الأخبارمانشيت

حسن كوجر: احتفالات نوروز كانت تمثل مقاومة نابعة من روح إمرالي

أكد حسن كوجر أن الانضمام الجماهيري الكبير لاحتفاليات نوروز في شمال وشرق سوريا من قبل كافة المكونات كان إثباتاً واضحاً على تلبيتها النداء الذي أطلقته حركة حرية كردستان، وأوضح أن النار التي أوقدها القائد عبد الله أوجلان قبل خمسين عاماً خلقت انبعاثاً جديداً، ونوه إلى أن: “الآن انتقلنا من مرحلة الانبعاث إلى مرحلة الحرية”.

تحت شعار “بإرادة الشعوب سنجعل نوروز 2022 نوروز حرية القائد آبو”، أقيمت احتفاليات حاشدة بعيد نوروز في شمال وشرق سوريا ومقاطعة الشهباء ومدينة حلب ودمشق.

نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حسن كوجر أوضح في تصريح لوكالة هاوار، أن لشعار نوروز أهمية بالغة لأنه متعلق بالحرية الجسدية لقائد الأمة الديمقراطية عبد الله أوجلان. وقال: “24 عاماً والقائد عبد الله أوجلان في عزلة، ويتعرض للتعذيب النفسي، 24 عاماً والقائد يناضل ويقاوم بلا هوادة في سجن إمرالي”.

وأشار حسن كوجر إلى تبني شعب المنطقة لشعار نوروز هذا العام، لأن الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان مهمة للشعب الكردي وشعب المنطقة، وقال: “اعتقال القائد أوجلان هو اعتقال لإرادة وحرية الشعوب”.

الشعب قال كلمته: لن نرضى بالعبودية

وأوضح كوجر أن الانضمام لاحتفاليات نوروز هذا العام في شمال وشرق سوريا وكردستان والعالم كان لافتاً، وأكد أن الجميع عبّروا عن موقفهم خلالها للعالم أجمع؛ مفاده: “نحن شعب لن نرضى بالعبودية. شعب يمتلك الإرادة والقومية والثقافة ويمتلك النظام والتنظيم. شعبنا رفع شعار “بإرادة الشعوب سنجعل نوروز 2022 نوروز حرية القائد آبو”. كما رفع شعار أخوة الشعوب، وهذا ظهر في مناطق الرقة والطبقة وكان لافتاً للانتباه، وإثباتاً أن ثورة شمال وشرق سوريا تأسست على مبدأ أخوة الشعوب”.

أكد حسن كوجر أن عموم أبناء شمال وشرق سوريا أحيوا نوروز 2022 بمحبة وإخاء، على أسس ومبادئ الأمة الديمقراطية التي طرحها القائد عبد الله أوجلان من سجن إمرالي. وقال: “نوروز عام 2022 أحيي بمعنويات ومقاومة عاليتين، وبمشاركة جماهيرية واسعة، وهذا دليل على التكاتف والتلاحم بين عموم مكونات المنطقة”. منوهاً إلى أن نوروز هو حدث قومي بالنسبة للشعب الكردي يشعره بقوميته وتاريخه وثقافته.

كوجر أوضح أن إفشال هجمات دولة الاحتلال التركي منح شعب المنطقة معنويات عالية، وقال: “سعت تركيا وعبر هجماتها إلى كسر إرادة الشعب، فرضت عزلة مشددة على القائد أوجلان في إمرالي ومنعت محاميه وذويه من لقائه، وشنت الهجمات على مقاتلي قوات الدفاع الشعبي (الكريلا)، إلا أنها لم تحقق أية نتيجة، حيث قالت تركيا إنها ستقوم بتصفية الكرد ولكن نوروز 2022 أثبت أن الشعب الكردي وشعوب المنطقة لا يمكن تصفيتها”.

وشدد حسن كوجر على أن الانضمام الجماهيري لاحتفاليات نوروز في شمال وشرق سوريا من قبل كافة المكونات كان إثباتاً واضحاً على تلبيتها النداء الذي أطلقته حركة حرية كردستان، بضرورة مشاركة عموم الشعب في فعاليات نوروز عام 2022 بفعالية، ورفعْ شعار “بإرادة الشعوب سنجعل نوروز 2022 نوروز حرية القائد آبو”، إثبات واضح لتطبيق فلسفة الأمة الديمقراطية في هذه المناطق، حيث شارك الجميع في الاحتفاليات الخاصة بالشعوب التي تعيش على هذه الجغرافية.

