المجتمع

زواج القاصرات ….إلى أين؟!

zewajmubekirالحياة في صيرورة دائمة ووجود البشر في المجتمعات المختلفة من حيث العرق واللون والمذهب والقائمة –هذه المجتمعات- على أساس الاقتران التزاوج المستمر بين الذكور والإناث، وحلول الخلف من الأبناء والأحفاد محل السلف من الآباء والأجداد.

فالمجتمع لابد له من أن يبنى على أسس قويمة سليمة ولضمان سلامة الأجيال المتلاحقة بالتالي تطور المجتمع ورقيه، ولكن ما نراه متفشي في مجتمعاتنا الشرقية ككل آفة لها عواقب وخيمة على مستقبلنا وتتجمل هذه الآفة في أذهاننا بصورة “الزواج المبكر” حيث تتفاخر الأمهات الجهالة ويتباهين بذلك بأن ابنتها تزوجت من فلان ابن علان ويتداول الحديث في الحي.

هذه الصورة الجميلة تعود بالضرر على العائلتين اللتين حصل الرباط بين أولادهما ويجني ثمار هذا الزواج الأطفال الأبرياء، وهنالك عشرات الحالات من ذلك التي انتهت بالفشل وطلاق الزوجين نذكر منها مثالاً: أنه في بلدة عامودا تم عقد قران فتاة قاصر بعمر الرابعة عشر برجل في الاربعينات وفيما يبدو أن والدها لم يكن مقتنعاً وبعد عدة شهور عادت الفتاة حاملاً بطفلها إلى دار أبيها إثر شجار نشب بين الزوجين من جهة وبين الفتاة وعائلة الزوج من جهة أخرى، فما كان رد فعل أبيها أنه هدد أمها بالطلاق إن طُلقت ابنته وهذا غيض من فيض.

كما أنه حدث في حي قدوربك بقامشلو أن أماً لابنتين تركتهما والتحقت بذويها في تركيا فتيمتا دون وفاة والدتهما التي هي ابنة عم والدهما، فالبنتان دفعتا الثمن.

وهنالك حالة في الحي الغربي بقامشلو تستدعي الاستغراب أم تضع مولودها دون إرضاعه الرضعة الأولى مستعجلة على الطلاق، فلو لم تكن الأم طفلة لما تركت ابنها، وهناك الكثير من الحالات المماثلة..

لذا من هذا المنطلق ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي اللقاء برئيسة هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة أمينة عمر التي أكدت أن الزواج المبكر للفتاة يمثل عنف وانتهاك لحقوق المرأة.

وأفادت عمر أن زواج الأطفال أو بمعنى آخر “الزواج القاصر” يظهر أكثر في المناطق القروية والأسباب تكون إما تقليدية أو دينية أو ثقافية أو اقتصادية دون النظر إلى النتائج التي ستؤول إليها على الصعد المجتمعية والصحية والتعليمية والفكرية والنفسية، لأن الزواج المبكر ينقص من مشاركتها في التطور الفكري والاجتماعي ونحن كجهة رسمية تعنى بشؤون المرأة نمنع زواج القاصرات ومحاولة إزالة الأسباب المؤدية إليه لذلك الرجاء لأهلينا التقيد بالمادة رقم (24) الصادر عن الإرادة الذاتية الديمقراطية بمنع تزويج الفتاة قبل إتمامها الثامنة عشر من عمرها.

الاحصائيات

حسب الاحصائيات: حوالي 15 مليون من النساء بين (20-24) سنة كن متزوجات قبل عمر الثامنة عشر، ثلاثون مليون منهن في آسيا الجنوبية حسب تقديرات يونيسف لعام2005.

أهم الإجراءات التي تقترحها هيئة المرأة للحد من الزواج المبكر:

1ـ إدخال التربية الجنسية والأسرية في البرامج التعليمية.

2ـ التعليم: يعتبر التعليم مفتاح رقي الفتيات ومن المهم إقناع الآباء بالحفاظ على تعليم بناتهم وضمان التربية الأساسية التي هي من حقهم.

3ـ المساعدة النفسية: وذلك بتأمين مساعدة للنساء الفارات من الزواج المبكر.

4ـ تحسين النظام الاقتصادي.

5ـ تغيير القوانين وإصدار قوانين تمنع الزواج المبكر وقوانين تحد من الدوافع التي تتسبب في هذه الظاهرة.

حسينة العلي

زر الذهاب إلى الأعلى