الأخبارمانشيت

زيارة التسعيروالإرتزاق التركي في أزمة الخليج

يجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة للسعودية حيث وصل مطار جدة اليوم وستستمر زيارته على مدى يومين في إطار عزمه زيارة الكويت وقطر أيضاً بعد أن كان قد نشر قوات من الجيش التركي وإنشاء قاعدة له في قطر.
هذا وتأتي هذه البادرة على خلفية الخلاف الخليجي القطري في ملفات كثيرة وعلى رأسها ملف الإرهاب وداعمية ومنابع تمويله ، حيث تتهم دول الخليج ومصر الدوحة بتمويلها لفصائل إرهابية في دول المنطقة ، ففي حين أن للدول الخليجية وخصوصاً السعودية أجندات وأدوار في كل أزمات المنطقة وتمويلها لعدة جماعات سلفية وإرهابية من تونس مروراً بليبيا واليمن ومصر وسوريا وإنتهاءً بالعراق ، نحت قطر في دعمها لكل الفصائل الإرهابية في المنطقة والمتناحرة في أحيان كثيرة وعلى رأسها الإخوان المسلمين، مما يتقاطع مع المصالح التركية وحزب العدالة والتنمية .
هذا من جهة ومن جهة إخرى هناك تنافس محموم بين السعودية وتركيا لتمثيل المسلمين السنة ، إذ تعتبر تركيا كل دول المنطقة حديقة خلفية لها وجزء من سلطنتها العثمانية التي أكل عليها الدهر وشرب ، ففي حين طالبت دول الخليج ومصرالدوحة بوقف دعم الإرهاب وعلاقاتها مع إيران كذلك طالبت بإنها القاعدة العسكرية التركية في قطر، وكان الرد القطري بالرفض أما أردوغان فقد أبدى موقفاً معاكساً لدول الخليج ومصرمعلنا ” أن بلاده بذلت وستبذل كل ما في وسعها لدعم قطر “، حيث أشار إلى أن بلاده تتبنى موقف قطر واصفاً قائمة المطالب بأنها مخالفة للقوانين الدولية واعتبرها تطاولاً يصل إلى حد التدخل بالشؤون الداخلية.
وكان البرلمان التركي قد أقر مع بدء الأزمة اتفاقية للتعاون العسكري مع قطر تسمح للحكومة بنقل جنود وقوات إلى قاعدة عسكرية تركية أنشأت في قطر بموجب اتفاقية سابقة بين البلدين وقعت عام 2014 ، وهذا ما جعل من أردوغان الحليف الأقوى لقطر في أزمة الخليج ، ومن الجدير بالذكر أن تركيا لها اليد الطولى في أزمات المنطقة وتسعير حروبها عبر دعمها لفصائل إرهابية وعل رأسها داعش وجبهة النصرة وغيرها من مرتزقة تابعين لها كفصائل درع الفرات ، حيث دأبت تركيا للتدخل بشؤون دول المنطقة وخصوصاً في الأزمة السورية وإدامتها ، ومد أذرعها الإرهابية في روج آفا وشمال سوريا وقصفها مؤخراً لعفرين ومناطق الشهباء وحشد قواتها على حدودها في بادرة تتحدى الشرعية الدولية .
وتجدر الإشار أن الأزمة الخليجية قد تكون في طريقها للإنفراج وخصوصاً بعد رضوخ قطر للإدارة الأمريكية والبدء بتدوير الزوايا ، ولكن التدخل التركي قد يأخذ هذه الأزمة إلى مآلات أخرى أكثر تصعيدأ ، لأن ديدن السياسة التركية يتلخص بإرتزاق حكومة العدالة والتنمية من أزمات المنطقة .

زر الذهاب إلى الأعلى