الأخبارمانشيت

“سيهانوك ديبو” لآدار برس: “سوريا الديمقراطية” مسؤولة عن استقرار 37% من الجغرافية السورية… وأي هجوم من قِبل “النظام” سيكون مُغامرة فاشلة

سنحضر سوتشي وكل اجتماع آخر يخص الأزمة السورية كممثلين عن إرادة شعوب روج آفا وشمال سوريا، وهذا يتحقق فقط بأن يحضر ممثلي القوى والأحزاب السياسية وممثلي القوة العسكرية (قسد) إلى سوتشي، أي ممثلي الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا بجميع انتماءاتها القومية والدينية.

وضع رأس النظام نفسه بدل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أي قام بنقل نفسه إلى وضع الراعي، وهو في الأساس جزء من الحضور، وهذه مقاربة بالإضافة إلى أنها غير حقيقية فإنها مُشوشة على المؤتمر ومن المهم أن يكون للخارجية الروسية رأي حول ذلك وتوضيح حياله.

الأنظمة الثلاثة في (سوريا وتركيا وإيران) هي استبدادية تحكمها تناقضات تاريخية وآنية، لكنها تُكبِّر قفزاتها مُجتمعة على ألا يكون الحل الديمقراطي في سوريا، على اعتبار أن الأخير يضمن حلول جميع القضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الكردية.

المستوى المتقدم من التنظيم المجتمعي في روج آفا وشمال وشرقي وقسم من جنوب سوريا، يُضاف إليها استمرارية الشراكة مع التحالف الدولي ضد الإرهاب بشكل كامل وحتى تحقيق تسوية كاملة للأزمة السورية، والمستوى الجيد من الشراكة مع روسيا، كلها مؤشرات أن المرحلة ما بعد داعش لن تعني بأي شكل من الأشكال تمدد النظام إلى شرقي وشمال سوريا

إن تطوير النظام السياسي في باشور بشكله الديمقراطي، وبعيداً عن المحاصصة والمناطقية سيكون بالخطوة البناءة التي تقطع بدورها الطريق على أية مُحاولة مُتربصة بالإقليم، خاصة من أنظمة الجوار.

جاء ذلك في حوار خاص لآدار برس مع “سيهانوك ديبو” مُستشار الرئاسة المُشتركة وعضو الهيئة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، حول التصريحات الأخيرة لرئيس النظام السوري، والتي اتهم فيها “قوات سوريا الديمقراطية” بالخيانة، إضافة إلى تقيمهم للوضع في إقليم “كُردستان العراق”.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

هناك من يقول إن تصريح “الأسد” بتخوين “قوات سوريا الديمقراطية” يهدف لهدم مؤتمر “سوتشي” الذي سيدعى إليه الكُرد، ما قراءتكم لذلك؟

“قوات سوريا الديمقراطية لا تتألف من الكرد وحدهم، ومن غير الصواب حضور سوتشي كَكُرد فقط أو كحزب الاتحاد الديمقراطي PYD فقط، أو كممثلين عن حركة المجتمع الديمقراطي TEV DEM فقط، فيما لو تم توجيه الدعوة لنا هذه المرة أيضاً، ولم يطرأ أي تعديل على موعد الانعقاد، الذي بات انعقاده في حكم المثبت، فإننا سنحضر سوتشي وكل اجتماع آخر يخص الأزمة السورية كممثلين عن إرادة شعوب روج آفا وشمال سوريا، وهذا يتحقق فقط بأن يحضر ممثلي القوى والأحزاب السياسية وممثلي القوة العسكرية (قسد) إلى سوتشي، أي ممثلي الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا بجميع انتماءاتها القومية والدينية”.

 

“في جانب حديثه المتعلق حول مؤتمر سوتشي، وضع رأس النظام نفسه بدل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أي قام بنقل نفسه إلى وضع الراعي وهو في الأساس جزء من الحضور، وهذه مقاربة بالإضافة إلى أنها غير حقيقية فإنها مُشوشة على المؤتمر ومن المهم أن يكون للخارجية الروسية رأي حول ذلك وتوضيح حياله”.

“يمكن القول بأن تصريحاته الأخيرة كانت بمثابة توجيه رسائل إقليمية ودولية؛ لكنها تحمل صيغة واضحة بمقصد اخضاع سوريا إلى مشهد ما قبل 2011، هذه رغبة أو وهم، هي بالضد من تطلعات شعب سوريا الذي يصر على التغيير والتحول الديمقراطي”.

