الأخبارسياسةمانشيت

بين الديمقراطية والقومية والتدين أين تتجه بوصلة الانتخابات التركية؟

تحقيق: مصطفى عبدو

الانتخابات التركية القادمة قد تختلف في شكلها السياسي وطبيعة التحالفات والقوى المشاركة فيها، إنها على ما يبدو تختلف في الشكل والمضمون عن الانتخابات التي سبقتها، وهذا فرضته ظروف المنطقة والطبيعة السياسية والاجتماعية ويبدو جلياً أن الناخب سيشارك بفعالية فيها، هذه المشاركة التي قد تختلف عن المراحل السابقة إذا تم تطبيقها بنحو أحسن ويكون لها الدور الأكبر في إرساء قواعد النظام الديمقراطي في تركيا للأعوام القادمة إذا ما تم إحاطتها بالأمان والنزاهة، إن أية عملية انتخابية لا يمكن وصفها بأنها ديمقراطية من دون أن تسلك المسار الصحيح الذي يتوافق مع مبادئ حقوق الإنسان، العدالة، الشفافية، المساواة، وهذا ما تتأمله الشعوب التركية من هذه الانتخابات. مع أن الانتخابات السابقة شابتها الكثير من الشبهات.

بالمحصلة تتصاعد حدة المنافسة بين المرشحِين، وهناك استقطاباً حاداً بين المتنافسين، وعلى وقع هذه الانتخابات:

يعتقد بعض المحللين السياسيين، أن الغموض رغم بدء العد التنازلي لموعد الاقتراع، لايزال يحيط بالعملية الانتخابية برمتها، ويرى البعض أن هناك بالفعل تصاعداً للخطاب بين عدة تيارات سياسية، يأتي في سياق “الفعل ورد الفعل”، ويرجع البعض تصاعد هذه الحدة في الوقت الذي تشارك فيه جميع القوى السياسية، ما يعني صناعة معادلات وتوازنات جديدة لم تكن موجودة خاصة مع عودة حزب الشعوب الديمقراطية إلى الواجهة بقوة.

لماذا الاستعجال في إجراء الانتخابات؟ وماذا دار بين اردوغان وزعيم الحزب القومي التركي دولت بهجلي خلال لقاءهما؟؟؟

أعلن الرئيس التركي أردوغان عن تنظيم انتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية في 24 حزيران أي قبل عام ونصف العام على الموعد المحدد بعد اللقاء الذي جمعه مع حليفه زعيم الحزب القومي دولت بهجلي.

وصرح اردوغان في لقاء صحافي بأنقرة “لقد قررنا إجراء هذه الانتخابات يوم الأحد في 24 حزيران 2018″، مع أنه كان قد نفى مراراً قبل ذلك “الشائعات” بتنظيم انتخابات مبكرة.

وكان زعيم حزب الحركة القومية، أثار مفاجأة غير متوقعة عندما طالب الحكومة بعدم انتظار الموعد المحدد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وقال بهجلي في اجتماع لنواب “حزب الحركة القومية” في أنقرة إنه بدلاً من ذلك يجب إجراء الانتخابات في 26 آب 2018. لم يكن المتابعون للانتخابات والسياسيون يتوقعون تصريحات بهجلي هذه، إذ أن حكومة الرئيس اردوغان أكدت مراراً أنه لن يكون هناك انتخابات مبكرة.

زيارة غامضة بين بهجلي واردوغان

دام الاجتماع -الذي أثار المراقبين- بين اردوغان وبهجلي نصف ساعة فقط، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. والملفت بعد هذا اللقاء إعلان الرئاسة التركية أن اردوغان سيدلي شخصياً ببيان في القصر الرئاسي، وهو أمر غير اعتيادي على الإطلاق في هذه الحالات في تركيا.

سر التحالف بين اردوغان وبهجلي

 يبدو أن اردوغان شكل تحالفاً قوياً مع حزب الحركة القومية في الأشهر الأخيرة بهدف خوض الانتخابات معاً، ولم تظهر أي خلافات علنية بين الحزبين مؤخراً.

