الأخبارسوريةمانشيت

ديفيد فيليبس: العدوان التركي على سوريا هو هدية أردوغان  لداعش

قد تكون تركيا حليفًا في الناتو ، لكن الأكراد أصدقاء أمريكا في حربها ضد التطرف العنيف.

أشار الدبلوماسي الأمريكي السابق (ديفيد فيليبس) إلى أن القصف التركي بالطائرات الحربية والطائرات المسيرة والمدفعية على شمال وشرق سوريا أدى إلى مقتل العديد من المدنيين وعناصر قوات سوريا الديمقراطية الشريك الأساسي لأمريكا في التحالف متعدد الأطراف ضد داعش, مؤكداً أنه كان هناك تواطؤ موثق جيداً بين وكالة المخابرات الوطنية التركية (MIT) والجهاديين السوريين, وقال في مقالة له نشرتها صحيفة (ناشيونال أنترست) الأمريكية:

الكرد السوريون هم حلفاء أمريكا الذين لا غنى عنهم, كانت قوات سوريا الديمقراطية رأس الحربة ضد تنظيم داعش, وأخبرني الجنرال (مظلوم عبدي) القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أن 12 ألفاً من عناصر قوات سوريا الديمقراطية استشهدوا وأصيب 24 ألفاً بجروح خطيرة في قتال داعش بقيادة من أمريكا, والآن تحشد تركيا المزيد من القوات على الحدود السورية,مما يهدد بعملية واسعة عبر الحدود, تريد تركيا تسهيل هروب عناصر داعش من المعتقلات حتى يتمكنوا من الانضمام إلى هذه المرحلة من القتال.

وأضاف فيليبس:

مخيم الهول هو خزان للإرهابيين المستعدين للقتال, ويبعد اثني عشر كيلومتراً عن الحدود العراقية السورية, وسبعين كيلومتراً عن المناطق التي احتلها الجيش التركي شرقي نهر الفرات في سوريا, وهناك 55000 من أفراد عوائل داعش في مخيم الهول, 25 ألف منهم عراقيون و 20 ألف سوريون و 8 آلاف عائلة أجنبية, وأيضاً يضم المخيم أكثر من 10000 مقاتل متشدد من 52 دولة, ولذلك تسعى تركيا إلى تحقيق أهدافها من خلال خلق الفوضى حتى يتمكن هؤلاء المقاتلون من الهروب, ففي

عام 2019 ، اجتاحت تركيا مدينة (تل أبيض) وقصفت محيط مخيم عين عيسى, فاستغل أفراد عائلات داعش الفوضى وهرب بعضهم باتجاه تركيا، لكن قوات سوريا الديمقراطية ألقت القبض عليهم, وفي كانون الثاني 2022 نظم جهاديون إرهابيون مدعومون من تركيا هروباً من سجن الحسكة, لكن مرة أخرى أحبطت قوات سوريا الديمقراطية هذه العملية, كما استُهدفت المنطقة المحيطة بسجن جركين في قامشلو بضربات جوية تركية ساعدت مقاتلي داعش على الفرار والانضمام إلى ما يسمى بالجيش الوطني السوري، وهو قوة إرهابية خاضعة لسيطرة تركيا.

وأوضح فيليبس أن عائلات عناصر قوات سوريا الديمقراطية تقيم في القرى السورية على طول الحدود مع تركيا, وأنهم يخشون على سلامة زوجاتهم وأطفالهم ويشعرون بأنهم مجبرون على حماية أحبائهم, وأضاف:

تتوقع قوات سوريا الديمقراطية المزيد من إدارة بايدن, يجب على الرئيس جو بايدن الإدلاء بتصريح علني ضد الحرب التي تهدد بها تركيا ، بينما يجب على وزير الخارجية (أنطوني بلينكين) زيارة أنقرة للتحذير من أنه سيكون هناك ثمن باهظ للعدوان على قوات سوريا الديمقراطية, حيث تبرر تركيا عدوانها بالادعاء بأن قوات سوريا الديمقراطية كانت مسؤولة عن تفجير اسطنبول الذي أودى بحياة ستة أشخاص وجرح 81 في 13 تشرين الثاني, ولكن هذا الادعاء هو اتهامات كاذبة يستخدمها أردوغان لتبرير العدوان التركي, كما اتهم وزير الداخلية التركي (سليمان صويلو) الولايات المتحدة بالضلوع في تنظيم هذا التفجير, لذلك يجب التحقيق في هذا الاتهام السخيف, ومن خلال توريط الولايات المتحدة فتح صويلو الباب لمكتب التحقيقات الفيدرالي للنظر في هذا الحادث.

وقال فيليبس أيضاً:

يمكننا التكهن بدوافع أردوغان من هذه التهديدات, حيث يتراجع الدعم المحلي لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان بشكل كبير خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الوطنية في تركيا 2023, وهو يعتقد أن وصف الكرد بالإرهابيين وقتلهم سيحشد القاعدة القومية التركية لدعم حزب العدالة والتنمية.

وأضاف مؤكداً:

إن إجراء تحقيق كامل ومستقل سيبرئ الكرد من أي تهمة متعلقة بهذا التفجير, وبالإضافة إلى ذلك يجب على الولايات المتحدة دعم قوات سوريا الديمقراطية للحفاظ على الأمن والسيطرة على المخيمات التي تقيم فيها عائلات داعش, فأردوغان يريد إثارة الفوضى حتى تتمكن عائلات داعش من الهروب والانضمام إلى معركته, والولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية حليفان طبيعيان, إنهم يشتركون في الالتزام بالفيدرالية الديمقراطية وتحرير المرأة والاستدامة البيئية, وقد تكون تركيا حليفاً في الناتو، لكن الكرد أصدقاء أمريكا في حربها ضد التطرف العنيف.

زر الذهاب إلى الأعلى