الأخبارمانشيت

تركيا تعمل على ديمومة احتلالها لعفرين، وإدلب ليست إلا ورقة تتلاعب بها

سوريا أمام  خيارين؛ إما التقسيم ومناطق للنفوذ، وإما تحرير عفرين وباقي المناطق من الاحتلال التركي ومرتزقتها والإرهابيين وإقامة نظام ديمقراطي لامركزي.

الدولة التركية تعمل بكل دبلوماسيتها للوقوف بوجه تحرير عفرين وعدم عودة سكانها النازحين إليها.

جاء ذلك في لقاء خاص لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع  حسن كوجر الاداري في حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM حول أوضاع شعب عفرين في الشهباء وعن التطورات الأخيرة على الساحة السورية ، كوجر قال:” إن شعب عفرين في الشهباء يعيد تنظيم نفسه من أجل استمرارية المرحلة الثانية من المقاومة وتحرير عفرين من الاحتلال والمرتزقة الارهابيين”، ” اللامركزية ضمان وحدة سوريا أرضاً وشعباً”.

نص اللقاء

هل توجز لنا أوضاع نازحي عفرين في مخيم الشهباء؟

 قبل الحديث عن الوضع العام لشعب عفرين في الشهباء لابد الحديث عن المرحلة التي سبقت نزوج شعب عفرين عن دياره،  ففي الوقت الذي تعرضت عفرين لهجمة  تركية إرهابية همجية عنيفة، وباتفاق دولي، بقي شعب عفرين في وجه المجازر وجهاً لوجه، وقدموا التضحيات البطولية  في وجه الهجمة التي استهدفت عفرين وشعبها من ناحية التصفية الجسدية والثقافية و على جميع النواحي الأخرى، شعب عفرين  اُضطر إلى النزوح نحو مناطق الشهباء وهناك اخذوا بتنظيم حياتهم من جديد، أي إن  مرحلة جديدة من المقاومة والتنظيم بدأت لمواجهة الهجمة الارهابية للدولة التركية على عفرين؛ لذا فالتنظيم في مخيمات الشهباء هو من أجل الحفاظ على المقاومة واستمراريتها حتى تعود عفرين لسكانها وتتحرر من  شتات الإرهابيين الذين استقدمهم النظام التركي الغاصب والمحتل من  المناطق الأخرى وجمعهم في عفرين.

المرحلة الثانية من المقاومة بدأت من تنظيم المجتمع على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والمادية إضافة إلى الجانب العسكري للمقاومة.

شعبنا في شمال سوريا من كرد وعرب وسريان وفي المهجر قدموا المساندة والدعم المادي والمعنوي ليتمكن شعبنا النازح إلى الشهباء من الاستمرار في المقاومة والتنظيم في الوقت الذي غُيِّب فيه دور المنظمات الدولية بل كانت دورها ضمن إطار الهجمة على عفرين.

من الناحية التنظيمية  نموذج الادارة الذاتية يطبق في مخيمات الشهباء من حيث تأسيس الكومينات والمجالس التي تنظم شؤون الشعب من الناحية الخدمية والتنظيمية، بالطبع يوجد معاناة من الناحية المادية ومن الناحية السيكولوجية كنتيجة للهجمة الوحشية والنزوح من الديار بالنسبة للشعب، لكنه لم يفقد الأمل بل هم في عمل وسعيِ كبير من أجل المقاومة والتحرير.

الامكانيات المادية  ضعيفة ومحدودة  من حيث توفير فرص العمل من أجل تأمين المعيشة بالنسبة لشعبنا في الشهباء، لكن وكما ذكرت آنفاً شعبنا قدَّم المساندة والادارة الذاتية تعمل في هذا الإطار وبكل مساعيها من أجل تجاوز هذه التحديات والصعوبات وبشكلٍ مخطط ومنظم لتوفير فرص العمل وتأمين معيشة كريمة، المعاناة  لن تطغى على إرادة المقاومة.

