الأخبارمانشيت

تركيا تعرقل الحرب ضد داعش

تركيا تدّعي بأنّه ليس هناك وجودٌ لداعش في سوريا, وتطالب الولايات المتّحدة وقف الدّعم للكرد.

قامت القوّات الكرديّة ممثّلةً بوحدات حماية الشّعب (YPG)، بمقاومة داعش في سوريا بدعمٍ من الولايات المتّحدة, وتعتبر أنقرة هذه الجّماعات مرتبطة بالمنظّمات المحظورة في الدّاخل التّركي مثل حزب العمّال الكردستاني, وقد صعّدت من عمليّاتها ضدّ هذه الجّماعات على الحدود.

وطالب أردوغان التّحالف الّذي تقوده الولايات المتّحدة ضدّ داعش بإنهاء دعمها لـوحدات حماية الشعب قائلاً:

هذه فرصةٌ لأولئك الّذين يقولون إنّهم حلفاؤنا، وأنّهم شركاء استراتيجيّون، ويريدون نقل علاقاتنا إلى المستقبل من خلال تقوية علاقاتنا سياسيّاً واقتصاديّاً وعسكريّاً.

غير أنّ وزارة الدّفاع الأمريكية (البنتاغون) أشارت مراراً وتكراراً إلى أنّ كلٌّ من تركيا والمقاتلون الكرد السوريّون حلفاء أساسيّون لواشنطن. أصبحت قوّات سوريا الدّيمقراطيّة الشّريك الأمريكيّ الأكبر في سوريا في عام 2015، لتحلّ إلى حدٍّ كبيرٍ محلّ المعارضة المسلّحة المختلفة الّتي تحاول الإطاحة بالرّئيس السّوري بشار الأسد في عام 2011.

توجد دولٌ أخرى كانت مؤيّدةٌ للمعارضة مثل إسرائيل وقطر ولكنّها تخلّت عنها كما تخلّت المملكة العربيّة السعوديّة إلى حدٍّ كبيرٍ عن دعمها للمتمرّدين, حيث هزمهم الجّيش السّوري وحلفاؤه الرّوس والإيرانيّون، لكنّ تركيا ظلّت راعيةً رفيعة المستوى للمعارضة والجّماعات الإسلاميّة.

وقد تدخّلت تركيا مرتين في شمال سوريا من أجل كبح التقدم الكردي، وكان آخرها في كانون الثاني عندما قامت القوّات التركيّة وحلفاؤها من المتمرّدين السّوريّين بهزيمة الكرد في عفرين، وهي العمليّة الّتي شهدت دعماً أمريكيّاً, القتال ضدّ داعش في شرق سوريا توقّف مع اندفاع المقاتلين الكرد للدّفاع عن الخطوط الأماميّة في شمال سوريا.

بعد فترةٍ وجيزةٍ من دخول التّحالف الّذي تقوده الولايات المتّحدة مرحلته الثّالثة والأخيرة من القضاء على داعش، تمّ تعليق الحملة مرّةً أخرى مؤقّتاً عندما بدأت تركيا بقصف المواقع الكرديّة الشّهر الماضي في شمال سوريا، مما دفع قوات سوريا الدّيمقراطيّة إلى توجيه دعوةٍ إلى كلٍّ من التّحالف الّذي تقوده الولايات المتّحدة والحكومة السّورية لاتخاذ إجراءاتٍ إزاء هذه الهجمات, فبدأ التّحالف بقيادة الولايات المتّحدة بالفعل بتسيير دورياتٍ مشتركةٍ تهدف إلى تجنّب مثل هذه الاشتباكات، ولكنّ التّحالف بعد ذلك أعلن أنّ الولايات المتّحدة أرسلت قوّاتٍ إلى الحدود التّركيّة.

(إنّ القوّات الأمريكيّة تؤمّن المواقع لأماكن المراقبة المأهولة على الحدود السّوريّة التّركيّة, والهدف هو دعم الأمن والاستقرار على الحدود وتمكين القتال المستمرّ ضدّ داعش).

وقد أعرب وزير الدّفاع التّركي (خلوصى آكار) عن عدم ارتياح بلاده لقرار البنتاغون, حيث قال في بيانٍ:

إنّ نقاط المراقبة ستجعل الوضع المعقّد في المنطقة أكثر تعقيداً.

كما قال المتحدّث باسم التّحالف الكولونيل (شون رايان):

 إن التّحالف ملتزمٌ بالأمن في منطقة شمال سوريا، وهو يأخذ في الاعتبار أمن تركيا أيضاً.

وكانت تركيا أيضاً قد أنشأت مراكز مراقبة على حدود إدلب، وهي في شمال غرب سوريا على الحدود مع عفرين الّتي تحتلّها تركيا, وتمثّل آخر معقلٍ للمسلّحين (الّذين يسيطر عليهم الإسلاميّون) المعارضين للأسد, وتُحاط إدلب بالأراضي الخاضعة لسيطرة النظام السّوريّ، والّذي أرسل تعزيزاتٍ إلى المنطقة تحسّباً لمعركةٍ محتملةٍ لاستعادة السّيطرة على إدلب، وتهيمن على إدلب مجموعاتٌ تابعةٌ لتنظيم القاعدة, وتضمّ ما يقدّر بنحو 3 ملايين شخصٍ معظمهم من المدنيّين.

وأُبرمت صفقةٌ بين تركيا وروسيا الّتي أقامت مع إيران مراكز مراقبةٍ بالقرب من إدلب, وحتّى الآن هناك قتالٌ كبيرٌ بين القوّات السّوريّة والمتمرّدين في المنطقة، ورغم أنّ الطّائرات الحربيّة الروسيّة شنت غاراتٍ جويّةٍ ردّاً على هجومٍ كيماويٍّ مزعومٍ على حلب الّتي تسيطر عليها الحكومة, وبدلاً من التّصعيد في إدلب قامت القوّات السّورية بحملةٍ على جيوب داعش في جنوب سوريا وفي الشّرق حيث يقاتل المقاتلون الموالون للحكومة الجّهاديّين على الضّفة الغربيّة لنهر الفرات.

على الجّانب الآخر من الفرات استأنفت قوّات سوريا الدّيمقراطيّة هجومها ضدّ داعش، لكنّها واجهت مقاومةً شرسةً في المنطقة المحيطة بمدينة هجين.

دعت الولايات المتّحدة وتركيا إلى إزاحة الأسد من السّلطة، واتّهمته بارتكاب جرائم حربٍ، وفي الوقت الّذي دخلت فيه قوّات سوريا الديمقراطية في مفاوضاتٍ مع النظام السّوري، أجرت أنقرة محادثاتٍ منتظمةً مع موسكو وطهران على أمل إنهاء الصّراع الّذي طال أمده.

المصدر: NEWSWEEK

زر الذهاب إلى الأعلى