هل يمكن أن تستطيع الدول التي تقف ضد القضية الكُردية (تركيا – سوريا – إيران) ثني الجانب الروسي عن دعوة ممثلي “قوات سوريا الديمقراطية” لحضور “سوتشي”؟

“قوات سوريا الديمقراطية مسؤولة عن أمن و استقرار حوالي 37% من الجغرافية السورية اليوم، وهي تعتبر شريكاً استراتيجياً للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفي الوقت نفسه روسيا الاتحادية، وكانت لهذه الشراكة أن اسقطت عاصمة الدولة المزعومة (داعش) “الرقة”، ويجب أن يتم توسيعها وتكون البديل في إدلب، هذه هي خيارات الحل وسبل تحقيقه في سوريا، طالما كانت السلة الأولى المتوافق عليها هي محاربة الإرهاب التي تضمن بدورها تحقيق اختراق في السلال الثلاثة الأخرى، القضية الكردية في سوريا تعتبر مفتاح الحل الديمقراطي في سوريا، وتم وضع مدماكه في مشروع الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا على أساس الجغرافية وإرادة الشعوب”.

“الأنظمة الثلاثة في (سوريا وتركيا وإيران) هي استبدادية تحكمها تناقضات تاريخية وآنية، لكنها تُكبِّر قفزاتها مُجتمعة على ألا يكون الحل الديمقراطي في سوريا، على اعتبار أن الأخير يضمن حلول جميع القضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الكردية، عدم حضور ممثلي الفيدرالية الديمقراطية أو الإدارة الذاتية يعني أن سوتشي لن يختلف عن سابقاته أو يكون تكرار للآستانات والجنيفات التي سبقته، وهذا هو المتوقع الذي يشي بأن فرص الحل تبدو غير سانحة بالشكل المأمول، وبخاصة في ظل وجود التنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة في سوريا، ودعمها من قبل الأنظمة الاستبدادية وأولّها تركيا”.

قالت الهيئة التنفيذية للفيدرالية إن “بشار الأسد يلعب بالنار وتصريحاته الأخيرة إعلان حرب”، هل فعلاً ستكون هناك حرب؟

“الآلاف من شهداء قوات سوريا الديمقراطية قضوا نحبهم دفاعاً عن مكونات شمال سوريا برمتها إيماناً منها بالتغيير الديمقراطي في سوريا لا إرهاب فيها ولا استبداد، المستوى المتقدم من التنظيم المجتمعي في روج آفا وشمال وشرقي وقسم من جنوب سوريا، يُضاف إليها استمرارية الشراكة مع التحالف الدولي ضد الإرهاب بشكل كامل، وحتى تحقيق تسوية كاملة للأزمة السورية، والمستوى الجيد من الشراكة مع روسيا، كلها مؤشرات أن المرحلة ما بعد داعش لن تعني بأي شكل من الأشكال تمدد النظام إلى شرقي وشمال سوريا، وأي إصرار على ذلك سيكون له تداعيات تخدم فقط المجموعات الإرهابية، وفي الوقت نفسه تطويع سوريا لأجندات ولطرق حرير جديدة لا ناقة فيها لشعب سوريا ولا جمل، وبالتأكيد فإن أي هجوم من قِبل النظام سيكون مُغامرة فاشلة، وسيؤكد مرة أخرى أن لا حل للأزمة السورية على أساس مساره السياسي في قاموسه، ويضع شركائه قبل أية جهة في وضع المُشتبه بهم”.

وفق تقييمكم، ما الذي يدوّر في إقليم “كُردستان العراق”، وما هي تداعياتها؟

“في إقليم كردستان العراق نشهد مظاهرات ترقى أن تكون انتفاضة شعبية مُحقِّة لها مطاليب مُحقة، لكن من الضروري ألا تكون على حساب المكتسبات التي تم تحقيقها بفضل مئات الآلاف من شهداء الشعب الكُردستاني، ومن قواه السياسية الكُردستانية مُجتمعة، من المُجدي أن تنظر سلطات الإقليم أن هذه المظاهرات في محلّها، وفي الوقت نفسه يجب على المتظاهرين أن يعطوا الهدف حقّه، وتجنّب أية وسيلة أو وسائل عنفية تشوش على مطالبهم العادلة، ستكون بالخطوة المسؤولة فيما لو اجتمعت القوى السياسية، وممثلي المرأة والشباب والفعاليات المجتمعية في باشوري كردستان، وأن تبدأ بالحوار البناء والخروج بأجندة متسلسلة تؤدي إلى تحقيق البرامج المجتمعية في الإقليم، يخرج منه الجميع بفائدة”.

“ومن المهم التركيز هنا بأن النمذجة السياسية السابقة، وبالرغم من أنها أدت دوراً ما من نواحي معينة، إلا أن تطوير النظام السياسي في باشور بشكله الديمقراطي وبعيداً عن المحاصصة والمناطقية سيكون بالخطوة البناءة التي تقطع بدورها الطريق على أية مُحاولة مُتربصة بالإقليم، خاصة من أنظمة الجوار”.

“هذه هي الخطوة الإسعافية الضرورية، يتبعها الخطوة العلاجية الاستراتيجية المُتمثلة بعقد المؤتمر الوطني الكردستاني، وتحقيق الوحدة الوطنية في المُجتمع الكُردستاني بشكل يُؤكد ويُرسخ قيّم العيش المُشترك والأمن والسلام والاستقرار في عموم الشرق الأوسط”.

زر الذهاب إلى الأعلى