مانشيتمقالات

بوحدة المرأة يصبح كل يوم عيداً للمجتمع

ثريا مصطفى ــ

يصادف في شهر آذار الكثير من الأحداث التي دوَّنها التاريخ في صفحاته وخلدها إلى يومنا هذا، وخصوصاً تلك المتعلقة بحياة المرأة ومعاناتها وآلامها، ورغم ذلك، المرأة تجددت وجددت الحياة وتخطت القدر الكبير من معاناتها وآلامها بفضل إصرارها على النضال والمقاومة للحصول على حقوقها.

فمنذ أمد طويل وحتى هذا اليوم؛ للمرأة دور أساسي في الحياة من خلال وجودها في الثنائية التي تنشأ منها البشرية وإعطائها المعنى للحياة بجمالها وروحها التي انعكست على الوجود وحققت الجمع بين الحب والمساواة والعدالة والإبداع في رسم خطوط الحياة الحرة وتطويرها.

لكن يتم إخفاء هذه الحقيقة وتهميش دور المرأة واقصائها وجعلها من ملكيات السلطة ووجودها فقط بيولوجية “أي آلة للإنجاب وعاملة مجانية للرجل والعائلة” وتتعرض كل يوم لأشد أنواع العنف، كما جُرِّدَت من أبسط حقوقها.

كل الأنظمة القمعية عبر مراحل التاريخ كانت أشد ظلماً على المرأة “سواء في الغرب أو في الشرق” وخاصة المرأة التي احتٌلت وطنها، وأكبر مثال هي المرأة الكردية، ولكن المرأة قاومت ومازالت تقاوم وتناضل أمام هذه الذهنيات التي تفرض على المرأة الاستسلام وخاصة في الشرق الأوسط مهد الحضارات والثقافات الذي بدأ في ميزوبوتاميا بلاد ما بين النهرين حضارة عشتار حضارة الأم حيث كانت النساء من جميع القوميات “الكردية – العربية – السريانية – الأرمنية” يعملنَ ضد سياسية إبادة المرأة ويكافحنَ من أجل مجتمع حر وأبت الاستسلام  للنظام الأبوي الذي وصل إلي أقصى درجات الانحطاط بالمرأة وجعلها سلعة في الأسواق وفق ما خططت الهيمنة والرأسمالية.

في القرن الواحد والعشرين أصبحت للمرأة بصمة واضحة فيه من خلال فكر وفلسفة القائد الأممي عبد الله أوجلان الذي أهدى مشروع أيديولوجية تحرير المرأة لجميع النساء ووجدت المرأة أن خلاصها وحريتها يكمن في تطبيق مبادئ هذا المشروع ألا وهو (الوطنية- النضال- التنظيم- الإرادة الحرة) للوصول إلى حياة كريمة ومشرفة.

وبإصرار المرأة وقيادتها في نشر هذه الفلسفة بين المجتمع؛ أصبح للمشروع صدى عالمياً وأصبح فلسفة كونية من خلال فلسفة /المرأة -الحياة -الحرية/ التي تطورت في روج آفا وامتدت إلى إيران وتأثرت بها المرأة العالمية، وأصبحت ثورة روج افا مصدراً لتوحيد النساء في شمال وشرق سوريا  من خلال أخذ المرأة الكردية والعربية والسريانية دورها في جسم الإدارة الذاتية بنسبة 50 بالمئة، وبالأخص نظام الرئاسة المشتركة، ونظمت المرأة نفسها في حركات خاصة بالنساء، وأيضاً أثبتت المرأة أنها القيادية والريادية في جميع المجالات وبالأخص السياسية والعسكرية، وحاربت حرب البقاء والخلاص من العبودية، وصارت النساء يدافعن عن القيم الأساسية لبناء مجتمع أخلاقي وسياسي وأصبحنَ رمزاً للمقاومة والحرية في التاريخ لأجل خلق الإنسان الحر في وطنٍ حر.

لذلك؛ علينا نحن نساء الشرق الأوسط المضي بقوة وبخطوات أكثر فعالية وجرأة نحو ثورتنا وتطبيق المبادئ التي ضحت من أجلها الآلاف من الشهيدات، والتسلح بعلم المرأة “جينولوجي” ونسج السياسة بروح المرأة وتقوية ثورتنا في جميع المجالات وعدم الوقوف عند المصاعب، والإيمان بمشروعنا والبحث عن الحقيقة لحل لجميع قضايا المجتمع، وأن نكون قادرين على فتح العالم وخلق أسلوب حر للحياة معاً.

زر الذهاب إلى الأعلى