آخر المستجداتالأخبارالعالمروجافاسورية

سيزاي تملي: الإدارة الذاتية هي أساس تغيير النظام العالمي القديم, لذلك يجب أن ندافع عنها

أوضح (سيزاي تملي) الرئيس المشترك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي HDP (مع انقضاء 99 سنة على معاهدة لوزان) بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا هي القاسم المشترك في كل الأحداث والتطورات الحالية, من الهجمات التركية على باشور كردستان إلى اتفاقية ممر الحبوب الأوكراني، ومن قمة الناتو الأخيرة إلى محادثات طهران,  وذلك لأن المشروع الديمقراطي في روج آفا يقدم خياراً سياسياً جديداً ضد النظام العالمي القديم والنظام التركي الوحشي, وقال تملي في مقالة له على صحيفة ozgur politika)):

يجب أن تكون أولوياتنا هي إلقاء السلاح والبحث عن كيفية إنهاء الحروب وبناء سلام دائم، وحل القضية الكردية على أساس المكانة في الساحة السياسية، وتطوير هذا الحل ليس فقط في تركيا بل على المستوى الإقليمي والعالمي.

وأضاف تملي في مقالته:

انقضت السنة التاسعة والتسعون على اتفاقية لوزان, ولا تزال واحدة من أكثر الاتفاقيات أهمية في القرن، وموضوعاً مهماً للغاية حيث جعلت القضية الكردية مشكلة مزمنة تغذي المآزق, نظراً لبعد هذه الاتفاقية عن السلام الاجتماعي وحقوق شعوب الشرق الأوسط  واعتمادها على حدود عقلية الدولة الوحدوية والقومية، وأداة تكسب الشرعية للأنظمة الاستبدادية البالية, ولذلك فإن هذه الاتفاقية بحاجة إلى إعادة تقييم في كل الجوانب, وللأسف لم تتمكن من تحقيق أي تغيير إيجابي في طريقة التحول الديمقراطي خلال القرن, فالتيار الرئيسي للسياسة التركية المنبثق نتيجة اتفاقية لوزان, لا يزال يحاول العمل في السياسة بشراسة مع شعبه ومعارضته، وذلك يفسر سبب عدم تقدمنا ​​باسم الديمقراطية والسلم الاجتماعي وحل القضية الكردية, فلا تزال السياسة السائدة في تركيا سياسة التفاصيل, وهذه السياسة التي تفتقر إلى الشجاعة للدخول في القضية الرئيسية، تكتفي بمخرجات لوزان، وتستمر في النظر إلى الخارج من منظور الوحدة التوسعية.

وأشار تملي في مقالته إلى أن سياسات الحرب والسياسات التوسعية التركية تجاه جغرافيا كردستان هي إعادة إنتاج تطلعات القرن الماضي, وأضاف:

بينما تكشف حكومة تركيا اليوم عن نواياها مرة أخرى بالمذبحة التي ارتكبتها في (زاخو)، أظهر لنا الصمت السياسي شبه التام الإجماع الضمني الذي دام قروناً حول مقاربة القضية الكردية, ويجب علينا فقط مناقشة أية سياسة لا تعارض الحرب والسياسات التوسعية لتركيا, ولطالما استمرت السياسات الواسعة الانتشار في تركيا بالتبلور داخل الحدود التي رسمتها الدولة، فلا يمكن إنتاج حلول حقيقية للمشاكل الهيكلية, في حين أنه ينبغي أن يكون همنا الأساسي إنتاج حل سياسي للمسألة الكردية لحل المشاكل التي نمر بها اليوم، ولكن المناهج التي تغذي السياسة الشعبية بحساباتها الانتخابية تستمر بالابتعاد عن حل المشكلة الرئيسية (القضية الكردية), فالحل السياسي للقضية الكردية هو التعامل مع السيد أوجلان، والتعامل مع القضية بكل أبعادها ومعارضة الحروب بجرأة وعقل, وعلينا أن نبني علاقات استناداً على السبب والنتيجة بشكل صحيح, والبحث عن حلول للأسئلة التالية:

كيف ستنتهي الحرب؟ وكيف نبني سلاماً دائماً؟ وكيف سيتم حل القضية الكردية على أساس المكانة في الساحة السياسية؟ وكيف سيتطور حل هذه القضية ليس فقط في تركيا ولكن أيضاً على المستوى الإقليمي والعالمي؟

يجب أن تكون هذه موضوعاتنا ذات الأولوية.

وجاء في المقالة أيضاً:

إن المركز الحاسم لهذه العملية المعقدة برمتها هو بلا شك روج افا, وروج افا هو اسم الجغرافيا حيث تكون السياسات العالمية والمحلية هي الأكثر تأثراً وتحاول التأثير, من هجمات تركيا على باشور كردستان إلى اتفاقية ممر الحبوب الأوكراني، ومن قمة الناتو إلى محادثات طهران، فإن روج آفا هي الطريق الذي ستسير فيه كل حركة المرور هذه, لأن روج آفا هي دعوة أخرى للسياسة, ولأنها تقدم خياراً جديداً ضد النظام العالمي القديم والنظام التركي الوحشي, إنه المكان الذي تُنتَج فيه الديمقراطية، ولا يمكن لسياسة أنقرة أن تنتجها, وأثناء النظر إلى التطورات في روج آفا، التي حدثت في وسط بلاد ما بين النهرين القديمة، مهد الحضارة في الشرق الأوسط، من الطبيعي أن ننظر إلى كل من القضايا الاجتماعية والسياسية, لذلك فإن الإدارة الذاتية في روج افا التي ظهرت كبديل للنظام العالمي الحالي في وقت كان فيه الأمل على نطاق عالمي ينهار، لديها ميزة تغيير المعادلة في كل جانب من جوانب استراتيجيتها وفكرتها, فنحن نعلم أن هذا النموذج البديل خطير على مراكز الرأسمالية على نطاق عالمي, وفي السياق الإقليمي تعارض جميع القوى الإقليمية وخاصة (تركيا وإيران) نظام الإدارة الذاتية في روج آفا, بينما يفرض تحالف الرأسمالية النيوليبرالية مع الأنظمة الفاشية الجديدة نظاماً عالمياً جديداً، فإننا نتحدث عن جغرافيا حيث تتغذى آمال أولئك الذين يؤمنون أن هناك سياسة أخرى ممكنة لمعارضة هذا النظام, علينا أن نتقدم بجرأة بفكرة أن اتفاقية جديدة يمكن أن تتطور على محور السلام الكردي والسلام الإقليمي ضد أولئك الذين يسعون إلى تحقيق حلم الميثاق الوطني الذي كان مفقوداً في لوزان, باختصار علينا الدفاع عن روج آفا, وإذا كنا نريد بصدق حلاً سياسياً، فيجب أن نتحدث بشكل عاجل عن السياسة مع محاورينا.

زر الذهاب إلى الأعلى