من هنا فأن نزوح شعب عفرين إلى الشهباء كان من أجل حماية نفسه من الحملة الهمجية الإرهابية للنظام التركي، وليعيد  تنظيم وتهيئة  نفسه من جديد للمقاومة وتحرير عفرين من براثن الإرهاب وقوى الاحتلال، والمؤتمر الشعبي  لتحرير عفرين في مخيم الشهباء جاء في هذا الإطار وشعبنا ماضٍ في مقاومته.

هل ستبقى تركيا في عفرين، وما الدور الذي تلعبه تركيا في سبيل الحفاظ على مناطق نفوذها واحتلالها في سوريا؟

 الدولة التركية مستعدة لأن تُسلم كل المناطق الخاضعة لنفوذها باستثناء عفرين وهي ترى في الشعب الكردي العدو الأول والأخير  من هذا المنطلق هناك حرب خاصة تُقاد ضد شعبنا، فالعدو يعمل بسياسة خاصة وبمنهجه المتفسخ في المنطقة على تحييد شعبنا عن المقاومة وكسر إرادته واصراره على التحرر والعودة، من جهة، كذلك يعمل على إفراغ غرب الفرات من الكرد وكل من يقاوم السياسة  العدوانية التركية من جهة أخرى.

وهذا له  تأثير نفسي على الشعب، لكن الشعب الذي  يمتلك إرادة المقاومة وإرادة التحرير لن تثنيه مخططات وسياسات المحتل عن أهدافه وآماله.

تركيا تعمل على  ديمومة احتلالها وبقائها في عفرين، وإدلب ليست  إلا ورقة يتلاعب بها النظام التركي في اتفاقاته مع روسيا ومع الآخرين في سبيل تحقيق مطامعه كقوة احتلال.

لكن المؤكد بالنسبة لنا أن تحرير عفرين قادم ونحن نعمل في هذا الإطار وشعبنا ينظم نفسه وفق متطلبات الثورة والمقاومة في كل مكان، الاتفاقات والمؤامرات على عفرين لن تنتهي وهدف أردوغان من نقل المجموعات الارهابية وعوائلهم من إدلب أومن  المناطق الأخرى هو لتغيير ديمغرافية عفرين والقضاء على الروح الكردية المقاومة في عفرين، وكذلك للقضاء على التواجد الكردي في غرب الفرات. والعمل على زرع الفتنة بين الكرد والعرب وبقية المكونات في المنطقة وهي تشجع على ذلك وهذه حقيقة واضحة للعيان، لكن على شعبنا العربي خاصة هؤلاء الذين هُجِروا إلى عفرين واستوطِنوا فيها أن يدركوا لعبة النظام التركي القذرة، وأن يكونوا متيقظين لهذه السياسة، وأؤكد على ضرورة مقاومة هذه السياسات  بالنسبة للشعب العربي في المناطق الأخرى وأن يناضلوا من أجل الحد من السياسات التركية في المنطقة برمتها.

هناك من يخطط لتقسيم سوريا، أنتم كيف تنظرون إلى مستقبل سوريا في ظل الاتفاقات الإقليمية والدولية؟

 لا شك بأن الشعب السوري هو من يدفع ثمن السياسات الإقليمية والدولية والصراعات التي تدور على أرضه، لكن وبدون إطالة  سوريا أمام خيارين لا ثالث لهما إما التقسيم والتقاسم بين القوى الإقليمية الطامعة، وإما نموذج ديمقراطي لامركزي للحكم وللنظام السياسي في سوريا  يتفق عليها الشعب السوري، وهنا أشير لضرورة  تحرير عفرين من الاحتلال كونها أساس تحرير سوريا كاملاً من قوى الاحتلال، وعلى إثرها يتحدد مستقبل سوريا ووحدتها.

على الشعب السوري والحكومة السورية أن يدركوا ذلك، للحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، والحديث الإعلامي الفضفاض الذي نشاهده اليوم من قبل بعض الأطراف هو مجرد بروباغندا إعلامية، والنموذج العراقي خير مثال أمامنا، من هنا فأن التوافق السوري السوري على التحرر وإقامة نظام لا مركزي ديمقراطي هو الضمان لوحدة سوريا أرضاً وشعباً، في وجه الطامعين وكل من يتأمر على سوريا وعلى الشعب السوري.

PYD  (أ- د)

زر الذهاب إلى الأعلى