الأخبارروجافامانشيت

عائشة حسو: سنرفع وتيرة النضال والمقاومة حتى تحرير عفرين

يصادف غداً 20 كانون الثاني، الذكرى السنوية الثالثة التي أدمت قلوب الشعب الكردي, ذكرى هجوم الدولة التركية المارقة ومرتزقتها الإرهابيين من بقايا داعش على عفرين, ومن ثم تهجير سكانها واحتلالها وسط تواطؤ دولي جبان, وفي هذه الذكرى المؤلمة، التقى موقعنا مع ابنة عفرين الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD(عائشة حسو), والتي تحدثت عن ذلك اليوم الأسود, وتغنت بالمقاومة البطولية التي أبداها الشعب هناك في وجه أقوى وأعتى جيوش الناتو والفصائل الإرهابية التابعة لها, وإصرار أهل عفرين على العودة ورفع شعار المقاومة في الشهباء حتى تحرير عفرين, وبدأت حسو حديثها بالقول:

عفرين كانت تتلون وتتزين بحرية المرأة

بعد أيام ستمضي ثلاث سنوات على هجوم الاحتلال التركي ومرتزقته من الجهاديين والإرهابيين على مقاطعة عفرين وتهجير أهلها واحتلالها, ففي تمام الساعة الرابعة مساءً وبتاريخ 20-1-2018هجمت الدولة التركية ــ بكل همجيتها وحقدها وباستخدام أسلحة وقوة حلف الناتو المتطورة ووسط صمت دولي وعلى مرأى ومسمع من العالم ــ على المدنيين من شعب عفرين ومقاتلي الحرية الذين حملوا شعار الإصرار في المقاومة والنضال من أجل بناء نظام ديمقراطي يمكّن المرأة ويحررها منذ بداية الأزمة السورية, حيث كانت عفرين تتلون وتتزين بحرية المرأة التي كانت تدير كافة مؤسسات  الإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين.

شعب عفرين أبدى مقاومة تاريخية لم يحدث مثلها من قبل

 وأكدت حسو بأن الهجوم على عفرين واحتلالها من قبل تركيا كان استكمالاً للمؤامرة الدولية على الديمقراطية ومشروع الإدارة الذاتية وعلى حرية المرأة من خلال استهداف شخص القائد عبد الله أوجلان,

وتابعت:

إن مقاومة أهل عفرين ومقاتلي الحرية التي استمرت 58 يوماً في مواجهة أحد أقوى الجيوش في العالم مدعوماً بقوة حلف الناتو والمرتزقة الذين ينفذون أجندات دولة الاحتلال التركي, تعتبر مقاومة تاريخية لم يحدث مثلها من قبل, إذ إن الاحتلال التركي كان يظن بأنه سيحتل عفرين خلال يومين أو ثلاثة, ولكنه واجه مقاومةً بطولية دامت ما يقارب الشهرين, والقرار الذي اتخذته الإدارة الذاتية بانسحاب المدنيين من عفرين لم يكن استسلاماً أو هزيمةً, وإنما لتجنب المجازر الجماعية التي سترتكبها تركيا بحق شعب عفرين من المدنيين, وبالتالي تأمين خروجهم من ساحة المعركة واستكمال مقاومة العصر بمرحلتها الثانية دون خوف على حياة المدنيين.

الهجمات التركية على مناطقنا ما هي إلا انتقام لهزيمة تنظيم داعش وأشارت حسو إلى أن النازحين من عفرين الذين استقروا في منطقة الشهباء ما زالوا مستمرين في مقاومتهم بمخيمات اللجوء, ورغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها فإن الإصرار على المقاومة وبمعنويات عالية يزداد عندهم يوماً بعد يوم من أجل العودة إلى عفرين المحررة, وأضافت:

نعلم أن الدولة التركية ستستمر في مخططاتها ومؤامراتها على الشعب الكردي وعلى مشروع الأمة الديمقراطية الذي تبناه هذا الشعب, هذا المشروع الذي أصبح نموذجاً ومثالاً لسوريا المستقبل ليكون أساساً لحل الأزمة السورية, والبديل الأمثل لنظام الحكم الحالي في سوريا الذي لا يعترف بالشعب السوري وتنوعه وإرادته, وكذلك بديلاً عن مشروع ما تسمى المعارضة السورية (الائتلاف) المرتزقة, التي لا تملك مشروعاً وإنما تنفذ مخططات وأجندات الدولة التركية, فالخط الثالث الذي انتهجته الإدارة الذاتية الديمقراطية من خلال مشروعها الديمقراطي أثبت أنه النموذج الأفضل والأمثل لسوريا المستقبل, وهذا المشروع هو الذي هزم تنظيم داعش الإرهابي, ولذلك فإن الهجمات المستمرة التي تقودها تركيا على شمال وشرق سوريا والمشروع الديمقراطي القائم هناك ما هي إلا انتقام لهزيمة تنظيم داعش, لأن الدولة التركية تبنت هذا التنظيم ورعته وهي التي وجهته لتحقيق أهدافها في المنطقة, وبعد هزيمة التنظيم تدخلت الدولة التركية بنفسها لتكمل مهمة تنظيم داعش الإرهابي, أي انتقلت من حرب الوكالة إلى الحرب المباشرة.

الأطراف المتداخلة في سوريا تحاول تحقيق مكتسبات جديدة

وحول الأحداث الأخيرة في المنطقة وبالأخص الهجمات التركية على بلدة عين عيسى, أوضحت عائشة حسو بالقول:

هناك خلافات كبيرة واتفاقات جديدة بين القوى الدولية المتداخلة في الأزمة السورية, والتوافق على حل الأزمة السورية بين هذه الأطراف ما زال بعيد المنال, لذلك فكل طرف يحاول تحقيق مكتسبات جديدة وتمرير سياساته وفرضها على الأطراف الأخرى, ولكن الواقع الآن ليس كما كان سابقاً, لأن قوات سوريا الديمقراطية من خلال مكتسباتها التي تحققت بالمقاومة استطاعت أن تفرض نفسها كلاعب أساسي على المستوى الدولي لا يمكن تجاهله في سوريا.

قرار تحرير تراب عفرين من المحتلين اتخذه الشعب منذ البداية

واختتمت عائشة حسو حديثها بالقول:

شعب عفرين الذي اتخذ قرار المقاومة في مناطق الشهباء ومخيماتها, ومازال مستمراً في مقاومته يُظهر للعالم حقيقة الشعب المقاوم, وعلى هذا الأساس نوضح لهذا الشعب ولعوائل الشهداء ولجميع المقاومين الذين غيَّروا لون الحياة, بأننا وبكل إصرار وإرادة سنرفع وتيرة النضال والمقاومة في هذه السنة الجديدة وسيزيد إصرارنا على العودة إلى عفرين بعد تحريرها, وهذا القرار اتخذه الشعب منذ بداية مقاومة العصر, قرار تحرير تراب عفرين من المحتلين.

زر الذهاب إلى الأعلى