وكان بهجلي الذي يقود حزبه منذ 1997 من كبار منتقدي اردوغان؛ إلا أنه تحالف مع الرئيس منذ الانقلاب الأخير الفاشل, وكذلك في عام 2002 عندما كان في الائتلاف الحاكم، وأطلق الانتخابات المبكرة التي وضعت حزب العدالة والتنمية في السلطة للمرة الأولى ليحكم البلاد حتى الآن.

ويرى محللون أن الأوضاع الاقتصادية في تركيا هي التي دفعت الحكومة إلى الموافقة على إجراء انتخابات مبكرة لاستباق أي تدهور اقتصادي كبير.

تساؤلات المراقبين

فما الذي دفع أردوغان إلى تغيير رأيه حول موعد الانتخابات؟ وهل الوضع خطير لدرجة إجبار أردوغان وعلى غير عادته أن يتوجه لانتخابات مبكرة؟ وهل فعلاً سينتهي عهد أردوغان مع هذه الانتخابات عبر المرشح المشترك للأحزاب المعارضة؟

منذ عدة شهور ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم يطالب اردوغان بالتوجه لانتخابات مبكرة وذلك لأسباب داخلية وخارجية أبرزها؛ الضغوط الدولية التي يواجهها أردوغان وحكومة العدالة والتنمية من قبل بعض دول الخليج ودول الاتحاد الأوروبي وأمريكا بسبب قصر المدة المتبقية للانتخابات (التي كان من المخطط إجراؤها عام 2019) وتطلعاتها لتغير السلطة في البلاد حيث أن تمديد مدة حكم أردوغان لمدة 5 سنوات عبر الفوز بالانتخابات الرئاسية المبكرة سيجعل تلك الدول تخفف ضغوطها لأنها ستكون مجبرة على التعامل مع اردوغان لفترة رئاسية أخرى إضافة إلى تقوية الموقف التركي في مسألة تأمين حدودها مع سوريا أمام الجانب الروسي.

الخشية من اتفاق جميع الأحزاب المعارضة على مرشح مشترك يستطيع فعلاً منافسة أردوغان حيث أن هناك حملة تسير بقيادة حزب الشعب الجمهوري تدعو إلى “تركيا بلا أردوغان” بمعنى أن الهدف الرئيسي للمعارضة والدول الغربية هو إبعاد الرئيس التركي أردوغان عن السلطة.

هذه الخطة ليست بخطة جديدة حيث إنه خلال عهد السلطان عبدالحميد الثاني دعيَ إلى “دولة عثمانية بلا عبد الحميد” تم بعد النجاح في تطبيقها بالقضاء على الدولة العثمانية وإلغاء الخلافة وتأسيس دولة تسير على نهج الدول الأوروبية.

أما بالنسبة إلى خطورة الموقف، فالوضع والوقت ليس في صالح أردوغان والسبب الرئيسي هو الارتفاع السريع الذي جرى في الفترة الأخيرة لسعر الدولار والذي تسبب بموجة غلاء وارتفاع  في الأسعار إضافة إلى التي حصلت بسبب المحاولة الانقلابية الفاشلة 15 تموز 2016. وغلاء المعيشة تظهر انعكاساتها السلبية بشكل ملموس تجاه أصحاب الدخل المتوسط والضعيف. وعامة الناس يحمِّلون أردوغان والحزب الحاكم في تركيا مسؤولية ارتفاع الأسعار.

بالطبع سيرافق هذا الاستياء الشعبي الناتج عن غلاء المعيشة تراجع في نسبة التأييد. لذا فتأخير الانتخابات حتى نهاية العام القادم لن يكون في صالح أردوغان الذي يجب عليه أن يجد حلول اقتصادية تقوي العُملة التركية أمام الدولار على الأقل حتى حين إجراء الانتخابات؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى تراجع كبير في أصوات الحزب كما حدث في انتخابات حزيران 2015.

حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم ينتخب أردوغان رئيساً له

 زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي أكد أن حزبه سيتحرك في الانتخابات الرئاسية وسيدعم الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات”، مشيراً إلى أن حزبه لم يجر مباحثات مع رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان بشأن الاتفاق السياسي في الانتخابات التشريعية.

وأعرب بهجلي عن استعداده للقاء أردوغان مرة أخرى في حال طلب ذلك خلال الأيام المقبلة.

جاء حديثه هذا بعد الهبوط الكبير لنسبة أصوات حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية كما ظهر أن حزب الحركة القومية لن يتمكن من تجاوز العتبة الانتخابية.

من جهة أخرى قدَّم عدد كبير من أعضاء حزب الحركة القومية التركية استقالاتهم للانضمام لـ “الحزب الصالح” الجديد والمنشق عن “حزب الحركة القومية”.

حزب الشعوب الديمقراطي يختار دميرتاش منافساً لأردوغان

صلاح الدين دميرتاش هو أحد أبناء منطقة أمد ذات الأغلبية الكردية المهمشة، بدأ بحمل لواء القضية الكردية بالطرق السلمية وبالحلول السياسية.

وهو من مواليد 1973 تخرج دميرتاش من كلية الحقوق بجامعة أنقرة ليمتهن المحاماة وثم تخصص في مجال حقوق الإنسان وتولى رئاسة جمعية حقوق الإنسان التركية وأسس مكتب دياربكر لمنظمة العفو الدولية.

بدأ دميرتاش حياته السياسة في عام 2007، بانضمامه إلى حزب المجتمع الديمقراطي وأصبح نائباً في البرلمان إلا أن الحزب تم حله في عام 2009 بتهمة دعمه لحزب العمال الكردستاني.

ما لبث دميرتاش أن أسس حزب “الشعوب الديمقراطي” في عام 2014، ونافس أردوغان على مقعد الرئاسة في العام نفسه ليحصد المركز الثالث بنسبة 9.76%.

في تشرين الثاني 2016 اعتقل دميرتاش خلال حملة قمع أعقبت محاولة الانقلاب التي هدفت للإطاحة بأردوغان، ووجهت إليه عدة تهم منها الارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور، وفي حالة إدانته يمكن أن يحكم عليه بالسجن 142 عاماً.

اهتمام عربي وعالمي وتجاهل تركي من ترشّح “دميرتاش”

من المؤكد أن ترشح  صلاح الدين دميرتاش عن حزب الشعوب الديمقراطي  سيغير الكثير في معادلة المنافسة الانتخابية على الساحة التركية، فهذه هي المرة الأولى التي تجري فيها منافسة على الانتخابات الرئاسية من خلف قضبان السجن، حيث يتنافس المسجون والسجان في انتخابات واحدة.

من جانبه يؤكد دميرتاش أن حزب الشعوب الديمقراطي يمثل الخيار الوحيد للتيار اليساري التركي، ودعا أنصاره إلى تنظيم حملات بفاعلية في الأسابيع المقبلة وتجنب الاستفزازات.

وأعرب دميرتاش عن شكوكه في نزاهة سير الحملة الانتخابية بالقول: «لا يوجد شكوك أن هذه ستكون حملة انتخابية صعبة وغير نزيهة».

في الوقت الذي تجاهلت فيه وسائل الإعلام التركية بشكل كامل خبر ترشح «صلاح الدين دميرتاش» للرئاسة التركية ممثلاً عن حزب الشعوب الديمقراطي، خرجت مئات الصحف والوكالات ووسائل الإعلام المختلفة عربياً وعالمياً لتتناول الخبر وتسلط الضوء على ترشح الزعيم الذي يواجه «رجب طيب أردوغان» من داخل السجن.

وسائل الإعلام المصرية: كرد تركيا ينافسون أردوغان بزعيم معتقل

سلطت وسائل الإعلام المصرية الضوء على ترشيح دميرتاش للانتخابات الرئاسية، وأفردت المواقع المصرية أخباراً وتقارير حول الموضوع.

وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، بثت خبراً بعنوان «كرد تركيا يتحدون أردوغان فى الانتخابات بزعيم معتقل»، أشارت فيه إلى ترشيح حزب الشعوب الديمقراطي لدميرتاش رغم أنه يقبع في السجن حالياً.

وأوضحت الوكالة المصرية في خبرها أن دميرتاش وهو أحد أشهر الساسة الأتراك  فاز في انتخابات سابقة بأصوات خارج دائرته الانتخابية التي يغلب عليها الكرد، وساهم في العام 2015 في جعل الحزب ثاني أكبر قوة معارضة في البرلمان.

ولفتت الوكالة إلى أن مستوى شعبية حزب الشعوب الديمقراطي تتراوح بين 10 و12% فقط من الناخبين الأتراك لكن من المرجح أن يحصل دميرتاش على تأييد كبير في الجولة الأولى للانتخابات أمام الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشحين آخرين.

من جانبه موقع «صدى البلد»، الواسع الانتشار أشار إلى خبر ترشح دميرتاش، الذي يعد أحد أبرز وأشهر الساسة الأتراك.

ولفت الموقع أنه ومع ترشح دميرتاش للانتخابات يرتفع عدد منافسي أردوغان إلى 4 أشخاص وهم محرم إنجيه من حزب الشعب الجمهوري، ورئيس حزب السعادة تمل قره ملا أوغلو، ووزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشنار التي شكلت العام الماضي “حزب الخير“.

ومن جانبها لفتت صحيفة «الدستور» اليومية، إلى أن الترجيحات تشير إلى أن دميرتاش سينال تأييد كبير في الجولة الأولى للانتخابات.

وسائل إعلام عربية تتناول الحدث

تناول موقع «الوطن العربي» موضوع الانتخابات التركية على صفحاته بعنوان  عريض: «دميرتاش ينافس أردوغان على رئاسة تركيا من وراء القضبان».

وأشار الموقع: «يُعتقد أن الزج بدميرتاش في السجن ورفع الحصانة البرلمانية واعتقال نواب من حزب الشعوب الديمقراطي كان مخططُ له مسبقاً لإزاحة خصوم أردوغان من طريقه فيما يتطلع لتغيير النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي بصلاحيات تنفيذية أوسع».

ولفت الموقع إلى أن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي سيكون قادراً على اجتياز عتبة الـ10% من أصوات الناخبين لدخول البرلمان.

أما صحيفة «العرب» اللندنية فصدرت عنوان «الكرد يرشحون سجيناً لينافس أردوغان فى الانتخابات الرئاسية»، لافتة إلى أن الحزب التركي البارز دفع برئيسه السابق صلاح الدين دميرتاش رغم أنه سجين حالياً لخوض المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد رجب طيب أردوغان.

وأوضحت الصحيفة أن صلاح الدين دميرتاش، 45 عاماً، يحاكم بتهم تتعلق بالإرهاب لكن لم يصدر بحقه حكم بعد ويعد من أشهر الساسة الأتراك وبالتالي يحق له الترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة يوم 24 يونيو/ حزيران.

وكالات الأنباء الدولية: الإعلام التركي يتجاهل الخبر

الإعلام الغربي والدولي بدوره أبرز الخبر وتناوله من جوانب مختلفة وكان البارز في تغطيته غياب أي اهتمام أو تناول للموضوع.

وكالة «رويترز» تناولت الخبر مشيرة إلى أن حزباً معارضاً مؤيداً للكرد أعلن ترشيح زعيمه السابق المسجون حالياً لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو حزيران المقبل، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما تجاهلت وسائل الإعلام التركية هذا الإعلان ونقلت الوكالة عن «بروين بولدان» الرئيسة المشتركة الحالية للحزب إن «مرشح حزب الشعوب الديمقراطي هو نائبنا عن اسطنبول صلاح الدين دميرتاش المحتجز رهينة وليس بإمكانه الآن القيام بعمله… أو نيل فرصة اللقاء مع ناخبيه لذا نطالب بأن يستعيد السيد دميرتاش حريته على الفور».

