تقاريرمانشيت

رسائل إنعاش أردوغانية للتنظيمات الإرهابية

صعَّدَ النظام التركي مؤخراً من تهديداته للشعب السوري بجميع مكوناته في شمال وشرق سوريا، وجاءت هذه التهديدات قبيل استلام الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إدارة الولايات المتحدة.

ووفقاً لمختصين سياسيين فأن أردوغان كان يحاول خلط الأوراق قبيل مجيء الإدارة الأمريكية المنتخبة وفرض واقعٍ جديد وخرائط عسكرية جديدة في المنطقة يعتبرها رأس النظام التركي أوراقاً يمتلكها في أية مفاوضات (بازارات) قادمة في المنطقة حينما تزداد عليه الضغوطات الدولية وخصوصاً من الولايات المتحدة الأمريكية في ما يخص بالمسألة الكردية.

واعتبر مراقبون التهديدات التي أطلقها رأس النظام التركي ضد الكُرد بعد زيارة وزير الدفاع التركي ورئيس أركانه إلى العراق محاولة لفرض واقع جديد وخرائط يخطط لها أردوغان، إضافة إلى أن هذه التهديدات تُعتبر رسائل تحريك للخلايا الإرهابية التي تؤكد دراسات عديدة على أنها على علاقة قوية ومتينة مع أردوغان.

ويرى محللون أن عمليات القصف بالمسيَّرات والاغتيالات والتفجيرات التي حصلت مؤخراً في المنطقة هي مؤشرات واضحة وصريحة من التنظيمات الإرهابية لتلقي الرسائل المنعشة من أردوغان.

إلى ذلك قال عضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD صالح مسلم في مقال له على موقع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD: إن تركيا بدأت تفكر منذ العام 2010 في مخطط “تقويض الكرد” إلى أن تبلور هذا المخطط وتم تنفيذه عام 2014، وأول خطوة قامت بها هي وضع عميلها “أبو مسلم التركماني” معاوناً للبغدادي ضمن داعش لتتمكن من التحكم في قرارات التنظيم ومخططاته بما يخدم توجهات الفاشية التركية، ثم عمد التنظيم إلى احتلال الموصل والحفاظ على القنصلية التركية فيها لتكون مقراً لهيئة أركان داعش.

وأضاف مسلم: الهدف الرئيسي لتركيا اليوم هو احتلال المناطق التي عجز عن احتلالها تنظيم داعش، ولذلك تأتي شنكال (سنجار) في مقدمة أهداف تركيا لتجعل منها قاعدة للانطلاق إلى كل المناطق التي كان من المفروض أن يحتلها داعش، ولهذا ما زالت تحتفظ  بقاعدتها في بعشيقة وتتمدد نحو باشور من الشمال، وكمرحلة أولى ستفتح طريق “أوفاكوي – تل عفر” للوصول إلى شنكال ثم الموصل ليكون طريقاً دولياً وخط حديدي لفتح طريق التجارة مع العراق ثم الخليج العربي بشكل مباشر، ويُفصل باشور “جنوب كردستان” عن روجافا “غرب كردستان”، ويتم حبس باشور في الزاوية بانتظار رحمة الفاشية التركية، ويتم اقتلاع جذور الشعب الكردي من شنكال ثم “شيخان”، ثم ليتم إبادة الكرد تدريجياً إما بالإذابة والصهر أو الاستسلام.

ورأى صالح مسلم أن سياسات الدولة التركية في الداخل والخارج كلها تتمحور حول هذا الهدف وهو “إبادة الكرد”، فهي استفادت من إمكانيات الناتو التقنية والمادية واستخدمتها ضد الكرد على مدى سبعين سنة وحتى الآن.

وأشار مسلم إلى أن تخلت عن الانضمام إلى الاتحاد الأوربي عندما وجدت أن معاييرها الديموقراطية التي يجب تطبيقها كشرط من شروط الانضمام ستمنح بعض الحقوق الديموقراطية للشعب الكردي، ثم رضخت لكل مطالب الروس وبوتين بعد إسقاط الطائرة الروسية لأن الروس هددوا بمساعدة الكرد إذا لم تنصاع تركيا لهم مما يدل على أن الفاشية التركية مستعدة للتخلي عن كل شيء في سبيل أن لا يصل الكرد إلى حقوقهم الديموقراطية.

وفي سياق متصل قال نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بدران جيا كُرد لصحيفة الشمس نيوز المصرية: إن الاستهداف والتهديدات المتكررة للنظام التركي تأتي  في إطار سياسة الإبادة التي تمارسها تركيا ضد الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان ضاربة بكل القوانين والمعايير الدولية عرض الحائط.

ونوَّه إلى أن النظام التركي لم يعد بإمكانه البقاء إلا من خلال التصعيد وارتكاب المجازر بحق الكرد وشعوب المنطقة وإشعال التوتر مع دول الجوار، مشيراً إلى أن زيارة وزير الدفاع التركي وقائد أركانه إلى بغداد وهولير بالتزامن مع  هجمات إرهابية دموية شهدتها بغداد وقرى دهوك وقرى كوباني غير منفصلة عن بعضها.

وحذَّر جيا كرد من المخططات التركية الاحتلالية قائلاً: إن تركيا لها مخططات احتلالية ذات مدى استراتيجي في العمق العراقي سواء في الموصل وسهل نينوى أو كركوك حيث مازالت تزعم علناً بتبعية كركوك والموصل للدولةً التركية وأنهما سُلبتا منها باتفاقات جائرة بدون وجه حق، لافتاً إلى إن أردوغان أعلن بكل وضوح أنه سيستمر بعد شنكال في حملته على مناطق الإدارة الذاتية.

من جانب آخر قال المسؤول السابق في البنتاغون والباحث “مايكل روبن” في مقال له ترجمه موقع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD: قامت تركيا والفصائل الجهادية التابعة لها بغزو منطقة عفرين السورية وتطهيرها عرقياً, واحتلت بلدات أخرى في شمال سوريا, وفي العراق قصفت الطائرات الحربية التركية قرويين إيزيديين في منطقة سنجار وهي المنطقة التي ارتكب فيها تنظيم داعش الإرهابي أفظع الجرائم والمجازر، وكذلك أرسلت تركيا مرتزقة سوريين مرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش إلى ليبيا وأذربيجان، واستخدمت قواتها الخاصة لمحاربة الأرمن في ناغورنو كاراباخ.

 وأكّد روبن بأن عداء أردوغان لسيادة الدول المجاورة لتركيا, وللنظام الليبرالي بعد الحرب العالمية الثانية, يضعه في مرتبة الزعماء المستبدين ك (فلاديمير بوتين) و(سلوبودان ميلوسيفيتش) داعياً إلى عدم إفلاته من المساءلة على أفعاله.

ومن الجدير ذكره أن وزارة الخزانة الأمريكية وفي أحدث تقرير لها اعتبرت أن تركيا ماتزال مركزاً لوجستياً لتمويل داعش.

وأكد التقرير على أن تنظيم (داعش) الإرهابي يواصل الاعتماد على محاور لوجستية داخل تركيا لتمويله المالي وأن التنظيم يجمع الأموال في أنحاء العالم ويرسلها إلى وسطاء في تركيا, والذين بدورهم  يهربون الأموال إلى سوريا, أو يرسلونها إلى مخيم الهول باستخدام شركات الخدمات المالية بما في ذلك الحوالات، وغالباً ما يتم ذلك عبر مراكز لوجستية في تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى