بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

عفرين وعامها الثالث على العدوان

ندخل يوم غد،20 كانون الثاني، إلى الذكرى السنوية السوداء الثالثة لبدء العدوان على عفرين من قبل دولة الاحتلال التركية مصحوبة بمرتزقتها الإرهابيين وغطائها السياسي “الائتلاف السوري”، وبكل طاقتها العسكرية وآلتها الحربية الفتاكة التي تلقتها من “الناتو”، لتخنق سماء عفرين بأكثر من سبعين طائرة حربية، وبعد مقاومة دامت ثمانيةً وخمسين يوماً قدم فيها شعبنا وقواتنا أروع صور البطولة والفداء، انتهت باحتلال عفرين وقُراها يوم 18 آذار 2018، وذلك بتواطؤ روسي وتخاذل سوري، مما أدى لتهجير قسري لأكثر من 300 ألف من سكان عفرين الأصلاء ليحل مكانهم مستوطنين من كل حدب وصوب، بغية إجراء تغيير ديمغرافي سعت له دولة الاحتلال التركية لإسكان مرتزقتها وعوائلهم واستجلبت العوائل العربية والتركمانية من كل المناطق السورية، ولتزيد المشهد السياسي تعقيداً وتعمق الأزمة السورية وتدخلها في نفق طويل من الشرخ الاجتماعي وتفكيك النسيج السوري التاريخي.
ومع أن تركيا التي تعاملت مع الشرعية الدولية كدولة خارجة على القانون تضرب بعرض الحائط بكل القوانين الإنسانية والقانونية والشرعة الدولية، إلا أنها ما زالت وبشكل ممنهج تمارس إرهابها بحق شعبنا في عفرين، ومارست أقصى أنواع جرائم الحرب من قتل واغتصاب واختطاف، ناهيكم عن محاولات طمس الهوية الكردية وثقافتها ومحوها من المنطقة عبر تتريك المناهج التعليمية، ونشر الفكر الإسلاموي المتطرف والقضاء على المكونات الدينية في المنطقة، وكذلك تدمير ونهب آثار عفرين التي تنطق بأصالتها وتاريخها وثقافتها، ولم تكتفي بذلك فلقد وصل بها حد الحقد والعدوان ليطال الشجر والحجر بعد أن استعبدت البشر، وكل ذلك مثبت وموثق في التقارير الدولية.
وما زالت دولة الاحتلال التركية تمارس سياسة استيطانية وتبني الجدران لسلخ عفرين عن كرديتها و سوريتها لتلحقها بالدولة الطورانية التركية ضمن مشروعها العثماني الجديد للاحتلال والتوسع على حساب شعوب المنطقة، وكل ذلك أمام أنظار العالم والشرعية الدولية والقوى الكبرى في تحدٍ واضح للأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات الإنسانية.
إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في الوقت الذي ندين فيه كل هذه الجرائم، نطالب المجتمع الدولي بإنهاء حالة الاحتلال التركي للمناطق السورية وعلى رأسها عفرين وضمان عودة أهالي المنطقة الأصليين، وإيجاد حل عادل لإنهاء الأزمة السورية، وإشراك الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بكل المحافل الدولية لحل الأزمة السورية حلاً عادلاً وحقيقياً بسوريا ديمقراطية لا مركزية تحفظ حقوق كل شعوبها، فإننا في الوقت ذاته نؤكد أن مقاومة العصر مستمرة حتى خروج المحتل ومرتزقته من عفرين و من كل شبر من الأرض السورية.

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD
19 كانون الثاني 2021

زر الذهاب إلى الأعلى