الأخبارمانشيت

شيراز حمو: لا بديل عن مشروع الأمة الديمقراطية لتجاوز موروث الدولة القومية

تطرقت “شيراز حمو” عضوة منسقية مؤتمر ستار في محورها الذي ألقته في الملتقى، السوري ـ السوري الثاني، في الرقة، إلى العلاقات العربية الكردية التاريخية والتي شوهتها الدول القومية البديلة عن الاستعمار والامبراطوريات.

وقالت في هذا السياق: إن العلاقات الأصيلة والثقافات والحضارات العريقة بين الكرد والعرب ممتدة إلى يومنا هذا، إلا أن الأطماع الاستعمارية والدول القومية صنيعة الاستعمار شَّوهت هذه العلاقة، وابتليت المنطقة بأمراض كارثية من اتفاقيات وتقسيمات وتجزئة أيديولوجية من صنيعة قوى الهيمنة العالمية.

وتابعت حمو: لذلك يجب تجاوز هذه القضايا الشائكة والمعقدة، من مخلفات قوى الهيمنة والدول القوموية التي تنتج المشكلات وتجذرها في المجتمع ولا تحلها، حتى نستطيع طرح الحلول البديلة والتي تتحقق بتكاتف واتفاق شعوب المنطقة.

وأوضحت حمو: إن مبتكري هذه المعاناة تسببوا في انهيار المجتمع الذي افتقر للأخلاق والسيادة بمنعاها الحقيقي، فحجم المعاناة لا يقتصر على الكرد فقط بل على العرب ايضاً، لذا لا بد من خيار أقوى وأصح لشعوب المنطقة يتلاءم مع الوقائع والحقائق التاريخية والاجتماعية لشعوب الشرق الأوسط جمعاء.

وأضافت: هنا العصرانية الديمقراطية تطرح نفسها كبديل للحل، وهي البراديغما البديلة التي طالما كافحت ضد الحداثة الرأسمالية، وانطلاقا من مبدأ الحفاظ على الوجود وتأكيداً على وحدة المصير تأتي أهمية العلاقات العربية الكردية من الضرورات الملحة في وجه المخاطر وأصبح الشعبين الكردي والعربي على يقين أنه لا بديل عن الوحدة الوطنية بعيداً عن الاعتماد على القوى الخارجية لما تلمَّسوه من تجارب على أرض الواقع.

كما يجب أن تُصوب العلاقات الكردية العربية ضمن مسار تاريخي بعيد عن أي ظروف غامضة وبناء جسور من الثقة والتفاهم وبناء علاقات متوازنة وضرورية في كافة المجالات فكرية ثقافية اجتماعية سياسية والنضال المشترك في وجه الفكر الشمولي وتقوية المناعة الموجودة تجاه التدخلات الإقليمية والعالمية

وبإمكان الكرد والعرب كما ناضلا تاريخياً في وجه الامبراطوريات العملاقة وفي العصر الحديث ساهما معاً في البناء كسوريا والعراق فبإمكانهم إعادة ذلك ولكن بصيغة جديدة يتلاءم مع موزاييك المنطقة ومقوماتها

ورأت “شيراز حمو” أنه لا بديل عن مشروع الأمة الديمقراطية التي تنعش العلاقات الاجتماعية كما تفعم الهويات المتباينة بروح الوفاق والسلام ويقلل من الاستغلال ويتيح تحقيق الحرية والمساواة، وأن مشروع الأمة الديمقراطية الذي تخوضه مكونات شمال وشرق سوريا خير شاهد على ذلك في التأكيد على أهمية

العلاقات العربية الكردية والحاجة الماسَّة إلى الدفاع المشترك ضد المخاطر وأكدت عليها وعلى فاعليتها الحملات التي حدثت في شمال وشرق سوريا من حملة “مطرقة الشعوب” ومؤخراً حملة “تعزيز الأمن” لحماية المكتسبات التي حققتها شعوب المنطقة بما فيها حرية المرأة التي تشكل المحور الأساسي لمشروع الأمة الديمقراطية.

شيراز حمو اختتمت حديثها بالقول:

لا بديل عن العيش المشترك، ولا بديل عن التكاتف في وجه هذه الهجمات والدفاع المشترك عن المكتسبات لتحقيق مجتمع ديمقراطي اقتصادي أيكولوجي. كل شيء في سبيل مجتمع حر وأمة ديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى