مانشيتمقالات

خارطة الطريق؛ حكاية رجل شجاع من نيروبي إلى إيمرالي

محمد علي حيدر ــ

إن الطريق الذي شقته فلسفة القائد عبد الله أوجلان ودشنته بالفكر والعمل، وهذا دليل قاطع على نبل الفكر لديه، والذي قلب بها الفشل إلى النجاح واليأس إلى الأمل لينعم الكرد بحياة جديدة؛ لم يألفونها من قبل، فقد استطاع بالإصرار واليقين تمزيق الماضي ودفنه إلى الأبد ويقود الكرد من جديد إلى التفوق والنجاح، وكل ما قام به الكرد اليوم يشير إلى الإعجاب والتقدير والدهشة في أوساط الشعوب التواقة إلى الحرية، وهذا الإنجاز العظيم والنجاح الباهر شاهد على عظمة القائد ودوره في إنجاح المشروع الديمقراطي الإنساني، وهو يمتلك حس سياسي ناجح من الطراز الأول وبه اكتسب احترام الساسة الآخرين له.

علينا أن نكتب أفكارنا دوماً ونجعلها من صلب الطريق لأجل التنوير لكي يتسنى للكرد المزيد في التقدم وبناء الذات في الإبداعات الفكرية والعملية، وليكون بعلم الجميع لا بد من أن يأتي يوم لا تجد فيه الكرد عبيداً بل أحراراً وأسياداً في هذا الطريق، المهم ألّا يكون المرء تاجر دماء كالأعراب وآل عثمان والعجم، غدا اليوم كل شيء مفزعاً رغم أن هذه الحياة كلها آلام وكدر. نحن قادرون أن نسلك هذا الطريق وفي إعادة الحياة من جديد وهو في السجن ورغم تشديد العزلة عليه ينير الدروب ويزكي العقول ويربي جيل قادر على المواجهة وينشأ أكاديمية ومدرسة يتخرج منها عباقرة في الفهم والإدراك وعمالقة الكفاح المسلح في الوعي والشجاعة، كالمهندس ينصب صخرة على مفارق الطرق ويرسم عليها دروب السياسة، وهذا الطريق شيده فكر صانع جعل من الإنسان طبيعة كلها جمال وروح وعطاء.

وفي وقت عدت المنطقة كلها في حالة صراع، هذا الصراع يمثل حقيقة مأساة الحياة والموت في كل يوم وفي كل ساعة، وفي هذا الصراع يحاولون إتلاف قدر كبير من الفكر والسياسة لدى الكرد بطرق أكثر وحشية وطمس معالم الفكر لديهم بطريقة أكثر عنجهية، لقد بلغ الجشع إلى هوة فظيعة ضيعت فيها كل الإنسانية.

أخذ القائد “أوجلان” الاحترام والتقدير في جميع أصقاع الأرض، وغدى له مؤيدين ومناصرين من العرب والترك والعجم.

إن الكرد بذرة حية جديدة ضرورية الوجود مهما تكالب عليهم اليوم أعداء الحرية والإنسانية. إنهم خريجي أكاديمية أوجلان في السياسة والحرب والإنسانية، إن أبناء الشرق طلاب لذة وعبدة الشهوات، بينما الكرد عشاق الفضيلة. الكرد يمثلون نظام الجد والصرامة في العمل.

إن هؤلاء المرتزقة وأردوغان كانوا سبباً من أسباب الفوضى والجريمة في المنطقة والإدارة في شرق الفرات هي الأفشل في الاستقرار.

لقد جر أردوغان نفسه إلى هوة فظيعة في القتل والإبادة بحق الكرد وشعوب المنطقة، غدوا اليوم هؤلاء القاذورات سماسرة الصفقة، هذه من شيمة الحرب البادية الفوضى والنفاق. إنهم مجموعة قاذورات في عفرين لا يعرفون من الحضارة والمدنية شيئاً، فهم اليوم خانعون أذلاء.

الكرد اليوم كافحوا بين هذا الوسط مجموعة من الثعابين وغدت حياة المرء ليست ملكاً له، وعلينا أينما تواجدنا أن نخلق حضارة مبنية على أسس إنسانية، والقائد شخصية ذات وزن سياسي وبكل كفاءة وكما غدا نجماً ساطعا في سماء الكرد والمنطقة هو سياسي مجتهد بالدرجة الأولى متحقق فيه شروط القيادة لم نعهدها في القيادات الكردية السابقة على الإطلاق وتفرض وجودها على الساحة السياسية وتحسب لها ألف حساب.

هذه الحياة غير جديرة بأن تعاش تحت ظل الاستبداد والاحتلال، الشعب الكردي اليوم يعيش غريباً عن أوطانهم، فرَّ من بين أيديهم حتى الأمل في العودة، ويعيش الشعب اليوم في لجة من الألم والقسوة بعيدا عن التمتع حتى بالأمان، رغم ذلك لكنه يتمسك بأطراف الحياة ويمضي لأجل أغلى هدف؛ تلك الفلسفة هي عصارة فكر القائد أوجلان، إننا إن لم نفقه واقعنا فقد حطمنا العدو الآن، فليس أمام الكرد التخطي مرة أخرى، هذه آخر محاولة لهم في هذا الطريق، كيف استطاع الطاغية أن يجمع حوله هذه القاذورات ثم يستخدم هؤلاء وبشكل يمكنه في محاربة الكرد. إننا نقضي سنوات في تدريب شخص ونبذل جهوداً عظيمة في جعله يدرك أن حياته ليست بذات قيمة وشأن من دون حرية ولنجعله أيضاً ينفذ ما يلقى إليه من أوامر دون تردد في طاعة مهما كانت تلك الأوامر قاسية وخطرة، ونحن في عصر حتى لا يمتلك الانسان نفسه.

لم يظهر القائد APO طوعاً بعد أن سُحق كل شيء في الكرد حتى الشرف والكرامة، القائد يدرك ذلك حقاً؛ نعم انه سيقهرهم، اليوم القائد يبحث عن كنز دفين بين الناس هم أولئك الأنبياء القادرين على تحرير الشعب من رجز الشوفينية، والتاريخ سيذكره الى الابد، ثورة القائد APO عبد الله أوجلان هي ثورة الحرية.

زر الذهاب إلى الأعلى