ماذا أحدث نوروز 1973

حسن كوجر أشار إلى شعار نوروز عام 2022، منوهاً إلى أن مصدره مقاومة إمرالي، وقال: “في حال قاوم قائد شعبٍ ما فإن الشعب سيواصل المقاومة حتى لو أبيد. منذ خمسين عاماً أوقدت شعلة نوروز، وحدثت تطورات كبيرة؛ يمكن إيجازها بأن الكردي كان يستحي أن يقول سابقاً بأنني كردي، لم يكن يعرف تاريخه وثقافته، الجميع كان يهاجمه ولم يكن لديه منظومة دفاعية، كان ذكر اسم الكرد وكردستان ممنوعاً، وفي حال ذكرهما إما أن يعتقل الشخص أو يقتل. شعلة نوروز التي أوقدها القائد عبد الله أوجلان قبل خمسين عاماً خلقت انبعاثاً جديداً للمجتمع، وظهرت إرادة الشعب الكردي من جديد، وقال الشعب كلمته: مهما قمتم بإنكارنا فنحن الآن أصحاب إرادة وقوة دفاع، ونفهم السياسة والتاريخ والثقافة، ولدينا روح وطنية ولن يستطيع أحد بعد الآن إنكار هذا الشيء”.

ونوه كوجر بالقول: “لفهم حقيقة ما نقول، أثناء هجمات داعش كان الجميع متلكئاً وتائهاً، كافة الجيوش كانت ضعيفة أمام هذه الهجمات، إلا أن وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية أبدت مقاومة إنسانية عظيمة نيابة عن العالم أجمع، وهذه المقاومة نابعة من روح إمرالي، من روح فلسفة الأمة الديمقراطية، وهذه المقاومة التي أبداها الشعب الكردي وشعب المنطقة شكلت مكانة لدى العالم أجمع، حينما نقول اسم الكرد الكل يقول هؤلاء حاربوا داعش، حاربوا الإرهاب ناضلوا من أجل الإنسانية، هذه المقاومة لم تأتِ عن عبث بل هي نتاج مقاومة خمسين عاماً التي نتحدث عنها، نتيجة فلسفة وفكر، الشعب الكردي شكل لوحة بيضاء في جدار المجتمع الدولي والعالم وكل ذلك بفضل ونضال القائد أوجلان، يجب ألا ننكر هذه الحقيقة ومن ينكرها لا يمتلك الوجدان”.

وقيّم كوجر نضال الخمسين عاماً بالقول: “الآن انتقلنا من مرحلة الانبعاث إلى مرحلة الحرية، نسعى إلى تأسيس نظام ديمقراطي حر مع كافة مكونات المنطقة من العرب والسريان والتركمان، وفق مبادئ وأسس الأمة الديمقراطية التي خرجت من مدرسة إمرالي”.

وأكد كوجر أن الشعب المنظم يستطيع الدفاع عن نفسه وأما الشعب غير المنظم سيباد، ويمكن أن نستخلص ذلك من حرب أوكرانيا، والأمر الآخر هو أنه لا يمكن الاعتماد على القوى الخارجية، لأن الاعتماد عليها غير صحيح، يجب الاعتماد على قوة الشعب، وقال: “رئيس أوكرانيا دعا الشعب إلى الشارع، هذا يعني أن قوة الشعب كبيرة، كلما اعتمدت على قوة الشعب والتنظيم واعتمدت على حمايتك الذاتية ستنتصر، نعيش في واقع القوي يأكل الضعيف، لا نعيش في واقع مبني على القيم وحقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة. لذلك كلما اعتمدنا على أنفسنا وقوتنا الذاتية وإرادتنا وقتها سننتصر. هذا لا يعني قطع العلاقات مع الخارج، ولكن يجب أن نعيَ أن الدول الخارجية ليست مؤسسات خيرية تقدم الدعم لك. إذا كانت لديها مصالح معك ستدعمك، وإن لم تكن فلن تدعمك”.

الدبلوماسية في الشرق الأوسط تتطلب القوة

وشدد حسن كوجر على ضرورة إدراك الشعب أن الحرب الثورية الشعبية هي أساس البقاء، وقال: “الدبلوماسية في الشرق الأوسط تتطلب القوة، لذلك يحب أن تمتلك قوة تنظيمية وعسكرية وسياسية، في حال لم تمتلكها فلن تستطيع ممارسة الدبلوماسية، أو ستكون تابعاً لقوة ما، الدبلوماسية الحقيقية في الشرق الأوسط تعتمد على القوة”. مضيفاً: “تطورت دبلوماسيتنا بعد انتصار كوباني لأننا هزمنا داعش، وواصلنا ذلك حتى تحرير الباغوز، الذي يعد انتصاراً لعموم الشعوب”.

نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حسن كوجر، أكد أن المجتمع الذي ينظم نفسه سياسياً وعسكرياً واجتماعياً يحق له العيش بحرية.

زر الذهاب إلى الأعلى