شهداؤنا شموع لا تنطفئ، بدمائهم الزكية أشعلوا القناديل لمن سيأتي من بعدهم ليعبروا جسور الحياة التي مزقها الإرهاب الأسود، بهم نقتدي وعلى ذكراهم نعيش ما يجعلهم بيننا أحياء كون الذي نعيشه من أمنٍ وأمان هو من مآثرهم وأياديهم البيضاء، وبَصْمَتِهم الخالدة في ذاكرة التاريخ.
المناضل عبد الخالق عبد الرزاق الاسم الحركي كيفارا أحد هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية وكرامة أهلهم ووطنهم وعشقهم للحرية.
وُلد المناضل عبد الخالق عبد الرزاق في مدينة الطبقة التي تقع على بُعد /55/ كم غرب مدينة الرقة، لعائلة وطنية من المكون العربي تؤمن رزق أبنائها بسواعدها السمراء ، حيث كان الوالد عامل عادي لا يملك مصلحة كي يعيل بها أسرته، وانتقل المناضل كيفارا مع عائلته إلى حلب قاصدين العمل لتأمين لقمة العيش، وبعد بقائهم هناك لمدة سبع سنوات قرروا مغادرة حلب والعودة إلى مسقط رأسهم في مدينة الطبقة.
ترك المناضل كيفارا مقاعد الدراسة ولم يستطع إكمال دراسته بسبب ظروف الحرب الدائرة في البلاد، وسيطرة التنظيمات الإرهابية على مدينة الطبقة، وأصبح يعاني المناضل ككل أهل المدينة من الكثير من الظلم والاضطهاد والقتل الذي مارسه المجموعات الارهابية من داعش والنصرة.
اتصف المناضل ومنذ صغره بصفات حميدة من شجاعة وسماح وإيثار ما جعله يكتسب حب جميع من عرفه، فكان يحترم الكبير ويعطف على الصغير.
وعند إعلان قوات سوريا الديمقراطية “قسد” حملة غضب الفرات من أجل تحرير مدينة الرقة التي كانت أحد أهم معاقل الإرهاب والإرهابين واتخذها تنظيم داعش عاصمة لدولته المزعومة، انتسب المناضل كيفارا إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية، فلم يقف المناضل مكتوف الأيدي أمام ما يعانونه أبناء شعبه من ظلم التنظيم، فرفض الإرهاب وأبى الاستبداد بانضمامه لقوات سوريا الديمقراطية.
في بداية الأمر خضع لدورات تدريبية فكرية أيديولوجية ثم لحقها تدريبات عسكرية للتمرن والتدريب على السلاح الخفيف والثقيل وكيفية استخدامه، وشارك المناضل في العديد من حملات التحرير ومنها حملة تحرير قرية المحمودلي، وقرية بير الصناع وغيرها من القرى التابعة لريف مدينة الطبقة، وبعد تحرير تلك المناطق والقرى بدأ المناضل مع رفاقه بحملة تمشيط للمخلفات والألغام التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، وأثناء تأدية واجبه انفجر لغم أرضي كان قد زرعه مرتزقة داعش بالقرب منه، وعلى إثرها ارتقى المناضل كيفاراً شهيداً في ساحة العز.
وقالت والدة الشهيد كيفارا في مراسيم استشهاده: “أنا فخورة باستشهاد ولدي لأنه ضحَّى وقدَّم روحه من أجل الحرية المنشودة التي لطالما حلم بها وسنسير على خطاه حتى تحرير كافة أراضينا من رجس الإرهاب”.
وثيقة الشهادة:
الاسم الحركي: كيفارا
الاسم الحقيقي: عبد الخالق عبد الرزاق
اسم الأم: أمينة
اسم الأب: محمد
مكان وتاريخ الولادة: الطبقة
مكان وتاريخ الانضمام: 2017
مكان وتاريخ الاستشهاد : 24/3/2017 الرقة
