-جلوس النظام والإدارة الذاتية الديمقراطية على طاولة مفاوضات واحدة خطوة متوقعة؛ قد يطول تحقيقه؛ إلّا أنهما الأكثر إنجاحاً لعملية المفاوضة؛ بالرغم من الاختلاف البيّن ما بين الطرفين.
_ستفتش أنقرة عن أي تنازل آخر كي تفشِّل مثل هذه الخطوة (أي التفاوض مع النظام)؛ ليس بالضرورة أن يكون مقدمَّاً للنظام قد يكون لموسكو أو حتى لواشنطن. موسكو المنهكة اقتصادياً ستحاول أن تجعل هذه الخطوة بالمحسوبة لها ومنها. لا أعتقد بأن واشنطن ستعارض مثل هذه الخطوة. هناك أيضاً إيران ستحاول شدّ ما ينجم عن هذه الخطوة إلى ناحيتها.
_يجب الانتباه من أن التسوية الكلية للصراع في سوريا لا يعني بالضرورة إيجاد حل نهائي للأزمة السورية وفق مساره السياسي؛ قد تكون التسوية الشكل المتدرج للحل والذي يطول جداً؛ وقد تكون غير ذلك. كَكُورد وكسوريين في الوقت ذاته نرى بأن المهم هو انجاز حل ديمقراطي للأزمة السورية، وأن يُضمَن هذا الحل وفق عقد اجتماعي سوري/ دستور توافقي ديمقراطي.
_لا يمكن نسيان عفرين.. قيمة روج آفا منقوصة بدون عفرين. ينطبق ذلك تماماً على كل سوريا. احتلال تركيا لعفرين التي كانت تدار وفق نموذج مدني ديمقراطي من قبل مكونات شعب عفرين. كانت تلك الإدارة ولم تزل النموذج الأمثل للحل السوري.. ما فعلته روسيا بالكرد وبشعب عفرين كجزء أساسي من سوريا من الصعب تجاوزه.
جاءَ ذلك في حوارٍ أجراه «آدار برس» مع مستشار الرئاسة المشتركة، وعضو الهيئة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي “سيهانوك ديبو” حول إمكانية التفاوض بين الإدارة الذاتية والنظام السوري، ومواقف كل من روسيا وأميركا وتركيا في حال تم هذا التفاوض، إضافةً إلى موضوع التواجد الأميركي في سوريا، وما إذا كان ذلك سيطول أم لا..
وفيما يلي نص الحوار:
تصريحات مجلس سوريا الديمقراطية وبيانها الأخير تؤكد وجود مرونة وانفتاح كبير في المفاوضات مع النظام السوري.. برأيكم هل يمكن الثقة بالنظام السوري؟
الفريق الذي يصوِّب إصبع التفاوض على طرف دون غيره؛ يعني أولاً قبول ذلك الطرف على أنه جزء من الحل. على الرغم من الغموض الذي يصحب هذه الدعوة أو لنقل التصريح؛ لكن يمكن اعتباره بالغموض البنّاء. لأن الطرف الذي يسأل التفاوض معه يعني –عموماً- عدم الرفض لماهيته ولفكرته ولمشروعه ولبرامجه حيال سوريا وحولها. وجديتها تتمثل بإيجاد نوعٍ من تحقيق الشراكة ما بينهما وفق آليات معينة ووسائل مخصوصة بالجمع والتكامل وليس بالطرح والدمج. جلوس النظام والإدارة الذاتية الديمقراطية على طاولة مفاوضات واحدة خطوة متوقعة؛ قد يطول تحقيقه؛ إلّا أنهما الأكثر إنجاحاً لعملية المفاوضة؛ بالرغم من الاختلاف البيّن ما بين الطرفين. علاوة على أن الكثيرين يتوقعونها أن تحدث. فذلك مرتبط بظروف خاصة وأمور تتعلق بالطبيعة المعقدة للأزمة السورية بمفاد أن الموجودين على الأرض يتفاوضون. مسائل جمّة من بينها مسألة الثقة يلزم تمكينها بعدة طرق؛ من ضمنها المفاوضة بإشراف الأمم المتحدة.. التحالف الدولي العربي ضد الإرهاب.. بلدان معينة يتم الاتفاق عليها سويّة. أية مسائل أخرى تجعل من الخطوات المنجزة -في حال بدأت عملية المفاوضة الشاقة والطويلة- أن تحتمل قراءة واحدة غير متبعثرة وملزمة لكل الأطراف.