وأشارت الوكالة إلى هيمنة وسائل الإعلام التركية على تغطية أنشطة الرئيس رجب طيب أردوغان ووزرائه إذ يتحدث الرئيس على الهواء مباشرة مرتين أو ثلاث مرات يومياً وتنقل معظم المحطات الرئيسية خُطَبَهُ بينما تحظى أنشطة أحزاب المعارضة بتغطية أقل كثيراً ولا تعير وسائل الإعلام أي اهتمام تقريباً لحزب الشعوب الديمقراطي.

وتناولت الوكالة أيضاً خطاب دميرتاش الذي بثه الحزب ودعا فيه مؤيديه لمساعدته خلال الحملة.

أما «سكاي نيوز»  فأكدت على أهمية هذا الترشح حيث يخوض الكُرد معركة الانتخابات الرئاسية بمرشحهم السجين خلف القضبان.

وبدورها نقلت «وكالة الأنباء الفرنسية» الخبر؛ لافتة إلى أن دميرتاش  الذي سبق وقال إثر اعتقاله إن حياته السياسية انتهت طالما بقي في السجن غير رأيه ليبقى السؤال كيف يمكن أن يسجل نفسه مرشحاً ويقود حملة انتخابية وهو يقبع في السجن.

ولفتت الوكالة إلى أن إعلان ترشح دميرتاش جاء في وقت تتحالف  فيه 4 أحزاب معارضة ضد أردوغان مشيرة إلى أن هذا الإعلان يأتي ليزيد من الترقب للانتخابات المقررة في الـ 24 يونيو.

«دميرتاش» .. منافساً قوياً لأردوغان لو لم يكن «كردياً»..!!

وأفردت قناة «فرانس 24» وقتاً لبحث تبعات إعلان دميرتاش خوض العملية الانتخابية الأمر الذي يشكل تحولاً على الساحة التركية.

ولفتت القناة إلى عودة اسم صلاح الدين دميرتاش، إلى الواجهة في تركيا بالرغم من محاولة تغييب الإعلام التركي الحدث.

وأشارت القناة إلى أن دميرتاش «كردي يقبع في السجن منذ قرابة السنتين وتم اختياره من قبل أنصاره للترشح للانتخابات المبكرة المقررة في الرابع والعشرين من الشهر المقبل في تركيا، ويتهم بأنه الذراع السياسي لحزب العمال الكردستاني».

وتساءلت القناة في تقرير لها حول ما الذي يعنيه مثل هذا التحدي لإردوغان؟

رؤية نظر تركية

«محمد زاهد غول»، المحلل السياسي ومدير مركز شرقيات للأبحاث بإسطنبول، أكد أن ترشيح دميرتاش سيغير المعادلة بالنسبة لحزبه الذي انحسر في الانتخابات السابقة.

وأشار إلى أن دميرتاش سيحصل على نسبة كبيرة من الأصوات بسبب المظلومية التي حصل عليها بزجه في السجن، إلا أنه بالرغم من ذلك يرى أنه ليس الشخصية المنافسة الأبرز لأردوغان وأنه لا يمكن أن ينتصر في الانتخابات أو حتى يذهب لجولة ثانية.

وشدد غول على أن رمزية الحالة خارجياً وداخلياَ هي الحالة الأبرز في المشهد، كونه رئيس حزب يقبع في السجن وهو ما يراه أمراً كافياً لإحراج النظام التركي أمام المجتمع الدولي.

وقال غول إن دميرتاش يحظى بشعبية كبيرة ليس في بين الكرد فحسب وأن لديه كاريزما وخطابة وأنه لو لم يكن زعيماً لحزب كردي لكان منافساً حقيقياً لرجب طيب أردوغان بكل ما تعنيه الكلمة، ولكانت حتى فرص فوزه على اردوغان كبيرة.

واعتبر أن فرص دميرتاش الحالية تؤدي بفوزه بنسبة لا تقل عن 10%، حتى أنه ربما يقتنص أصوات من حزب الشعب المعارض.

زر الذهاب إلى الأعلى