بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام بمناسبة الذكرى /14/ على تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD)

يصادف يوم عشرين أيلول الحالي الذكرى الرابعة عشر على تأسيس حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والذي جاء تأسيسه في وقت تشهد فيه الأوضاع الكردستانية والإقليمية والدولية وكذلك النظام المهيمن بالمزيد من التعقيد والفوضى. مما استوجب عليه تلك الأوضاع معايرة دقيقة وتشخيص بنّاء لجملة هذه الظروف وبالتالي اتباع أسلوب أكثر ثورية يؤدي إلى نتائج خادمة لحل القضيتين الوطنية السورية والقومية الكردية. وفي الوقت الذي كان النظام البعثي السوري ينتهج سياسة استبدادية تجاه كافة مكونات شعب سوريا رافضاً وناكراً لقضاياها وفي مقدمتها وجود قضية كردية في سوريا، وقد أنهى بذلك كافة مظاهر الحياة السياسية فكانت زنازينه ملآى  بآلاف المناضلين من حزبنا ومن عموم المعارضة السورية، من حيث أن النظام الاستبدادي كان يحكم بالقبضة الحديدية؛ ناضل حزبنا منذ تأسيسه أن يكون حل القضية الكردية غير منفصلاً عن التحول والتغيير الديمقراطي العام في سوريا بل زاد في هذا المنحى بأن اعتبر هذا حلّها مدخلاً نوعياً لدمقرطة سوريا والشرق الأوسط برمته؛ وهذا ما يؤكده البرنامج السياسي التأسيسي للحزب في الترابط بين المسارات الثلاثة القومية والوطنية والإقليمية والتوازي بينها؛ وأنّ حل الواحدة منها تفضي بالضرورة إلى حل المسارات الأخرى وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار. وبعكس مختلف صنوف المعارضة المشهودة لها بالتراجع وعدم قدرتها على تلبية تطلعات مكونات شعب سوريا وحقه المشروع في التغيير الديمقراطي، انطلق حزبنا منذ تأسيسه على تشخيص دقيق  للأوضاع التي تعيشها شعوب الشرق الأوسط والإسهاب في دراسة الأسباب والدوافع وتحديد مكامن الخلل التي تعرقل النهوض المجتمعي، منها الأسباب الموضوعية بما فيه سلطوية الأنظمة الاستبدادية يضاف اليها  أزمة النظام المهيمن وظهور سياساتها بشكل معاكس لقضايا الشعوب وتحريرها، ومنها الذاتية في اتباع عموم الأحزاب الكردية النمط غير الفعال المؤدي إلى احداث انقسام في الشارع الكردي من خلال تغليب الأجندة الضيقة على الأجندة الوطنية وأيضاً احداث الربط القويم بين قضايا الحرية في سوريا وتقديم المشاريع الديمقراطية التي تحقق الانتماء في البدء.

قدّم حزبنا في طريق الحرية وعدالة القضية الكردية العديد من شهداء الحزب من بينهم مؤسسيه الأوائل أمثال الرفيقة شيلان كوباني ورفاقها وأوصمان دادللي وأحمد حسين (بافي جودي) وفيما بعد عيسى حسو وغيرهم؛ ميراثاً فكرياً وتنظيمياً أدى به إلى أن يكون للحزب نظرة مختلفة مخالفة في الحراك الثوري السوري في آذار 2011 وانتهاجه الخط الثالث المعتمد أساساً على فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان في الأمة الديمقراطية والانتقال إلى الشرق الأوسط الديمقراطي واستتباب الأمن والاستقرار فيه وتحقيق العيش المشترك السلمي بين مختلف قومياته وثقافاته ومعتقداته، وهذا ما يشكل جوهر السياسة الديمقراطية وتمايز الخط الثالث بأنه ليس مع النظام الاستبدادي وليس مع المعارضة السلطوية. ووفق فلسفة الأمة الديمقراطية قامت ثورة 19 تموز 2012 وتم التأسيس للإدارة الذاتية الديمقراطية مع عشرات من الأحزاب والقوى السياسية الكردية والعربية والسريان الآشورية والعديد من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات القانونية والثقافية. ومن المعلوم بأن مناطق روج آفا- شمال سوريا تحولت بفضل هذه الإدارة وبفضل أحد أهم أساسياتها الاستراتيجية في الحماية الذاتية والدفاع المشروع  ومن خلال وحدات حماية الشعب والمرأة إلى مناطق آمنة بالمقارنة مع عموم المناطق السورية التي تحولت بدورها إلى مناطق عنف وتدمير؛ وقد أصبحت الإدارة الذاتية كركيزة مشروعها في الفيدرالية الديمقراطية لروج آفا- شمال سوريا إلى شريك فاعل ضد الإرهاب وإلى لاعب أساسي لا يمكن أن يكون الحل بدونه؛ بالرغم من الهجوم المستمر منذ أكثر من خمس سنوات من قبل التنظيمات الإرهابية المدعومة من قبل أنظمة الاستبداد الإقليمية وأولّها تركيا؛ باتت جميعها المهددة للسلم الأهلي وأمن المكونات في سوريا وروج آفا.

إن سوريا وعموم بلدان الشرق الأوسط التي تم ترسيمها قبل مئة عام منصرمة دون إرادة شعوبها وبضد من تطلعاتها؛ هي اليوم على مفترق طرق، والأزمة السورية مثال هذه الأزمات، وكل يوم يتم فيه تأخير حل أزمتها على أساس مسارها السياسي الديمقراطي مضمونة فيها محاربة الإرهاب وتحقيق التغيير الديمقراطي؛ فإنه يكون على حساب انهمار المزيد من الدماء السورية وتكريس الأزمة وعدم الاستقرار في سوريا والشرق الأوسط. وسيؤدي إلى أوضاع كارثية إذا لم يتم وضوح في الحل الديمقراطي المناسب له، وهذا الحل متمثل اليوم بنموذج الفيدرالية الديمقراطية الذي يلامس جوهر القضايا في سوريا والشرق الأوسط كخطوة نحو كونفدرالية شعوبها ومؤكدة وحدة مصير هذه الشعوب وأخوَّتِها.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD وبمناسبة تأسيس حزبنا نهنئ الشعب الكردي وعموم الشعوب في سوريا وجميع القوى الديمقراطية في سوريا والشرق الأوسط والعالم، ونؤكد من خلالها على المضي قدماً على طريق شهداء الحرية المجتمعية وأن نبذل كل ما بوسعنا لإنجاح مشروع الفيدرالية الديمقراطية الذي بات الحل الأمثل الوحيد للخلاص من الأزمة السورية وحل جميع قضاياها وقضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الكردية.

18 أيلول 2017

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى