الأخبارمانشيت

زود دوتش تسايتونغ : موجة جديدة من هجرة الأتراك نحو الخارج

أريفا فيدال تحمل الكمان في يدها ، شعرها الطويل المسترسل يتلاعب بها الهواء ، الفتاة الاسطنبولية على الهواء مباشرة وعلى  القناة الحكومية NTV . 

تسأل مقدمة البرنامج الطالبة التركية ماذا تريد أن تفعل في حياتها الأكاديمية مستقبلاً ؟ 

الطالبة تقول : “أريد ان أدرس الطب في جامعة كولونيا (كولن) بألمانيا ومن ثم قد أصبح ألمانية”. 

مقدمة البرنامج : “لا” وهي تصرح بشكل حاد لتعارض فكرة الفتاة التركية .

يعتبر ما قالته أريفا (الفتاة التركية)  من أحد اكبر المحرمات في تركيا بان تصبح مواطناً لبلد آخر ، وتتنازل عن الجنسية التركية مقابل جنسية اخرى .

هذه الحالة تعتبر نموذجاً للكثيرين ، واصبحت السمة الشائعة والدارجة في السنوات الاخيرة بتركيا بين فئة الشباب والمتعلمين والأكاديميين ، المزيد والمزيد من هؤلاء يهاجرون من تركيا بسبب الظروف السياسية ، رغم كل محاولات الحكومة التركية لمنع هؤلاء من الهجرة وإقناعهم بالبقاء أو العودة ، حسب ما أوردته صحيفة “زود دوتش تسايتونغ” في تقريرها ، إلا إن الارقام في إزدياد ملحوظ .

المهاجرون الجدد في المانيا ليسوا نفس الطبقة التي أتت لالمانيا منذ نصف قرن للعمل في المصانع الالمانية ، وإنما يريدون الجامعات الالمانية ، ويصوتون بأقدامهم ضد وطنهم ، لانهم لا يرون فيه أي مستقبل ، فقد تم طرد وفصل الآلاف من الطلاب والباحثين من الجامعات التركية بتهم معارضتهم لاردوغان وسياسة حكومة الحزب الحاكم أو التعاطف مع حزب العمال الكردستاني والقضية الكردية .

الإقبال على تعلم اللغة الالمانية في اسطنبول والمدن التركية الاخرى يشهد ازدياداً منقطع النظير ، والاستفسارات تأتي لا سيما من الأكاديميين الذين يريدون الابتعاد عن بلدهم ، أطباء ، مهندسين ، خبراء كمبيوتر … 

يقول طبيب شاب للصحيفة الالمانية إنه لا يذهب الى ألمانيا بسبب المال فهو يتقاضى نفس القدر هناك ، لكن الظروف السياسية في البلد هي التي تحتم عليه ذلك ، وذكر الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه إنه بسبب عدد قليل من التغريدات التي تنتقد أردوغان تم القبض على الكثير من الأشخاص ، مضيفاً بشكل متعجب وساخر إن “ويكيبيديا مقفل في تركيا ، وهذا جنون”.

زر الذهاب إلى الأعلى