحجارة حتى أخرجوها من القرية, وأوصلوا للروس رسالة مفادها بأننا لا نريدكم في قريتنا, هذه هي قوة المجتمع.

أما عن أفق الحل السوري فقد قال ديريك مبيناً:

ما زال الحل بعيداً, لأن كل طرف له رؤيته التي تتناقض مع الآخر, ومسألة إدلب لم يتم حلها بعد, ويبدو أن حلها ما زال بعيد المنال, وخصوصاً بعد أن تمركزت فيها قوات تركية كبيرة, ومعروف أن الأتراك إذا احتلوا منطقة يبقون فيها زمنا طويلاً, ونستطيع القول بحسب المعطيات أن الحل السوري ما زال بعيداً.

وحول توحيد الصف الكردي أكّد ديريك قائلاً:

نحن كحزب الاتحاد لديمقراطي PYD جاهزون لذلك, ولكن شرطنا الوحيد هو قطع العلاقات مع أعداء الشعب الكردي, هذا الشعب الذي عانى القتل والتهجير والإبادة من تركيا وفصائل الائتلاف المعارض في عفرين وسري كانيه وكري سبي, ومعروف أن الطرف الآخر ما زال مرتبطاً بهذا الائتلاف المعارض الذي يعادي الشعب الكردي, لذلك فإن قطع العلاقة بهذا الائتلاف هو أمر بديهي وطبيعي لكسب ثقة الشعب الكردي, واحتضان هذا الشعب والتفاعل مع المجتمع الكردي هنا في روج آفا, وبعد ذلك الشعب سيكون حراً في انتخاب الحزب والشخص الذي يمثله.

وأضاف ديريك:

أما من الجانب العسكري, ففي كل العالم ليس هناك قوتان عسكريتان تمثلان إدارة أو إقليماً أو دولةً, والقوات الوحيدة المنظمة والتي هزمت داعش وحررت شمال وشرق سوريا هي قوات سوريا الديمقراطية, وأية قوة ستعمل في هذه المنطقة يجب أن تنضوي تحت مظلة هذه القوات, ووجود قوتين منفصلتين سيخلق شرخاً وتقسيماً في المنطقة التي تحررت واتحدت بفضل دماء الشهداء, ونأمل أن تتحقق وحدة الصف الكردي بأسرع وقت ممكن.

وفي الختام تم استنكار وإدانة التجريد المفروض على القائد عبد الله أوجلان من قبل الحكومة التركية التي لا تترك أسلوباً لا عسكرياً ولا دبلوماسياً ولا سياسياً إلا وتستخدمه من أجل القضاء على الشعب الكردي, وتستهدف المجتمع الكردي من خلال شخص القائد أوجلان, لكسر إرادة هذا الشعب والقضاء على تطلعاته, لذلك يجب أن نناضل من أجل رفع هذه العزلة وتحرير القائد.

زر الذهاب إلى الأعلى