كيف تتوقعون أن يكون الموقف الروسي والأمريكي والتركي في حال بدأت الإدارة الذاتية في شمال سوريا بالتفاوض مع النظام؟
ستفتش أنقرة عن أي تنازل آخر كي تفشِّل مثل هذه الخطوة؛ ليس بالضرورة أن يكون مقدمَّاً للنظام قد يكون لموسكو أو حتى لواشنطن. موسكو المنهكة اقتصادياً ستحاول أن تجعل هذه الخطوة بالمحسوبة لها ومنها. لا أعتقد بأن واشنطن ستعارض مثل هذه الخطوة. هناك أيضاً إيران ستحاول شدّ ما ينجم عن هذه الخطوة إلى ناحيتها. سيرى الكثيرون بأن هذه الخطوة أشبه أن تكون بمثابة قلب الطاولة. يبقى الاختلاف إن كان قلب الطاولة في وقته أمْ لا. بالرغم من أن تصريح رأس النظام في الدعوة إلى المفاوضة كان أن يتلمّس منه المزيد من الجدية في حال جاء بخطاب رسمي وليس كجواب على سؤال لقناة غير سوريّة. إلا أن هذا التصريح يبدو بمثابة بالون اختبار؟ بخاصة أن مناطق من سوريا محتلة حديثاً من قبل تركيا. يجب الاتفاق بداية على إنهاء الاحتلالات التركية لتبدو الخطوة في محلها إلى درجة كبيرة.
في آخر تصريح لـ جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي قال: إن واشنطن ستحافظ على وجودها العسكري حتى التسوية الكلية للصراع في سوريا.. هل أمريكا جادة في هذا الكلام؟
مشكلة واشنطن أنها لا تفصح عن خطة متماسكة لها حيال حل الأزمة السورية. قد لا تكون الخطة موجودة بالأساس. دون أن يُفهم من ذلك بأن أمريكا غير جادة مع شركائها. يجب الانتباه من أن التسوية الكلية للصراع في سوريا لا يعني بالضرورة إيجاد حل نهائي للأزمة السورية وفق مساره السياسي؛ قد تكون التسوية الشكل المتدرج للحل والذي يطول جداً؛ وقد تكون غير ذلك. كَكُورد وكسوريين في الوقت ذاته نرى بأن المهم هو انجاز حل ديمقراطي للأزمة السورية، وأن يُضمَن هذا الحل وفق عقد اجتماعي سوري/ دستور توافقي ديمقراطي.
أمريكا في كل تصريحاتها تتبع سياسة المراوغة كما يبدو، لكن من كل تلك التصريحات ألا نستشف أن البقاء الأمريكي في سوريا سيطول حسب رؤيتكم؟
من الخطأ البناء على التصريحات. حتى القرارات المتخذة في وقت الحروب والاتفاقيات المنجزة وقت الأزمات كما حال الأزمة السورية أو الحرب العالمية الثالثة في سوريا؛ تبدو قلقة لا يمكن عدّها بالنهائية أو الأخذ بها. فالثابت فيها هو المتغيِّر. لكن أعتقد أن بقاء روسيا في سوريا من المستبعد أن يقابله انسحاب أمريكي منظور.
هل تتوقعون فتح قنوات حوار مع الروس؟
لا يمكن نسيان عفرين. في حال تمّ انهاء احتلال تركيا لعفرين؛ سنرى ما يمكن فعله. قيمة روج آفا منقوصة بدون عفرين. ينطبق ذلك تماماً على كل سوريا. احتلال تركيا لعفرين التي كانت تدار وفق نموذج مدني ديمقراطي من قبل مكونات شعب عفرين. كانت تلك الإدارة ولم تزل النموذج الأمثل للحل السوري. ما فعلته روسيا بالكرد وبشعب عفرين كجزء أساسي من سوريا من الصعب تجاوزه. بصراحة شديدة: قدّمت روسيا أسوأ نموذج للعلاقات مع القوى السياسية في شمال وشرقي سوريا ومع قوتها العسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية. عفرين قبل كل شيء، ينطبق ذلك على جرابلس والباب وإدلب أيضاً. هذه الاحتلالات حان وقتها كي تنتهي. وكل طرف يجد نفسه معنيّاً بإعادتها إلى حضن سوريا ستكون الأيادي ممدودة له مرة أخرى.
