تقاريرمانشيت

بين عفرين وإدلب أين تكمن خريطة تقسيم سوريا ؟؟

عفرين. الأحجية التي لمَّا تزل تنفكك عقدتها بعد، القريبة من الحدود التركية بحكم الجغرافيا أصبحت بيضة القبان في موازين السياسة التركية بكل تحالفاتها وصفقاتها منذ بداية الحرب السورية وكلّفت تركيا احتلالها ثمناً باهظاً تجلّى في الانهيار الاقتصادي الذي مسَّ مستقبل حزب العدالة والتنمية بتراجع نسبة المؤيدين له إلى الحدود الدنيا.

تزامن الاحتلال مع صفقات المصالحة بين تركيا وروسيا لتحديد مناطق النفوذ والسيطرة بما تسمى سوريا المفيدة ومناطق غرب الفرات وشرقه

وانطوى ذلك على رسم خرائط جغرافية سياسية وعسكرية جرى الاتفاق عليها في استانا وسوتشي فيما سميت بمناطق خفض التصعيد نتجت عنها بناء جدار حول المدينة وصل طوله إلى 75 كيلومتراً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير تمهيداً لعزلها عن محيطها الجغرافي وانسلاخها عن الأرض السورية دون أن تحرك سوريا ساكناً أو أن تصطدم بتركيا سوى في بعض التصريحات كانت آخرها من مندوب النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري عندما تعرض نقطة عسكرية تركية في إدلب للقصف السوري إذ قال: إن النظام التركي لم يحترم حسن الجوار مؤكداً أنه لو كان للنظام التركي حكمة سياسية لنظر إلى المستقبل حيث نحن وتركيا باقون في المنطقة بحكم الجغرافيا

وصرَّح وليد المعلم من بكين في 18 يونيو حزيران بتصريحات مشابهة تعليقاً على التهديدات التركية للجيش السوري عندما تعرّضت إحدى نقاط الجيش التركي للمراقبة في إدلب لهجوم من منطقة واقعة تحت سيطرة القوات الحكومية “أن سوريا لا تريد مواجهة عسكرية مع تركيا ولا نتمنى ولا نسعى للمواجهة بين قواتنا والجيش التركي في إشارة إلى الإذعان لما ترسمه وتخطط له القوى الدولية لمستقبل سوريا المقسمة من حيث مناطق النفوذ الحالية

يُشار إلى أن محافظة إدلب تعرضت في الآونة الأخيرة إلى هجمات قوية من قوات النظام السوري وحلفائه بمساعدة الطيران الروسي ما أدى إلى مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش كلاً من روسيا وتركيا العمل على استقرار الوضع في المحافظة دون إبطاء

وكان بعض المصادر قد ذكرت أن كلاً من روسيا وتركيا تعمل على تبادل المناطق التي تتمركز فيها نقاط المراقبة للطرفين ضمن صفقاتهما المستمرة وأشارت إلى أن روسيا رفعت الغطاء عن تل رفعت والقرى المحيطة به لتسليمه إلى تركيا مقابل أجزاء من إدلب لإبعاد جبهة النصرة عن مطار حميميم.

وتسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى رسم خريطة للحل السوري كما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط عن بعض مصادرها الخاصة أن واشنطن وموسكو تواصلان محادثاتهما إزاء خطة أميركية قُدمت إلى روسيا من ثماني نقاط تتناول مبادئ التسوية السورية واحتواء إيران وسط استمرار الخلاف بينهما حول تسلسل تنفيذ هذه الخطة ويتوقع أن يكون قد جرى تناول الخطة في الاجتماع الأمني الأميركي – الروسي – الإسرائيلي الذي انعقد في القدس الغربية يوم الأثنين.

وتضيف الصحيفة بحسب المعلومات المتوفرة لديها أن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي قدَّمَ  خلال زيارته إلى سوتشي منتصف مايو (أيار) المنصرم التي التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي بحضور جيمس جيفري، مسؤول الملف السوري في الإدارة الأميركية، خطةً من ثماني نقاط تتناول تنفيذ القرار الدولي 2254 بهدف التوصل إلى حل سياسي.

وشملت الخطة أيضا بنوداً تهدف إلى التعاون في ملف محاربة الإرهاب “داعش”، وإضعاف النفوذ الإيراني، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل في سوريا، وتوفير المساعدات الإنسانية، ودعم الدول المجاورة، وتوفير شروط عودة اللاجئين السوريين، إضافة إلى إقرار مبدأ المحاسبة عن الجرائم المرتكبة في سوريا.

وكانت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرق سوريا قد دعت مراراً  وما تزال إلى الحوار السوري ـ السوري

وَسَعَتْ في جميع لقاءاتها ومنتدياتها للوصول إلى نقاط جامعة ومشتركة بين كافة مكونات وأطياف الشعب السوري والمعارضة والنظام للوصول إلى صيغة توافقية ترضي جميع الأطراف وتُوقف نزيف الدم السوري وضمان ذلك بصياغة دستور جديد للبلاد

وأكدت أنْ لا حل للأزمة السورية دون عودة عفرين إلى أهلها وانسحاب تركيا من كافة الأراضي التي تحتلها في سوريا وخروج كل القوى الأجنبية.

وتطرَّق السيد عبدالله أوجلان في رسالته لقوات سوريا الديمقراطية وتركيا إلى حلِّ الخلافات بين الطرفين عبر القوة الناعمة وتبديد مخاوف الجانبين منعاً للصدام العسكري

وبحسب مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية فإن الجانب الأمريكي يقوم بمساعٍ حثيثة بينها وبين تركيا للوصول إلى صيغة توافقية وترتيبات جديدة بين الطرفين

وفي تصريحات سابقة لمظلوم كوباني أفصح عن الشرط الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية للاستمرار في المفاوضات غير المباشرة التي تقوم بها أمريكا وهو انسحاب وخروج تركيا من عفرين والقرى التابعة لها إدارياً والعودة الآمنة لأهلها.

بدران الحسيني

زر الذهاب إلى الأعلى