الأخبارمانشيت

تسليحُ الكردِ قبلَ الزيارة … ودعمٌ سياسيٌّ بعدها

الرئيسُ الأمريكيُّ دونالد ترامب قامَ بإرسالِ رسالةٍ إلى اردوغان قبلَ الزيارة المرتقبة له إلى امريكا، ورسالةٌ أخرى قدمها لهُ وهو في ضيافته، حيثُ قامَ المبعوثُ الخاصُ للتحالفِ الدوليِّ للرئيس الأمريكيّ بريت ماكغورك بزيارةٍ سريةٍ إلى مدينةِ عينِ العرب كوباني يوم الثلاثاء 16/ مايو – أيار/  2017.

فقد هبطَ ماكغورك بطائرةِ هليكوبتر في قاعدةِ التحالفِ الدوليِّ (جنوبَ مدينةِ كوباني) للقاءِ ممثلينَ عن مجلسِ الرقة المدني، الذي تمَّ تأسيسهُ مؤخراً من قبلِ قواتِ سوريا الديمقراطية.

أتتْ زيارةُ ماكغورك بالتزامنِ مع زيارةِ الرئيسِ التركيِّ رجب طيب أردوغان لواشنطن، ما اعتبرها مراقبونَ رسالةً أمريكيةً أخرى للرئيسِ التركيِّ رجب طيب أردوغان، بعدَ إقرارِ البيتِ الأبيضِ تسليحَ وحداتِ الحمايةِ الكردية.

مصادرُ بونت بوست الخاصة أكدتْ أنَّ ممثلينَ عن وزارةِ الخارجيةِ الأمريكيةِ كانوا برفقةِ ماكغورك لمناقشةِ ملفاتٍ استراتيجيةٍ على الصعيدِ السوريّ.

لقاءُ ماكغورك وممثلو وزارةِ الخارجيةِ الأمريكيةِ مع مجلسِ الرقةِ المدنيِّ بالإضافةِ إلى مجلسِ مدينةِ الطبقةِ التابعِ للأخيرِ، حصلَ في بلدةِ عين عيسى (التابعةِ لمحافظةِ الرقةِ شمالِ سوريا )، وقد تمَّ مناقشةُ كيفيةِ إدارةِ المحافظةِ خلالَ الاجتماع.

تمَّ تأسيسُ مجلسِ الرقةِ المدنيِّ في 18 أبريل – نيسان الماضي، برعايةِ قواتِ سوريا الديمقراطية، والتي تعهّدتْ بتقديمِ كافةِ المساعداتِ لإنجاحِ عمله، ما يعتبرُ اجتماعَ ماكغورك للمرةِ الثانيةِ بمجلسِ الرقةِ المدنيِّ منذُ تأسيسهِ دعماً سياسياً لـ سوريا الديمقراطية.

المصدرُ قال:” أنَّ ماكغورك أكَّدَ خلالَ اجتماعهِ الأخير؛ أنَّ الولاياتِ المتحدةِ سوفَ تقدمُ الدعمَ اللازمَ لمجلسِ الرقةِ المدنيِّ كونهُ يضمُ كافةَ العشائرِ في المنطقة.

ومن المرتقبِ أن يجتمعَ ماكغورك وممثلو الخارجيةِ الأمريكيةِ يوم (17/ مايو – أيار/ 2017) مع قيادةِ قواتِ سوريا الديمقراطية، لبحثِ المسائلِ اللوجستيةِ والاحتياجاتِ العسكريةِ لمعركةِ مدينةِ الرقةِ المرتقبةِ بِدئُها في الأشهرِ المقبلةِ وربما تطولُ زيارةُ ماكغورك إلى الغدِ بحسبِ المصدرِ ذاتِه.

تأتي هذهِ الزيارةُ في وقتٍ تعيشُ العلاقاتُ التركيةُ الأمريكيةُ أزمةً حادةً بالنسبةِ للملفاتِ السوريةِ، وخاصةً ملفَ الكُرد على الحدودِ التركيةِ الجنوبية.

ولكن يبدو أن الإدارة الأمريكية لا تكترثُ للتصريحاتِ التركيةِ المتتاليةِ القائلةِ :” إن حزبَ الاتحادِ الديمقراطيِّ الكرديّ ووحداتُ الحمايةِ الكرديةِ منظمتين إرهابيتين”.

فبعدَ القصفِ التركيِّ على موقعِ قيادةِ وحداتِ الحمايةِ الكرديةِ في 25 نيسان الماضي على جبلِ كراتشوك في محافظةِ الحسكة بشمالِ شرقِ سوريا، برزَ الدعمُ الأمريكيُّ بشكلٍ علنيٍّ أمامَ الكاميرات.

وبعدَ الغاراتِ؛ مباشرةً سارعتْ القواتُ الأميركيةُ إلى توجيهِ رسالةٍ عسكريةٍ لتركيا.

فقد قامَ ضابطٌ بالجيشِ الأميركيِّ بمرافقةِ قيادةِ الوحداتِ الكرديةِ في جولةٍ بالمناطقِ التي قصفتها تركيا، وقوامُ المدرعاتِ المحملةِ بالأعلامِ والجنودِ الأمريكيينَ بمراقبةِ الحدود، مما اعتبرها مراقبونَ أنها رسالةُ إلى تركيا مفادُها أنَّ الشراكةَ العسكريةَ بينَ واشنطن ووحداتِ حمايةِ الشعبِ وثيقة.

أمّا الرسالةُ الدبلوماسيةُ فقد صدرتْ عن وزارةِ الخارجيةِ الأميركيةِ التي عَبَّرَتْ عن “قلقها العميقِ” إزاءَ الضرباتِ الجوية.

فقد قالَ المتحدثُ باسمِ الخارجيةِ الأمريكي، مارك تونر، في مؤتمرهِ الصحفيِّ آنذاك: “إننا نشعرُ بقلقٍ بالغٍ من ضرباتِ القواتِ الجويةِ التركيةِ على شمالِ سوريا، وكذلكَ على شمالِ العراق”.

وكانَ ترامب قد اتخذَ قراراً منذُ أيامٍ بتسليحِ الكُردِ في سوريا لمواجهةِ تنظيمِ داعش، مما أثارَ موجةَ اعتراضاتٍ من المسؤولينَ الأتراك.

المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى